عبير عزت تكتب: ماذا لو لم تكن حواء؟!
تخيّل معي عزيزي القارئ .. ماذا لو لم يشأ الخالق سبحانه وتعالي أن يكون قطبي الكون هما الذكر والأنثي؛ وكان آدم فقط بدون حواء؟!
كيف ستكون الحياة.؟!، ما شكلها؛ وما لونها؛ وما طعمها؛ وكيف ستكون رائحتها؟!، أين ستجد عزيزي القارئ الحنان والدفء والتضحية والعطاء؟!، بمن سيتغزل الشعراء، ولمن ستعزف الألحان، ومن سيُطرب الوجدان؟!.
تخيّل معي ..مجتمع ذكوري خالص؛ بلا وهج .. بلا شغف..بلا تأنق..بلا تدلل..بلا جمال!!، مجتمع جاف؛ جامد؛خشن؛ مقفر؛ مجدب؛ قاحل؛ مستوحش، حياة بلا أم ؛ ولا أخت؛ ولا زوجة؛ ولا حبيبة؛ ولا ابنة!!، أعتقد أنها ستكون حياة بلا حياة.
فالأم قطعًا هي سر الحياة، هي الرحم وهي الرحمة، والخالق جل وعلا هو الرحمن الرحيم، فأي تقدير للمرأة أعظم من اشتقاق صفة لها من أسماء الله الحسني!!، ما هذا التقدير العظيم الذي منحه الله سبحانه وتعالي لأرحم وأجمل وأرق مخلوقاته وهو المرأة !!، وكلمة ” أم” صغيرة الحروف.. جليلة المعني.. عظيمة التأثير، فما أروع ما تحمله هذه الكلمة من معاني ودلالات الحب والحنان والعطاء والعطف والمودة والاهتمام والتفاني والإخلاص وإنكار الذات، فالأم هي المصدر الطبيعي والحقيقي لكل المشاعر النبيلة التي يحيا بها كل انسان؛ لا .. بل كل مخلوقات الله علي وجه الأرض، الأم عطاء بلا حدود.. بلا شروط .. بلا مقابل.. بلا غاية أو هدف سوي إسعاد أبنائها؛ لذا ذكر الله تعالي فضل الأم في القرآن الكريم آمراً بطاعتها – إلا فيما يُغضبه تعالي- للفوز بالجنة التي جعلها سبحانه تحت أقدامها؛ وجعل عقوقها من الكبائر؛ فالأم هي رحمة الله علينا وهديته العظيمة لنا في الدنيا.
والأخت هي الأم الثانية في حياه الرجل؛ هي الصديقة الأولي؛ كاتمة أسراره؛ وفلتر أفعاله؛ الناصحة؛ الموجهة؛ الحنونة؛ المعطاءة؛ التي تفضله غالبًا علي نفسها في معظم احتياجاته؛ حياة بلا أخت حياة بلا طعم.
أما الزوجة فهي توأم الروح؛ هي الحبيبة والصديقة والرفيقة والسَكن؛ هي الشريكة الكاملة في كل معتركات الحياة؛ قال تعالي ” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها؛ وجعل بينكم مودة ورحمة؛ إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”؛ ومعنى “خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها” أي: نساء تسكنون إليها؛ “من أنفسكم” أي: من نطف الرجال ومن جنسكم؛ وقيل : المراد حواء خلقها من ضلع آدم ؛ “وجعل بينكم مودة ورحمة” قيل : المودة والرحمة عطف قلوبهم بعضهم على بعض؛ الزوجة هي بلسم البيت واكسير السعادة فيه.
وتبقي الابنة؛ قرة عين أبيها؛ ودلوعته الكبري والنسخة المصغرة من الأم؛ و”حمَّالة الأسية”؛ الابنة التي رضعت الحنان والعطاء من أمها؛ جوهرة العائلة وحضنها الدافئ المستقبلي؛أميرة المنزل في الصغر؛ وخادمة والديها في الكبر.
توقف قليلًا أيها الرجل.. من هي المرأة في حياتك؟! في غياب كل هذه النماذج المبهرة للمرأة كيف كانت تبدو حياتك بدونها؟!
المرأة نصف المجتمع واقعيًا؛ وكل المجتمع معنويًا، حواء ياسادة هي محور الحياة؛ والحياة بدونها عدم؛ تحية كبيرة لكل امرأة تقوم بدورها كما أمرها الله عز وجل في كتابه الكريم، وتحية خاصة لروح أمي في جنتها.. رحمك الله يا جنتي.