عاجل
أهم الأخبارثقافة وفنون

قراءة في ديوان “علامة استفهام” .. السيد الخضري

بقلم : شحتة سليم

صدر مؤخرا عن دار النيل والفرات للنشر والتوزيع ديوان (علامة استفهام) للشاعر السيد الخضري.

جاء الديون في مائة صفحة من الحجم المتوسط, ضم بين دفتيه أربع وثلاثين قصيدة, وأظنه عددا كبيرا بالنسبة لعدد الصفحات مما يعكس قصر حجم القصيدة الواحدة باستثناء بعض القصائد التي تراوحت ما بين خمس إلى ست صفحات (ثوار ضد التيار ص23 , حاسة بيَّا ص39, تاهت المعالم ص42).


السيد الخضري

وجاء العنوان (علامة استفهام) بالرغم من أن قصائد الديوان الأربع والثلاثين ليس من بينها قصيدة تحمل نفس العنوان, إلا أنه – العنوان – جاء معبرا عن حالة المعاناة والسخط على الماضي والحاضر الذي يعيشه, بالإضافة إلى مشاعر الحيرة والقلق والخوف من المستقبل, تلك المشاعر التي سيطرت على معظم القصائد, والتي من المرجح أن تكون قد كتبت منذ فترة طويلة, ترجع إلى ما قبل ثورتي الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيه .

ثم الإهداء الذي كان الشاعر كريما فيه؛ فجاء موزعا بين الأقارب “عزيزتين على قلبي وفاء – رسمية”, والقارئ ” لكل من يقرأ حرفي “, والشهداء ” إلى كل شهداء مصر والوطن العربي “, ثم ” إلى مصرنا الحبيبة ” وهو ما يعكس التنوع الذي نجده في قصائد الديوان بعد ذلك.

 

جاءت قصائد الديوان – كما نقول – متنوعة ما بين القصائد الوطنية والرومانسية بالإضافة إلى القصائد الدينية (مسحراتي (احتفالا بقدوم شهر رمضان) – لبيك يا ربي لبيك (احتفالا بقدوم الحج)- مولد نبي الهدى (احتفالا بميلاد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم), وقصيدة خاصة بالأم, وإن كان للوطن والتعبير عن حب الشاعر الشديد له, وانشغاله بهمومه ومشاكله النصيب الأكبر, تلك الهموم التي انعكست على حياة الشاعر نفسه؛ فكان التوحد بينهما – الشاعر / الوطن – فجاءت الشكوى والمعاناة امتزاجا بين هموم الوطن وهموم الشاعر, مما كان له تأثيره على بعض عناوين القصائد, والتي منها (آسف يا دنيا ص12, ما لك يا دنيا ص21, حال الدنيا ص60), بالإضافة إلى المقاطع التي جاءت من خلال بعض القصائد كما في قوله
” وادي دنيتنا
متعبة في صحبتنا
رحتها يدوب لحظات ” ( قصيدة ألم – ص10)
أو كما في قوله
” لا خلص الهم ولا اتلم
لا نفعنا خال ولا عم
وهي الدنيا أيه غير يوم
وأخرتها في التراب نتلم
يوم وفاتي مش معلوم
ولا أقدر أحسب عمر كم
ولغز الدنيا مش مفهوم” ( قصيدة كتبنا أشعار عن الهم – ص81 )
أو كما في قوله
” والست برضه حشرية
وتملي ديما نكدية
معقولة الدنيا واخداهم .
هندخل جوا دايرتهم
نتعرف برضه بحالتهم
دي يمكن دنيا ظالمهم ” ( قصيدة الحكم بالمظاهر – ص86 ).
جاء الشاعر في ديوانه مخلصا للعامية المصرية, حتى إنه اعتمد عليها في كل قصائده وتعبيراته وصوره الجمالية, لكنه لم يغرق في مستنقعها كما نقول, فجاءت لغته برغم عاميتها مفهومة للجميع, معبرة عن حالته الوجدانية بمختلف أشكالها, ومنها القصائد الرومانسية, كما في قوله
“طار الكلام واتنسى
والفكر مالي راسي
وحبيبي لما أشوفه
بحبس أنا أنفاسي
امتى أضم حبيبي
ويبقى أهلي وناسي
من يوم ما قلبي حبه
ولا دقه كان ناسي ” ( قصيدة طار الكلام واتنسى – ص79)
لقد ظهر الشاعر السيد الخضري من خلال ديوانه متمكنا من أدواته الشعرية, ممسكا بزمام لغته وموسيقاه وصوره الجمالية مما يبشر بميلاد شاعر واعد إن شاء الله .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى