«محطة رفعت همام » توقف حرب المياه فى المنطقة العربية
– أول نموذج فى العالم لتحلية مياه البحر بدون طاقة
– الجهاز ينتج هيدروجين أخضر وأملاح طبية وغذائية
– حماية تامة للبيئة البحرية والثروة السمكية من التلوث
تقرير: نوفل البرادعى
فى ظل عالم أصبحت تسيطر عليه عمليات الإبداع والابتكار والتطور المستمر للأفكار والتطبيقات، التى قد لا توجد فى المقررات الدراسية أو داخل القاعات والمعامل التقليدية،عالم يحل أزماته الطارئة أو المزمنة علماء مبدعون، ويصنع نجاحه وتقدمه عباقرة مبتكرون ومخترعون ..
يساندهم رجال أعمال وطنيون يؤمنون بأهمية الإبداع والابتكار،رجال أعمال حقيقيون،يصنعون حاضنات استثمارية وتكنولوجية لأفكار واختراعات هؤلاء المخترعين والمبتكرين ،لامجرد تجار أورجال مال يفضلون استيراد التكنولوجيا كاملة من الألف إلى الياء على الاستثمار فى البحث العلمى، برغم أن البحث العلمى يحقق أعلى عائد استثمارى مقارنة بأى مجال آخر، فمن المعروف عالميا أن كل جنيه ينفق على البحث العلمى يدر عائدا عشرة أضعافه فى زمن قياسى،
من هنا وفى هذا الوقت الفارق لأمة مهددة فى وجودها، يصبح الاهتمام الحقيقى بالابتكارات والمبتكرين ،والاختراعات والمخترعين خياراً مصيرياً لا يجوز تأخيره بعد الآن، ولا يمكن إحالته إلى لافتة المستقبل كعادتنا مع قضايانا الحاسمة، لأنه لا مستقبل لأمة تقبع علمياً وتكنولوجيًا فى قاع هذاالعالم..ولأن الصراع الآن بين الدول هو صراع «علمى»، وأن الثروة الحقيقية هم العباقرة والمتميزون من العلماءوالمبدعين والمخترعين ، وأن مبادرة إعادة بناء الإنسان المصرى التى أطلقتها القيادة السياسية مؤخرالإحداث تغييراجتماعى إيجابى وسريع، يجب أن تبدأ من هؤلاء المبتكرين والمخترعين باحتوائهم عبر حاضنات علمية واقتصادية حقيقية وجادة،قادرة على أن تحولهم من بشر مهمشين ،يمارسون أعمالاًهامشية،إلى قوى بشرية مؤثرة وفاعلة وناقلة لفعل النهضة والتقدم. ..ولأن النهضة والتقدم تحتاج إلى موارد تقوم عليها فى مقدمتها توافر المياه العذبة،حيث تعتبر المياه مصدراللحياة، ومنبعا للازدهار، لكن مع النقص الشديد فى موارد المياه العذبة الذى يجتاح مصرومعظم الأقطار العربية ،ستتحول المياه من منبع للحياة والرخاء إلى مصدر لعدم الاستقراربل للحروب والصراعات، لهذا فإن مشكلة ندرة المياه في المنطقة العربية هي مسألة تتعلق بالأمن المائي، والأمن الغذائي، بالتالى بالأمن القومى للأمة كلها ،فالوطن العربي الذى يضم عشر مساحة اليابسة، فإنه يصنف على أنه من المناطق الفقيرة في مصادر المياه العذبة، إذ لا يحتوى إلا على أقل من 1% فقط من كل الجريان السطحي للمياه، وحوالي 2% من إجمالي الأمطار في العالم.
إن فقر الوطن العربي فيما يتعلق بمصادر المياه انعكس على التأمين المائي للفرد والذي يجب ألا يقل عن ألف متر مكعب سنويا وفقا للمعدل العالمي، حيث يصل متوسط حصة الإنسان العربي في معظم البلاد العربية إلى ما يقارب خمسمائة متر مكعب في العام، وقد بلغت أعداد الدول العربية الواقعة تحت خط الفقر المائي البالغ أقل من ألف متر مكعب للفرد سنويانحو 19 دولة منها 14 دولة تعاني شحا حقيقيا في المياه إذ لا تكفي المياه سد الاحتياجات الأساسية لمواطنيها، ولأن المنطقة العربية تقع جغرافيا ضمن المناطق الجافة وشبه الجافة فإن 30% من أراضيها الصالحة للزراعة معرضة للتصحر بسبب نقص المياه.
من هنا تنبع أهمية الالتفات إلى قضية المياه، ووضع السياسات والابتكارات المتعلقة باستخدامهاالرشيد وزيادة كمياتها كأولوية وطنية قصوى..فالماء هو المعادل الموضوعى للحياة، وها هو المخترع المصرى ” رفعت بديرهمام ” يتصدى لأزمة المياة الطاحنة فى مصر ومعظم أقطارالعالم العربى ، مقاتلا شح المياه بابتكاره محطة غير مسبوقة لتحلية مياه البحر ،ذلك الابتكار الذى يحمل كبرياء العالم المعتز بموهبته،ومحبة العاشق لأمته، وتضحية المقاتل من أجل خير وتنمية وطنه، والذى أوقف مشروعه البحثى والانسانى على كيفية مواجهة المخاطر،سواء تلك التى تهدد أمن الوطن أوتعرقل تنميته ، وذلك من خلال التعمق فى فهم ودراسة مشكلة مياه الشرب فى مصر والعالم العربى،وبدافع وطنى ، ليس غريبا علي ابن صعيد مصرحفيد شيخ العرب همام “الذى ينتمى الى مدينة “فرشوط بمحافظة قنا “، وأحد أفراد قوات حفظ السلام الدولية في البوسنة والهرسك والذى حصل على بكالوريوس معهد الالكترونيات ،كما حصل على دورة هندسية من القوت المسلحة، والمتخصص فى الهندسة الكهروميكانيكية، حيث ابتكر جهازا لتحلية مياه البحر..
من شأنه أن يحل أزمة المياه التى تعانيها مصر والعالم العربى كله ، هذا الجهاز غير المسبوق فى مصر أو العالم ،هو عبارة عن محطة لتحلية المياه المالحة سواء مياه البحار أو المبحيرات أو المياه الجوفية بدون أى وقود، وتقوم على فكرة المحطة على ابتكار جديد لجهاز بديل للطاقة، يتم من خلاله تحويل أشعة الجاذبية الأرضية من خلال تكثيفها عبر سلسلة من العدسات،لتتحول إلى طاقة كهربائية واستغلالها فى تحريك مواتير تحلية المياه عن طريق خزانات ملء وتفريغ لأمواج البحر،وتشغيل توربينات لرفع المياه المالحة ،ثم تسخينها وتبخيرها ثم تكثيفها عن طريق أنابيب تبريد ضخمة تحولها الى مياه عذبة ،وقد تم تطبيق هذه المحطة فى مدينة “صور اللبنانية ” بنجاح هائل.
وبدأت الرحلة العبقرية العجيبة لهذه المحطة حينما تلفت المخترع المصرى رفعت همام حوله فوجدت عدة مشاكل كبرى تحاصر مصروعالمنا العربى فى مقدمتها شح المياه العذبة،ونقص مصادر الطاقة ،وتلوث البيئة ،وزيادة آثارومخاطر الاحتباس الحرارى نوما ينجم عنه من تغير مناخى وجفاف وحرائق ،كما شاهدنا مؤخرا حرائق كاليفوزنيا الهائلة التى دمرت مساحات شاسعة من مقاطعة لوس أنجيلوس،فوضع كل هذا الأزمات على رأس قائمة أولوياته البحثية حتى وفقه الله تعالى إلى اختراع محطة(مياه) سوف تحل كل هذه المشكلات مجتمعة،والمحطة عبارة عن جهاز لتحلية مياه البحر،وتوليد الطاقة الكهربائية الخضراءمتمثلة فى الهيدروجين الأخضر وهى طاقة نظيفة تماما،بالإضافة إلي استخراج مجموعة متعددة من الأملاح المهمة كنتواتج اقتصادية إضافية،وذلك من خلال تكثيف الطاقة الحرارية،دون الحاجة لمصدر طاقة اخرى.
وتتميز هذه المحطة مقارنة بأى نظير مشابه لها فى العالم بأنها صديقة للبيئة ولاتنتج أية ملوثات أو مخلفات وبهذا تحمى الحياة البحرية وتحافظ على الثروة النباتية والحيوانية المهددة بالانقراض ،وتحمى الشعاب المرجانية التى تشكل مصدرا أساسيا للثروة السمكية وللسياحة معا.
كذلك تتميز هذه المحطة بأنها تعمل بدون وقود،وبأنها ذات تكلفة اقتصادية قليلة جدا مقارنة بالأجهزة والمحطات المستوردة من الخارج ،وهذا الاختراع الحاصل على براءات اختراع سواء داخل مصرأم على الصعيد الدولى هوأحد أهم أطواق النجاة القادر على الخروج بمصر من أزماتها المائية ،وبالتالى الاقتصادية ، ونقلها إلى مصاف الدول المتقدمة كما يليق بها ،هذا الاختراع قد تم عمل نموذج عملى له ،واختباره وتقييمه من لجنة علمية على أعلى مستوى، الأمر الذى يجعل محطة تحلية المياه المبتكره من قبل المخترع المصرى رفعت همام تشكل ولاشك إضافة كبرى للموارد المصرية ،وطق نجاة لحل مشكلة مياه الشرب وتوفير طاقة كهربائية نظيفة وحماية البيئة والحفاظ على الثروة البحرية وانتاج منتجات ثانوية مهمة،أيضا لها مردود اقتصادى كبير على الاقتصاد المصرى فمن ناحية سيوفر انتاجها بحجم اقتصادى موارد كبيرة من العملات الصعبة التى نعانى نقصاًواضحاً فيها،ومن ناحية أخرى سنوفر ملايين الدولارات التى كنا نستورد بها محطات مشابهة لا تحقق سوى هدف تحلية مياه البحر فقط وبتكلفة مالية وبيئية عالية جدا وبالعملة الصعبة ،مما يجعل الاستثمار فى هذه المحطة واحداً من أنجح وأفضل استثمارات الاقتصاد الأزرق ، أى الاستثمار فى مجال المياه الصديقة للبيئة مماسيحقق نقلة عالمية هائلة وغير مسبوقة فى هذا المجال.
و تقوم فكرة المشروع على إنتاج محطة مبتكرة لتحلية لمياه البحروتوليد الطاقة الكهربائية والهيدروجين الأخضر معاًفى دورة تشغيل واحدة وبدون استخدام أى وقود ملوث للبيئة.
ويعد هذا الاختراع أول نموذج من نوعه فى العالم لمحطة تحلية مياه البحرتعمل بالطاقة الحرارية صديقة البيئة وهى تنتج مياهًا نقية عالية الجدوى وفائقة العذوبة وبدون استهلاك أى وقود ملوث للبيئة، إضافة إلى توليد طاقة كهربائية نظيفة تمامًا،وكذلك إنتاج منتجات ثانوية ذات قيمة اقتصادية مهمة ناتجة عن عملية التشغيل منها إنتاج الهيدروجين الأخضر، ومجموعة من الأملاح الحيوية تتحدد وفقًا لنوعية مصدر المياه المستخدمة فى التحلية سواء مياه جوفية مالحة ،أو من البحار والمحيطات،ومن هذه الملاح الماغنسيوم واليود والصوديوم والبوتاسيوم..وغيرها ،إضافة إلى حمايتها للبيئة البحرية من التلوث والحفاظ على ثرواتها النباتية والسمكية والحيوانية حيث لاينتج عن عملية التحلية وتوليد الكهرباء وانتاج الهيدروجين الاخضر أى تلوث للبيئة من أى نوع ولابأى نسبة ولو ضئيلة،مما يكسب المحطة مزايا تنافسية نسبية ومطلقة لانظير لها فى المحطات المشابهة.
وتتكون المحطة من ثلاث وحدات أساسية إضافة إلى بعض الوحدات المعاونة للقيام بعدة مهام منها سحب المياه المالحة”الخام” من مصدرها سواء بحار أو محيطات أو بحيرات مالحة أو مياه جوفية عالية الملوحة وذلك بنظام مبتكر وغير مسبوق للتانضح العكسىالذى يعمل على تمرير المياه النقية فقط بعد تصفيتها عبر خاصية التناضح العكسى من المعادن الثقيلة والأملاح والبكتريا وكل الشوائب العالقة بنسبة 6و99%،ثم وحدة المعالجة والتنظيف ثم وحدة التحكم ويعاون هذه الوحدات اللأساسية وحدة ملحقة لتخزين الطاقة الكهربائية تمهيدا لتوزيعها حسب الغرض وأخرى لاستقبال الهيدروجين وثالثة لتصفية وتخزين الأملاح ،إضافة إلى نظام متكامل ومبتكر للطاقة الحرارية صديقة البيئة.
فيما تتعدد المنتجات الأساسيةللمحطة متمثلة فى إنتاج مياه عذبة فائقة الجودة والنقاءوعالية المواصفات وبتجربة النموذج أنتج معدل23 لتر مياه فى الساعة بما يوازى فى المتوسط 1344 لترمياه نظيفة يوميا للوحدة الواحدة بالطبع يمكن مضاعفتها مئات المرات حسب حجم وسعة المحطة المنشأة كذلك تنتج المحطة طاقة كهربائية نظيفة بمعدل (5ميجا وات) فى الساعة
إضافة إلى عدد من المنتجات الجانبية منها إنتاج هيدروجين أخضرناتج عن عملية توليد الكهرباء من المياه،وكذلك إنتاج أملاح متنوعة حسب مصدر المياه الأساسى ولا تحتاج المحطة إلا لمصدرمناسب للمياه المالحة،وبعض الخامات والمواد المتوافرة فى البيئات العربية المحلية،وأى مصدر مناسب للطاقة الحرارية، وبالطبع مساحة مناسبة لإنشاء المحطة سواء ثابتة أو متنقلة.
فضلا عن انخفاض تكلفة إنشاء المحطة ،فإذا كان متوسط انشاء محطة تحلية مياه صغيرة الآن مابين ثلاثين إلى أربعين ألف (2مليون جنيه مصرى فى المتوسط) دولار، فيما تتراوح تكلفة تحلية لتر مياه واحد فقط بدون أى نواتج أخرى مابين 3- 5 دولارات (250 جنيها مصريا)
بينما تكلفة انشاء محطة بنفس الحجم والمعدل وطبقا للنموذج المعمول لاتزيد على ثلاثة آلاف دولار(150 الف جنيه مصري)أما تحلية لتر المياه فبلا تكلفة تذكر تقريبا،وتشير الأدلة إلى أن المشروع سيجعل الناس فى عالمنا العربى وحول العالم فى وضع أفضل في المدن ،على خلفية انه:
بحلول العام 2028، سيكون بين ثلاثةإلى أربعة مليارات شخص يعيشون تحت خط الفقرالمائى ،من بينهم أكثر من نصف مليار فى عالمنا العربى وهذا الابتكار سيؤمن لهم احتياجاتهم من المياه
كما أن المحطة صديقة تماما للبيئة فى جميع مراحل تشغيلها حتى مرحلة الانتاج النهائى،وقد ثبت من خلال اختبار وتشغيل النموذج حماية المحطة للبيئة البحرية من التلوث والحفاظ على ثرواتها النباتية والسمكية والحيوانية حيث لاينتج عن عملية التحلية وتوليد الكهرباء وانتاج الهيدروجين أى تلوث للبيئة من أى نوع ولابأى نسبة ولو ضئيلة،مما يكسب المحطة مزايا تنافسية نسبية ومطلقة لانظير لها فى المحطات المشابهة،ويجعل تمويلها من مصادر محلية أودولية ميسر للغاية وبمزايا تمويلية كبيرة .
نعود ونشير مجددا إلى أن الحروب القادمة سواء فى منطقتنا العربية أم حتى فى العالم كله هى حروب مياه ، ومحطة تحلية مياه الشرب المخترع المصرى رفعت هما سيحمى عالمنا العربى من الانخراط فى هذه الحروب ،والأهم توفير المياه العذبة التى هى قوام الحياة لهم من مصادردائمة حيث تعتبر المحيطات والبحار مصادر غير محدودة للمياه وهي تمثل ما يقارب الـ 70% من المياه الموجودة في كوكب الأرض.