مني النمر تكتب: ماذا بعد؟!
قد تعتقد أن سبب تعاستك وجُلّ ذنبك هى طيبتك !؛ قد تتعرض لأقصى أنواع الإستغلال، وقد يكون أنت من تسمح للآخرين بذلك، أنت من تعطي الضوء الأخضر لهم!!؛ بسبب الطيبة الزائدة، والتي قد تكمن فى وجود صعوبة كبيرة فى الرفض لديك، حينما توجب عليك القبول؛ أو حينما تعجز عن رد الإهانات؛ والاكتفاء بالصمت خوفا من خسارة من تحب !!؛ أو حينما تكون صاحب نظرة حالمة رومانسية مثالية للأمور؛ أو حينما تشعر بالصدمة فى كل مرة يخيب فيها أملك فى أحد ما؛ وكأنه هو كل العالم؛ أو حينما تثق بالناس ثقة مطلقة وبمنتهي السرعة، حينما تسامح عن أخطاء كبيرة رغم تكرارها !!؛ وقد تكون إنساناً عفوياً طيباً، أو قد تقع في مشكلات لم تكن تتوقعها؛ لأن النقاء الذي بداخلك لم يتوافق مع التلوث الذي فى عقول بعض البشر!؛ قد تُقتل في أضعف ركن بقلبك؛ لأنك تمنح بسخاء وتغفر دومًا !!.
أقول لهؤلاء .. طيبة القلب ليست عيبًا، بل صفة جميلة يتمتع بها القليلون فى هذا العالم، الطيبة ليست مرضاً يخشى منه؛ أو خصلة تخجل منها، بل على العكس تمامًا؛ فهى صفة أهل الجنة “أناس أفئدتهم كأفئدة الطير”.
إذن ماذا بعد ؟!؛ يجب أن تكون هناك وقفة مع النفس .. ألا تشكو من طيبتك؛ فهى ليست تهمة؛ لتتبرأ منها؛ أو تعتقد أنها سبب جميع مشاكلك، لكن حافظ على نقاء سريرتك وطيبة قلبك، وإياك أن تسمح لأحد أن يستغل هذه الطيبة؛ غلّب مصلحتك الشخصية أحيانًا؛ قل: لا.. لا لكل من ينتقص من قيمتك، ولا تشعر بالذنب تجاه من يبتزك؛ بل اشعر بالذنب حينما تُقصّر بحق نفسك، قلل سقف أحلامك وتوقعاتك، وتذكر دائماً أنه ليس كل البشر مثلك، لا تجعل عواطفك وطيبتك الزائدة تتحكم بقرارتك وتصرفاتك، حكم عقلك مع قلبك؛ و إذا ضاق بك مكان اتركه، إذا استهان بك شخص؛ دعه يندم عندما يبحث عنك ولا يجدك، إياك أن تفقد الأمل بأنك سوف تتجاوز كل هذا، وعليك بالسعى المستمر لتحقيق هدفك، وتأكد أن خط دفاعك الأول؛ هو إيمانك بنفسك وعدم بخسها حقها؛ تأكد أنت تستحق الأفضل دائماً.