يارا رضا تكتب : ولماذا لا تقرأ !!
منذ الصغر وكان لدي رغبة جنونية بالقراءة؛ أقرأ أي شئ مناسب لسني واستيعاب عقلي، أتذكرُ قرائتي الجرائد؛ علي الرغم من كونها بها العديد من المقالات التي لا أستوعبها حين ذاك، ولكني كنتُ أرغم نفسي أن أقرأ؛ والسبب حبي للقراءة؛ وهذا الأمر يسري على المجلات وأي شيئ آخر، الله سبحانه وتعالي أعطاني حباً غير عادي للقراءة؛ أعتقد تارة أنها موهبة ويجب استغلالها بالطريقة السليمة؛ وتارة أخري أري أن أي شخص؛ يمكنهُ أن يقرأ في كل وقت وأي مكان حتي ولو لم تتوفر لديه موهبة وجنون القراءة، ثمة أشياء بسيطة قد تحلقُ بنا إلي طريق السعادة؛ مثل الجانب الروحاني والتعمقُ في العبادات؛ والجانب الترفيهي المتمثل في السفر والخروج للمتنزهات وغيرها؛ وجانب القراءة الذي هو مجال موضوعي في هذه المقالة، فهي بمثابة عقل آخر يحمل الكثير والكثير من المعلومات التي لا مثيل لها؛ معلومات تحررنا من قيود الجهل؛ وعدم المعرفة في اللاشئ، فالمعلومات التي يختزنها عقلنا من القراءة ليست بالضرورة أن تكون كماً لا حصر لهُ؛ وإنما بالتغيير الذي حدث منها؛ وأحدث طفرة جديدة في أسلوب حياتنا، كم من شخص قرأ سطراً في كتاب وكان هذا السطر لهُ بمثابة طريق جديد للتغيير، وكم من شخص قرأ مئات الكتب والروايات والمحصلة لديه صفراً، في رأيي المتواضع أن القراءة مثل النفس الذي أتنفسهُ لكي أبدا يومًا جديدًا ، أشعر بالسعادة؛ وكأن روحي تحلقُ في السماءِ من شدّة الفرح؛ عندما اشتري كتاباً جديداً؛ وكأن العالم كله أصبح مكانًا آمناً؛ أجري فيه بكامل حريتي، القراءة تعطي لأصحابها نفوذًا من العلم والقوة، وقدراً من الحب والتسامح؛ وبعضاً من الرحمة والمودة، القراءة تمنح القدرة علي التحدث بلباقة وفصاحة وثقة مطلقة؛ ورغبة في الاجتهاد أكثر لزيادة المحصلة والتغيير المستمر منها، الذهابُ إلي المكتبات مثل الذهابُ إلي المتاحف وأماكن التنزه؛ المكتبة بمثابة كنزُ للمعرفة؛ فمثلما ” القناعة كنز لا يفنى ” فالقراءة نبع لا ينضب”؛ علموا أولادكم أن الدراسة وحدها لا تكفي؛ فمثلما التطبيق العملي علي الدراسة خير دليل للخبرة ، فالقراءة خير دليل علي زيادة المعلومات وتوسيع الآفاق؛ وبداية مشرقة للتمهيد لطريق البحث العلمي؛ الذي من شروط نجاحه أن تقرأ كثيراً عن مجالك؛ وتطبق ماقرأته في مجتمعك وحياتك، فلماذا لا نقرأ ..!