عاجل
ثقافة وفنون

الأصنام.. قصة بقلم د. هشام السحار

قصة بقلم : د. هشام السحار
.
لم يعرف عن الأب شيئا من التقوى أو الصلاح .. بل على العكس من ذلك فهو لم يترك إثما إلا قارفه ..بل وتفاخر بفعله بين الجميع ..

ولأن الأبناء وباقى العشيرة كانوا يخشون نوبات غضبه وثورته التى كانت تطيح بكل من يفكر فى معارضته ولو بإشارة تنم عن عدم الأرتياح فإنهم جميعا استجابوا له حين صنع فى نوبة من نوبات الجنون التى كانت تراوده احيانا ثلاثة أصنام اطلق عليها اسماء لم يعرفوها من قبل ..وأمرهم أن يتخذوها ألهة لهم ..

كانت إستجابتهم بعيدة عن أى مظهر للقناعة بما صنع الأب ..بل ان البعض منهم كان يسخر من تلك الأصنام حين تجمعهم جلسات السمر فى المساء بعد ان يخلد الأب لمأواه عند قمة الجبل.

مرت الأعوام ورحل الأب ..وتعاقبت اجيال الأسرة جيلا بعد جيل وتغيرت أشياء كثيرة فى حياتهم .. لكن الأصنام الثلاثة بقيت كما هى لم تتغير بل وزاد عليها كثير من الأساطير والحكايات التى تناقلتها الأجيال حتى صارت لها قداسة غير مسبوقة ..

ومكانة تفوق كل ما تخيله الأب حين صنعها ..وأصبح المساس بها ولو بإشارة تنم عن عدم الرضا عملا منكرا قد يورد من يفعله موارد التهلكة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى