أحمد النحاس يكتب: مصر عادت شمسكِ الذهب
كبيرة هي مصر.. كبيرة بمعني الكلمة؛ كبيرة بكل شئ ٍ ؛ وفي كل شئ؛ في تاريخها وحضارتها؛ في جمالها ورونقها؛ في عظمتها وتواضعها؛ في إرادتها وقُدرتها؛ في بأسها وغضبها؛ كبيرة حتي في صبرها؛ كبيرة في عقلها وإدراكها لعواقب وتوابع كل مايدور من أحداث؛ كبيرة في فهم وتحليل وتدقيق وتمحيص طبيعة الأشياء؛ كبيرة في الشجاعة والقدرة علي المواجهة؛ في براعة إحتواء الأزمات؛ في مهارة تركيع الأعداء؛ كبيرة في الإرادة التي لا تلين ولا تستكين حتي تُحقق ما تصبو إليه وكل ما تُريد.
إنها مصر .. ؛ دُرّة الشرق وقِبلة الحق؛ نهر الحب ونبع العطاء؛ درع العرب ورمز الإباء؛ حصن الأمن وحُضن الأمان؛ مصر الأبيّة.. الفَتيّة.. العَفيّة.. القوية .. الشامخة؛ مصر القادرة ..القائلة .. الفاعلة.. الناجزة.. الرادعة؛ مصر القاهرة؛ إنها مصر التي كانت وستظل – بإذن الله ورعايته وحمايته وقُدرته – أم الدنيا.
فيا كل حاقدٍ وحاسدٍ ومُغَيّبٍ؛ ويا كل خانعٍ وخاضعٍ وخائنٍ؛ ويا كل من تطاول ودلّس وحاول أن يُشكّك في كل ما تفعله مصر : قُل مايحلو لك؛ قُل ماشئت؛ حاول أن تُقلّل من حجم الإنجازات كما تُريد؛ اجتهد في أن تُشَكّك في كل الأفعال قَدر استطاعتك؛ استخلص عُصارة فكرك – إن كان لديك فكر – حتي تُتقن الكذب وتزييف الحقائق وتروّيج الشائعات كل لحظة؛ اعصر عقلك – إن كان لديك عقل – حتي تستطيع تشويه الصورة وطمس المعالم ونشر الإحباط؛ وبعد كل ذلك الجهد المُخزي؛ ستُفاجأ بأن كل ما تفعله – ليل نهار – يذهب هباءً منثوراً؛ ومصيره المحتوم سلة المهملات؛ فالشمس – يا أيها المعتوه – لا يحجبها دخان وهمي؛ والنخل الباسقات لا تضيرها حجارة الأقزام؛ وبالطبع ستسير القافلة مهما كانت ضراوة عواء الكلاب؛ ومصر عادت – رغماً عنكم – كبيرة القوم؛ وسيدة العصر؛ وزعيمة الشرق الأوسط؛ ومصر – حقاً – عادت شمسها الذهب.