العرابي: مصر اليوم في حدود اربع من نار.. وإقليم مضطرب وعالم اهوج
لقاء في نقابة الصحفيين
كتب نوفل البرادعي
في لقاء مفتوح اتسم بالحيوية والصراحة والمكاشفة نظمت لجنة الشؤون العربية بنقابة الصحفيين برئاسة الكاتب الصحفي حسين الزناتي وكيل اول النقابة وبحضور الكاتب الصحفي خالد البلشي نقيب الصحفيين والكاتب الصحفى ايمن عبد المجيد وكيل نقابة الصحفيين ندوة لبحث تداعيات الحرب الاسرائيلية علي غزة والمستمرة منذ اكثر من اربع شهور
وفي لقاء فكري عال المستوي مع وزير الخارجية الاسبق محمد العرابي والذي اعلن ان مصر تعيش في حدود اربع من نار ووسط اقليم مضطرب وعالم اهوج وان العالم كله يشهد الان وحدة قياس مختلفة حيث انه في الماضي كانت الاحداث المؤثرة في اعادة تشكيل العلاقات بين الدول وتحدث كل عشر سنوات لكن هذا الوضع تغير الان واصبحت الاحداث الكبري في العالم تحدث كل عام علي اقل تقدير.
واضاف الوزير العرابي اننا شاهدنا بأم العين خلال السنوات الماضية اكثر مما حدث وهو ما اثر بشكل كبير جدا في دول العالم منها جائحة كورونا في عام ٢٠٢٠ وانسحاب امريكا من افغانستان ٢٠٢١ والغزو الروسي لاوكرانيا في فبراير ٢٠٢٢ ثم اشتعال الحرب في السودان في ابريل ٢٠٢٣ ثم حرب اكتوبر في غزة ٢٠٢٣ فنلاحظ ان وحدة القياس كانت سنة ثم تقلصت لتصبح شهرا ومتوقع ان تكون اقل من الشهر وهو ما أثر علي شكل العالم .
واشار الوزير العرابي الي ان ضعف الامم المتحدة وتفويض مجلس الامن لا يخفي علي احد وانقسم مجلس الامن الدولي بين المكايدة الروسية مع امريكا والضحية القضية الفلسطينية.
واضاف العرابي ان كل شيء اليوم أصبح عابرا للحدود حتي الامراض تصل وتغير المناخ والطائرات المسيرة الدرون والصواريخ المجنحة والتغيرات الاقتصادية سواء برفع الفائدة او خفضها تصل لكل البشر عبر الحدود والمتابع يلحظ ان هناك حربان في الاقليم حرب امريكية مع اذرع ايران وحرب اسراىيل في غزةوهناك تحد كبير يتمثل في الحرب الروسية الاوكرانية ومنذ بدايتها اعلنت مصر علي وقوفها علي مسافة واحدة واستضافت الالاف من السياح الاوكران في البحر الاحمر لمدة شهر لحين رجوعهم الي بلادهم .
واضاف العرابي ان مصر تعتمد سياسة المصالح والجوار الاستراتيجي حيث تقف مع تنمية ليبيا والسودان وتربط كهربائيا مع قبرص واليونان وجنوبا تقيم مشروعات تنمية في السودان وسدود تنزانيا وابار اوغندا وجيبوتي .
وكشف العرابي النقاب عن لقاء جمعه في ٢٠١١ عام الربيع العربي مع عميد الدبلوماسية الامريكية كيسنجر في اسطنبول قال له ما يهمنا هو قناة السويس وسيناء والسيطرة على حماس وهو ما يفسر نظرة الكيان لمبداء السلام مقابل السلام وليس مقابل الارض .
وتقدم العرابي بالتحية الي جمهورية جنوب افريقيا والفريق القانوني الفلسطيني المعاون له في توثيق جرائم اسرائيل في غزة.
ورحب وزير الخارجية الاسبق بالتقارب المصري التركي والذي سيترجم بزيارة الرئيس اردوغان الي القاهرة في غضون ايام قليلة وهو ما سيسهم الي التفاهم في عددا من ملفات المنطقة ومصر كانت قد رحبت بعودة العلاقات الايرانية السعودية في مارس الماضي .
ووصف العرابي طريقة تعامل مصر مع ملف السد الاثيوبي بالحكيم والمتأني خاصة وان مصر وهي المؤسس لمنظمة الوحدة الافريقية ١٩٦٤ والرىيس الراحل عبد الناصر هو من اشار الي جعل اديس ابابا مقر للمنظمة التي تحولت لاحقا الي الاتحاد الافريقي ومصر تعتبر ان المياة مسألة وجودية لها .
وفي معرض رده علي سؤال للكاتب الصحفي ايمن عبد المجيد وكيل النقابة بخصوص مسألة توسيع عضوية مجلس الامن ونظام الفيتو افاد العرابي الي انه مستبعد اصلاح المجلس وتوسيع عضويته الان واقصي ما يمكن حدوثه هو دخول الاتحاد الافريقي بعضو مراقب كما حدث في مجموعة العشرين ولكن بدون حق الفيتو بالطبع .
واستبعد العرابي ان تقتحم اسرائيل رفح بشكل تام كما حدث في شمالي غزة بسبب التحذيرات المصرية والاممية من حجم الكارثة المتوقعة جراء الاقتحام المتوقع وبالعكس وصول رئيس المخابرات الامريكية الي القاهرة لانجاز الصفقة ووقف القتال هو المتوقع .
ومن جانبه قال الكاتب الصحفي حسين الزناتي وكيل النقابة ورئيس لجنة الشؤون العربية ان اللقاء الفكري الثري مع وزير الخارجية السابق محمد العرابي يدور حول الدبلوماسية المصرية في عالم متغير خاصة وان الاقليم في مشهد مضطرب ومتغير ويشهد حالة عدم استقرار غير مسبوقة .