الدكتور محمد عيد زكي يكتب .. المرأة مصنع الرجال
لا أحد يستطيع أن ينكر الدور الهام جداً التي تقوم به المرأة في تنمية وتطوير المجتمع فالمرأة هى الأم والجدة والأخت والحبيبة والعمة والخالة ، فلها كل التقدير والاحترام لكن هناك خلط بين دور المرأة في المجتمع … كيف ؟
المنظور الحديث للمرأه في المجتمع أنها يجب أن تعمل خارج منزلها كي تساهم في تطوير المجتمع وبنائه وهناك سيدات كثيرات ناجحات في عملهن ، ولكن هل هذا هو دورها الأساسي في خدمة المجتمع وبنائه ؟
بل إن هذا لم يكن لخدمة المجتمع بل لتحقيق ذاتها فقط وأن تثبت لنفسها ولمن حولها أنها قادرة على أن تكون مساويةً للرجل في مواجهة أعباء الحياة ليس هذا فحسب بل تجاهر بما تفعله كي تثبت لمن حولها إنها الأقدر وكل هذا مردود لذاتها وليس للمجتمع .
فالمرأة التي تعمل من أجل تنمية المجتمع هى المرأة القادرة على صناعة الرجل الحقيقي القادر على مواجهة الحياة بأعبائها ومتطلباتها هى التي تربي بحق وتدرس طبيعة أبنائها وتتعرف على مشاكلهم واحتياجاتهم بدون أن يعبروا عن ذلك ، فالمرأة المتعلمة التي تعمل من أجل أبنائها فقط هى التي تستطيع أن توجه وترشد إلى الطريق الصحيح لأبنائها فهذه هى المرأة التي تصنع المجتمع وتبني لَبِنَاته القوية .
لكن المرأة العاملة ليس لديها من الوقت لتتناقش مع أبنائها في أمورهم المُلحة والهامة وليس لديها من الخبرة التي تمكنها من توجيه الأبناء توجيهاً صحيحاً مقابل ذلك أجد أن هناك سيدات أُجبَرن على العمل نظراً لضيق ذات اليد والظروف المعيشية السيئة تجد هذه النوعية من السيدات تقوم بدور الأم والأب وعليها مجهود جبار في هذه الحياة لكنني أتكلم عن الحياة العادية فهناك سيدات تتخذ من العمل وجاهه اجتماعية على حساب البيت والأسرة وليس معنى أن الأبناء مستوياتهم العلمية والاجتماعية جيده أنهم أسوياء وغفلنا عن سلوكياتهم الاجتماعية التي نستطيع بها تقيمهم وتوضح هل هم أسوياء أو غير أسوياء وكذلك يكون المستوى الاجتماعي عالياً ولكن الأبناء مصابون باضطرابات وأمراض نفسية كثيرة لها أسباب لكن الأباء لم يدركوها وخاصة الأم ، الأبناء حينما يتعثرون يلجأون لصدرٍ حانٍ كي يخفف عنهم ويوجههم للصواب وهو صدر الأم ولكن حينما يبحثون عن الحانية فيجدوها في العمل أو متعبة من العمل أو في المنزل وتجهز للعمل فإلى أين يذهبون… إلى أين ؟
إنني في هذه المقالة لا ولن أستطيع أن أقلل من دور المرأة بل بالعكس إني أعزز وأأكد دورها الفاعل في تنمية المجتمع بل في صناعة المجتمع لأنها مصنع الرجال فقال الله تعالى في كتابة الكريم “ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم إمرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير ( ] سورة القصص اية 23 [
* هناك شروط لجواز عمل المرأة ومن هذه الشروط :
1- أن يكون العمل مباحاً شرعاً فلا يجوز لها العمل بالأعمال المحرمة
2- أن يكون العمل مناسباً للمرأة وليس محرجاً ولا صعباً عليها.
3- أن لا يكون عملها على حساب حق الزوج أو حق الأولاد في التربية.
4- أن يكون عملها بإذن زوجها أو ولي أمرها .
5- الحاجة الماسة للعمل فإن لم توجد الحاجة سواء حاجة شخصية أو حاجة مجتمعية فإنه لا يجوز لها الخروج.
فالمرأة حدد الله دورها في الحياة كما حدد دور الرجل في قوله تعالى :
( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (النساء: 34 ) )
فعلى جميع مؤسسات الدولة أن تساهم في دعم بناء الأسرة المصرية بتوفير بيئة معيشية خصبة تساهم في صناعة أجيال يبدعون ويبتكرون ويتحاورون ويتناقشون وينهضون بمصرنا الحبيبة لأعلى وللأمام دائماً فتحية لكل امرأة مصرية عظيمة .. وتحيا مصر