صفوت بسطا يكتب..كورونا والمنظومة الصحية
ما فعله وباء كورونا (covid 19) بالعالم أجمع فى شهور معدودة، كان يحتاج إلى سنين عديدة، ليتذكر البشر أنهم جميعًا فى سفينة واحدة من الممكن أن تغرق بالجميع، إن لم يتكاتف الجميع للوصول بالسفينة إلى بر الأمان، وأنه لا فرق فى هذا العالم بين غنى وفقير بين غفير ورئيس دولة، فالجميع تحت الخطر والجميع معرض للأصابة به.
ولكن بعد أنتهاء هذه الأزمة لابد أن يعيد العالم ترتيب أولوياته، والأهتمام الجدى بأنشاء منظومة صحية عالمية أكثر تطورا وقدرة من الموجودة حاليا، قادرة على التصدى للأوبئة، فقد فضح فيرس كورونا انهيار المنظومة الصحية فى العديد من الدول المتقدمة، مثل أمريكا وأيطاليا وفرنسا وغيرهم…
لكن مع هذه الأزمة ظهر نوع جديد من الأبطال المجهولين فى هذا العالم، والذين يستحقون أن يقف لهم العالم أجمع تعظيم سلام، وهؤلاء الأبطال هم الأطقم الصحية من أطباء وممرضات وصيادلة.
وهنا فى مصرنا الحبيبة أصبح من الضرورة الملحة إعادة النظر جديا للأرتقاء بالمنظومة الصحية عن طريق:
1 – زيادة مخصصات قطاع الصحة فى موازنة العام المالى الجديد والتى تم بلغت 73 مليارا و62 مليون جنيه فى موازنة 2019/2020، وفى أعتقادى أننا نحتاج أضعاف هذا المبلغ للنهوض بالمنظومة.
2 – الأهتمام بالأطباء وتوفير الظروف الملائمة لهم للعمل والمعيشة، من خلال رفع رواتبهم والتى قدرت ب 35 مليار جنيه للأجور وتعويضات العاملين فى موازنة العام المالى 2019/2020 ، وأظن أن هذا المبلغ متواضع جدا، فلا يصح أن يكون بدل العدوى لطبيب يواجه الموت يوميا 19 جنية، أيضا لابد من توفير الحماية للأطباء بعد تعرضهم لسلسلة من الإعتداءات فى الفترة الأخيرة.
3 – نحتاج أيضا إلى إنشاء العديد من المستشفيات المجهزة فى كل المحافظات، وجعل هذا الأمر أولوية قصوى، والمفاجأة أن موازنة العام المالى 2019/2020 لم تشر إلى هذا البند أصلا، تقريبا لا يوجد خطة لبناء مستشفيات جديدة.
4 – زيادة مخصصات البحث العلمى والتى بلغت بلغت 19 مليار جنيه، موزعة على كل المراكز البحثية التابعة للوزارات على مستوى الجمهورية فى موازنة العام المالى 2019/2020، وهو مبلغ من وجهة نظرى زهيد جدا.
أخيرا ما نرجوه من الدولة والقيادة السياسية الأهتمام أكثر بالمنظومة الصحية وتطويرها، ومحاولة زيادة الدعم المخصص لها فى الموازنة.
حفظ الله مصر وشعبها.