منى النمر تكتب: ومازال العرض مستمراً
إنها الحياة بكل ما فيها حلوها.. مرها.. عمقها .. هزلها؛ أنت فقط من تستطيع أن تختار في أى جانب تكون، وإياك أن تقعد مقاعد المتفرجين وتظن أنك تحيا؛ ترى وتتجاهل .. تسمع ولا تنصت.. تفرح وتتألم .. تحب وتكره.. تندهش وتعتاد.. تموت خجلا و عشقاً.. تعيش حياة – كل الحياة- داخل قوقعتك؛ تمارس كل التفاصيل بمفردك؛ تمر بك الأيام والشهور بل والسنوات و أنت كما أنت؛ مقتنع أنك تحيا !!؛ لكن مع الأسف – يا صديقي- أنت لا تحيا؛ لأنك خائف.. خائف أن تعيش؛ خائف أن تتكلم؛ خائف أن تحب؛ خائف أن تتألم!!.
عش حياتك أنت كما تهوى ليس كما يهوى الآخرين؛ اخرج للحياة بوجه جديد و شخصية جديدة؛ مع بداية عام جديد كن انت الجديد؛ لا تكرر أخطائك؛ قد تكون عيوبك التي تظنها عيوباً هي في الحقيقة أكثر ميزاتك؛ لا تنغلق على نفسك؛ اسمح لنهر الحياة أن يعبر بداخلك ولا تقل العمر فات وانقضي؛ لقد أعطاك الله هذه الحياة كي تعيشها؛إنها هدية من الرحمن فلا تضيعها هباءً؛ تقبّل نفسك حتى يتقبّلك الآخرين؛ حب نفسك حتى يحبك الجميع؛ احترم ذاتك وقدّرها كى يُقدّرك الآخر؛ ففاقد الشئ يا عزيزي لا يُعطيه؛ أنت لست قبيحًا.. لست غبيًا.. فالناس لا ترى الشخص الباهت الذي بلا ملامح؛ مثله كآلاف بل ملايين البشر؛ كن أنت المميز اللامع المضئ؛ قد تكون حياتك ليست مثالية؛ قد تكون فُرضت عليك؛ وكونك مُجبَر أن تحياها لذا عشها بأقل الخسائر؛ عشها برضا واحمد الله على أنك معاف؛ وانظر حولك ستجد أنك تملك الكثير و الكثير جداً.
إنها سنة جديدة.. فلتكن بداية جديدة لإنسان جديد؛ فما زالت الحياة مستمرة و ستستمر؛ ومازال العرض مستمراً.. جعله الله عامًا كما تحبون .