يارا رضا تكتب: ما لا يُقال
الكلمة التي توجه إلي صاحبها بإختلاف مذاقها؛ سواءً الجيد منها أو السئ مثل الطعام اللذيذ الجيد؛ فتنالُ إعجاب الكثيرون؛ أو بها نقصان وزيادة فينفرُ منها الآخرون ، وسبب تشبيهي لها بالمذاق لأنها تُعتبر مثل الطعام التي قد يتلذذ به صاحبه من جودته، أو يشعر باشمئزازٍ فيبتعد عنه، هكذا تصبح الكلمات علي صاحبها؛ فالحرف الطيب يا عزيزي يعود علي صاحبه بالحب والبهجة والقبول الحسن منهُ إليك، والحرف غليظ المخرج لا يصل لصاحب نصيبه إلا وكأنه طعنة تكاد أن تُمزقه؛ أو تخترقُ نبضات قلبه، فلماذا لا نختار كلامُنا بعناية وتدقيق؟!؛ لماذا لا نُفكر لو وضعنا أنفسنا مكان من يوجهه إليه الكلام وتحملنا ما تحملهُ، وشعرنا بمثل ما يشعُر هو به؟!، هل ضغوطات الحياة بدّلت مشاعرنا وإنحدرت بألفاظنا؟!، أم أننا نحيا زمانًا ليس زماننا ؟!؛ رسولنا الكريم صلي الله وعليه وسلم في حديثه عن الكلمة قال: ” الكلمة الطيبة صدقة ” وفي حديث آخر..عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبيَّ ﷺ يَقُولُ: إنَّ الْعَبْد لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمةِ مَا يَتَبيَّنُ فيهَا يَزِلُّ بهَا إِلَى النَّارِ أبْعَدَ مِمَّا بيْنَ المشْرِقِ والمغْرِبِ.
فلماذا لم نهتدِ بما قالهُ رسُولنا ؟! جميع الديانات السماوية حثت علي انتقاء الكلمات.. والمعاملة الحسنة بالكلمة ، لماذا لم نحتذِ بهذا !؛ الأمر ليس بالصعوبة التي نظُنها ، فالكلمة الحسنة لها القدرة علي تغيير مسار البعض بشكل إيجابي؛ ولها القدرة كذلك علي إحداث إنقلاب ربما يكون مدمراً في حياة البعض.
في الآونة الأخيرة صار البعض يتلفظ بأبشع الكلمات والجمل في بعض الأمور الدقيقة؛ مدعين المعرفة والعلم ببواطن الأمور!! وربما كانت المعرفة هذه سطحية أو من خلال الشاشات؛ أو حتي مجرد إدعاء!!؛ وهذه ليست معرفة؛ وإنما حرب إلكترونية قذرة؛ يقوم أصحابها بإعطاء الحق والحرية المطلقة في التعبير عن آرائهم لأنفسهم من منطلق ” حرية الرأي والتعبير”؛ كما يزعمون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بإختلاف كل موقع حسب توجهه ، هذه ليست حرية يا عزيزي.. وليس لك الحق أن تعطيني كلمة لإشباع رغبتك في تغيير قناعاتي واستقراري النفسي ، فليس كل الناس لديها المقدرة علي التخطي؛ وكأنها لا أُذن سمعت؛ والأمر في النهاية له نهاية وطاقة؛ لا يستمر في التخزين كثيراً مهما طال عليه الزمن ، هناك أناس يدُمرهم الحرف قبل الكلمة؛ أناس لا يستطيعون تخزين حرفاً واحداً ، يا عزيزي اختر كلماتك وضعها علي أذُنيكِ؛ ولاحظُ مالا يُقال وما يُقال؛ ووقتها ستلاحظُ إلي أين تصلُ بنّا الكلمة .