مني النمر تكتب: فقط .. 24 ساعة
24 ساعة فى عمر الزمن.. هي سويعات قليلة جداً، لكنها في عمر الإنسان يوما غير قابل للإعادة، لذا كن حريصاً علي ألا ينقضي وأنت حزين!؛ فالحزن كالأمواج المتلاحقة؛ قد تجرفك معها طوال حياتك، فلا أنت تستمتع بيومك، ولا أنت بالقادر على الحياة غداً !!؛ الحزن يُضعف القلب، يغير ملامح الوجه، يُشعرك بالوحدة والفراغ؛ على الرغم من وجود كثيرين حولك؛ قد يؤدي الحزن إلى إضطراب فى الشهية؛ وأرق في النوم، وفقدان للتركيز، وتراجع للذاكرة !!
معاً عزيزى القارئ نتأمل سويا.. لم يأتِ الحزن فى القرآن الكريم إلا منهيًا عنه أو منفيًا؛ قال الله تعالى” ولا تَهِنوا ولا تَحزنوا”؛ أيضاً استعاذ منه رسولنا الكريم (ص) بقوله: ” اللهم إني أعوذ بك من الهم و الحزن “؛ وللحزن تأثير خطير على النفس والجسد؛ يقول أمير القلوب السير مجدي يعقوب: ” أكثر ما يُعرّض القلب للخطر هو الحزن “؛ تخيل عندما ينهاك الله عز و جل عن الحزن والهم، وحين يُثبت العلم أن الحزن أكثر ما يُعرّض القلب للخطر !؛ ماذا تريد أكثر من ذلك ؟!؛ والمُضحك فى الأمر؛ عندما تعود إلي الأسباب التي أدت إلى حزنك؛ تجد أنها لا تستحق كل هذا الأسى !!؛ فلماذا الحزن إذن ؟! هل سمعت بأن الحزن يعيد ما فات ؟!؛ بالطبع لا !!؛ فلا شئ ذهب وانقضى يمكن أن يعود مرة أخرى؛ لذا .. عَوّد نفسك ألا تحزن على أى شئٍ؛ مهما كان أكثر من 24 ساعة؛ لا تتعمق فى أحزانك؛ إحرص على ألا تعتاد الحزن، حتى لا يصبح جزءًا منك؛ فليس كل شئ يستحق الحزن عليه؛ فلا تشتري الرخيص بالغالي؛ وثَمّن الأشخاص والأشياء والمواقف بقيمتها الحقيقية؛ ومادام الحزن بكل هذا التأثير؛ على حياتك وصحتك وسلامك النفسي؛ لذا إنتقي ما يستحق الحزن عليه؛ ومهما كانت الأيام صعبة؛ والحياة شبه مستحيلة أو غير عادلة؛ فَرُبّك أرحم وألطف وأحن من أن يتركك وحدك، فلا تُعطي للأحداث فوق ما تستحق؛ اترك دائمًا مساحة للفرح بقلبك، عِش حياتك وَدَع الغد للغد، ولا تحزن على شئ أبدا؛ تفاءل وأحسن الظن بالله، فرب الخير لا يأتي إلا بالخير؛ ومهما كان سبب حزنك اليوم؛ قد يجعله الله سبب جميع أفراحك غداً، عامِلهُ باليقين حتى يُدهشك بالعطاء؛ يقول أحد العلماء : إني ما دعوت الله فى حاجة.. فإن أعطاني إيّاها فرحتُ مرة؛ و إن لم يُعطني إيّاها فرحتُ عشر مرات؛ لأن الأولى اختياري؛ أما الثانية فاختيار الله .