عاجل
مقالات وآراء

يارا رضا تكتب: فلنبدأ من جديد

نعطي لكل شئ حقه؛ ونُرغم أنفسنا أن تبذُل أقصي مافي وسعها!، نفعل المستحيل لكي ننهي مهام يومنا، وأحياناً يعطينا الله القدرة؛ علي إنهاء جميع المهام في يوم واحد؛ وتارة أخري ننهي البعض منها فقط، والسؤال الذي دائماً يُراودني ويشغلُ عقلي وتفكيري: لماذا لا نعطي لأنفسنا الحق والفرصة لكي تخرجُ عن المألوف ؟!؛ لماذا لا نتوقف عن المشاجرات النفسية؛ التي تتحدثُ بداخلنا مرة تلو الآخري ؟!؛ هل هذه النفس – التي كرمها الله عزوجل علي سائر المخلوقات – ليس لها الحق في الراحة؟!؛ لماذا نتجاهل حقها ولا نعطيها مثلما نعطي حقاً للعمل؛ والدراسة؛ ومشاحنات الحياة اليومية والروتينية ؟!؛ هل الحياة تغيرت؛ أم نحن من استبدلنا نعمة الانفصال عن متاعبها ومشاغلها وإرقاها البدني والنفسي ؟!؛ أتفهمُ أن مسئوليتنا ازدادت وتضاعفت للحد الذي لا نتحملهُ؛ الحد الذي يجعلنا نختنقُ في بعض الأحيان؛ ولكن ليس هذا مبرراً لكي ننفصل عن متاعبنا ونتوقف؛ ونأخذُ هدنه وخُلوةً مع النفس؛ ترفرفُ بنا إلي أبعد سماء؛ مثل الطائرة التي تحلقُ في الفضاء؛ وننظرُ إليها.. ونتمني أن تأخذنا معها؛ إلي مكان نتحررُ فيه من روتين حياتُنا؛ ونتركُ قيود التزامتنُا؛ ونتخلصُ من كل شيئ يرهقنا ويكدرُ علينا صفاء ذهننا؛ وهناك نظنُ أننا سنبدأ من جديد !

يا من تقرأ هذه الكلمات؛ ويا من تشعرُ بتحمل العبء الذي يُرهقُ تفكيرك؛ أُريدُ منك أن تتوقف عن هذا كُله؛ أن تتأمل ولو لبضع دقائق جمال صنع الخالق؛ أن تتلذذُ بالعبادات والجانب الروحاني؛ الذي يجعل لك نفساً مطمئنة وهادئة؛ تسير بك إلي كل ما يجعلك في راحة بال؛ أُريدُ منك أن تشعر بحلاوة ونعمة الهواء النقي؛ أن تعطي الفرصة لجهازك التنفسي أن يتنفس هذا الجمال الذي لا يُقدر بثمن؛ وتُصفّي ذهنك من أي شيئ يرهقك؛ أُريدُ منك أن تتناول كوباً من الشاي؛ أو فنجاناً من القهوة؛ وتسرح بخيالك إلي ماهو جميل؛ أن تترك نفسك إلي منظر الأمواج الهادئة؛ والسماء الصافية؛ والأشجار الوارفة؛ أن ترتاحُ من مشاحناتك العصيبة؛ وتدرك أنك لست في ساقية تدور؛ وبلا حرية؛ تنفس وكأنك تبدأ حياتك من جديد.. فهذا حق أصيل لك فلا تُهدره عبثاً.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى