عاجل
مقالات وآراء

الشيخ سعيد مشيمش يكتب.. س : هل الإلحاد يصنع وعياً سياسياً وفكرياً ؟

الشيخ سعيد مشيمش يكتب.. س : هل الإلحاد يصنع وعياً سياسياً وفكرياً ؟

ج : أنا أعتقد بأنه لا الإلحاد ولا الإيمان يصنع وعياً سياسياً وفكرياً واجتماعياً والدليل :

1 – تعثر عليه حينما ترى الشيوعيين الملحدين في وطننا لبنان وفي كثير من بلدان العرب يؤيدون ويتحالفون مع حزب ولاية الفقيه وهو حزب ديني مذهبي طائفي يعتقد بما يعتقد به كافة الإسلاميين بأن مبادئ الديمقراطية مستوردة من بلاد الغرب الكافرة ، ولا يجوز إقامة دولة في بلادنا الإسلامية استناداً إليها ، لأنها تتناقض مع مبادئ الإسلام ومعتقداته ” حسب عقيدة الحزب ” التي عَبَّرَ عنها بمئات المحاضرات والكُتُب والندوات سراً وجهراً .

2 – وأيضا يؤيدون ويتحالفون مع النظام الإيراني الديني المذهبي الطائفي الإستبدادي القمعي الذي يعتقد بما يعتقد به حزب ولاية الفقيه في لبنان تماماً ، نظام سحق شعبه وشعوب جيرانه العرب بعدما انتهك فيها مبدأ حُسْنِ الجوار بِفَتَنِهِ وحروبه العبثية ، الفاقدة للشرعية الإنسانية والدينية ، فأغرق الشعوب المذكورة بأوحش أنواع الفقر والبؤس والحرمان وأسوء أشكالها ، مع مئات الأزمات التي حَوَّلت حياتها إلى جحيم .

3 – والشيوعيون ، والملحدون من اليساريين العرب اليوم في لبنان وبلدان العرب يؤيدون ويدعمون نظام بشار أسد أوحش ديكتاتور في القرن الواحد والعشرين .

– ولذلك أعتقد بأنه لا الإلحاد ولا الإيمان يصنع وعياً سياسياً مُنْعِشاً للقيم الإنسانية ”  للحرية السياسية والحرية الفكرية ” ، ولا الإيمان أيضا يصنعه .

– فالوعي الفكري والسياسي والإجتماعي لا يصنعه سوى الفكر الإنساني والثقافة الإنسانية التي أنجزت وأسَّسَت دولاً علمانية من جهة وديمقراطية من جهة أخرى عصرية حديثة في بلدان أوروبا والغرب واليابان .

إنها دول يا صديقي تعتقد بوجوب التداول السلمي بالسلطة ، والتداول السلمي في السلطة أعظم معجزات الإنسانية منذ فجر التاريخ وحتى يومنا .

– دول تعتقد بوجوب التعددية الحزبية ، والتعددية الدينية ، والتعددية الفلسفية والفكرية ، وفي ظل هذه التعددية يتنافسون سلمياً على السلطة .

– وكل دولة منها مُرَكَّبَة من سلطة تحكم ومن معارضة تراقب وتنتقد وتحاسب وتعاقب .

– دول تعتقد بوجوب وجود الصحافة الحُرَّة والوسائل الإعلامية الحُرَّة .

– دول تعتقد بأنَّ الإحتجاجات والإعتصامات والتظاهرات السلمية والآمنة بوجه السلطة أمرٌ مقدس من صميم دساتيرها .

– دول تعتقد بالمواطنة أي بأنَّ الإنسان يعيش فيها مُتَمَتِّعاً بحقوقه كاملة بوصفه مُوَاطناً وليس بوصفه مسلماً ولا مسيحياً ولا يهودياً ولا بوذياً  .

دول أَسَّسَها فلاسفة التنوير ؛ كڤولتير ، وروسو ، وجون لوك ، ومنتوسيكيو ، ومئات العباقرة بالعلوم الفلسفية والفكرية والسياسية .

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى