يارا رضا تكتب: العطاء لا يرحل
ما تتركهُ اليوم تري أثره غدًا ، تُعطي أشياءً حسنة؛ ستحصد نتائج حسنة ، تُعطي السئ تري أشياءً سيئة ، أنت الوحيد المسئول عن النتائج وليس الآخرين ، الأفعال الحسنة تبقي في عقول من يقع عليهم النصيب والحظ؛ تظلُ ثابتة لا يُغيرها الزمن؛ ولا تمحيها مشقة الحياة ، مثل الدواء الذي يرجع إليه المريض في حالة الوجع والآلآم الشديدة؛ لتجعلهُ متزنًا نفسيًا ومرتاحًا عضويًا ، هكذا هو العطاء – يا عزيزي سيظل – مرآة لك وحصناً حولك ، عُكازاً في دُنيتك وآخرتك ، عطاء المحبة لا يرحل .
وعطاء الكلمة الطيبة لا تمحيه الأقلام ، وعطاء العمل لا يمحيه الدهر ، وعطاء العلم مُتسع إلي ما لا نهايه؛ حتي أنه يكون صدقة جارية لصاحبه بعد وفاته ، وأتذكر بعد رحيل شخصية عظيمة إلي قلبي؛ أن مشوار حياتها مليئ بعطاءٍ لا يرحل ، عطاء في كلماتها ، وفي عز مرضها ، كانت تُعطي وتوزع محبة بلا مقابل وبلا هدف ، فقد كانت تُدرك أن المحبة عطاءً كبيراً؛ وكل مايسعد مُحبيها كنز لا يُفنى ، كنز سيظل بعد رحيلها في وجدان من رأي أثرهُ منها ، كنز لا يرحل؛ ولا يُمحيه الزمن؛ ولا الحروب ولا الصراعات النفسية؛ ولا تستبدلهُ السنين ، العطاء يبقي؛ وتبقي آثارُه في عقولنا وحياتنا؛ وكأنه روحاً لا نستطيع العيشُ بدونها ، إلي العزيزة جدتي أهدي إلي روحك الطاهرة هذا المقال؛ لكي أقول لمن يقرأه: اترك كماً هائلاً من العطاء؛ فإنه لا يرحل مثلما هي لا ترحلُ من قلوبنا.