فيصل عبد العاطي يكتب: شكرًا رونالدو.. القصة ليست في دموعك..ولكن في الحفاظ على الانتماء
القصة ليست في دموع اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو بعد خروج بلده البرتغال من بطولة كأس العالم المقامة حاليًا بقطر لا لا خالص ، فهو يعلم جيدًا أن كرة القدم فيها مكسب وخسارة ، ويعلم جيدًا أنه كثيرًا ما كان هو سبب في بكاء عدد كبير من اللاعبين على مستوى الأندية والمنتخبات بعد أن فاز عليهم في البطولات المختلفة. فدموع الأسطورة رونالدو لها كثير من الدلائل ،
بعد أن كان يتم وضعه أول لاعب في التشكيل الأساسي سواء في ناده أو منتخب بلاده ، ثم تكون الحيرة في اختيار باقي ال11 لاعبا ؛ أصبح يصاحب دكة البدلاء ، وربما يتم الاستعانة به لبضع دقائق قليلة أو ربما لن ينظر له أحد بالمرة ،
وخلينا نكون منصفين ، ونقول إن هذا وارد بل من الطبيعي حدوثه في عالم كرة القدم ، خاصة مع رغبة وأحقية كل مدير فني في اللعب بمن يكسبه .
ولكن القصة أبعد من كدا بكتير يا سادة ، القصة والحقيقية تتعلق بأهمية الحفاظ على الانتماء وتكريم النماذج التاريخية والمشرفة في المجالات المختلفة ، خاصة مع تقدم السن بهم ؛ لأن من لم يكن له ماض لن يكون له حاضر ، ولن يصنع مستقبلًا .
الحقيقة ما صنعه رونالدو كتاريخ طويل ونموذج يجب أن يدرس للأجيال القادمة ، ويكون تاريخ يفخر به كثير ممن يحبون قصص النجاح ؛ لأن نجاح رونالدو لم يأت من فراغ ، ولكن نتاج مجهود وتعب والاستغناء عن حاجات كثيرة حلوة في حياته كان من الممكن أن يتمتع بها ،
وأتحدث هنا ليس عن رونالدو لاعب كرة القدم لأ خالص ، أتحدث عن كل نموذج ناجح في شغله في كل المجالات مثلاً في ( السياسة – العمل العام – مجتمع الأعمال – الرياضة- العلم – الوظائف الحكومية والخاصة)
وعلى المستوى الأسري ( رب وربة الأسرة ) فقصص النجاح كثيرة جدًا ، وفي مختلف المجالات ، لكن الاهم كيف نصون هذه النماذج ونجعلها تزداد سعادة وفخر كلما تقدم بها ( السن ) ونلتف حولها لتكون نموذجًا يحتذى به ،
ويكون بعد توفيق ربنا سبحانه وتعالي سببًا في نجاح وظهور نماذج أخرى تفيد المجتمع ، ونرفع من الروح المعنوية والنفسية لمن أمتعونا على مدار سنوات طويلة ، وكانوا السبب الرئيسي في رسم البسمة على وجوهنا في الألعاب الرياضية المختلفة ،
وكذلك دعم معنوي ونفسي كبير ومهم لمن كانوا سببًا في نجاحنا في الوظائف المختلفة نتيجة الاستفادة من دعمهم وقصصهم الناجحة على المستوى العملي والعلمي ، وأيضًا على مستوى ( الأبوة ) ،
فالإنسان يجب ألا ينكر جميل من رباه أو من له المفضل عليه ( أب – أم – أخ- أخت – أي شخص له فضل ) وتقدم به السن فكل سن وكل مرحلة لها من يتناسب معها مع عدم إنكار دور الآخرين حتى تتواصل الأجيال .
فإهمال دموع رونالدو أو أي شخص آخر في أي مجال دون دراستها علميًا وعمليًا مع وضع الحلول المنطقية التي تراعي العوامل النفسية والمعنوية ستقضي مع مرور الوقت على الانتماء علي كافة المستويات ؛
لأن رؤية الأجيال الحالية والقادمة تكريم النماذج الناجحة أكبر دافع لهم بأن تعبهم (لن يروح ببلاش) ، بل سيتم تكريمهم ووضعهم في مكانتهم الطبيعية التي تجعلهم لن يبخلوا على بلادهم في المجالات المختلفة بأي ( نقطة عرق) ؛
لأنه سيتم دعمهم معنويًا ونفسيًا طوال حياتهم ، وأن ما حققوه من نجاح سيتم وضعه في دواليب الفخر يحكي ويدرس لكافة الأجيال القادمة.. إلى اللقاء في لفته و شكر جديد