الدكتور عبدالكريم الوزان يكتب.. “أخو خيته”!!
العراقيون كما عرفهم التأريخ أصحاب غيرة ونخوة وشهامة ووفاء. ومهما ادلهمت بهم الخطوب واشتدت الأزمات، فإن إصالتهم وشموخهم هو الأساس الراسخ ،
على الرغم من بعض التشققات الحاصلة في النسيج المجتمعي العراقي بفعل الحروب والمآسي والفتن.
(أخو خيته) صرخة عراقية تطلق لمن يستجار به.
وللقوي والشجاع، والفارس المغوار والبطل الصنديد، الذي يدافع عن وطنه وشعبه وعرضه حد الاستبسال.
كما يكنى بها الشريف الأبي، الذي حافظ على دينه ولم تغره دنياه، و”القابض على وطنيته ومبادئه، كالقابض على الجمر”.
وكان العرب في الجاهلية، يتفاخرون بالانتساب الى اخواتهم «أخ الجازية مثلاً» ويشابه هذا المثل القائل: رويان من بز أمه ، أي من ثدي أمه.
ويدل هذا المثل على أن هذا الأخ يستطيع أن يحمي النساء والفتيات، وبالطبع أخته أولهما.
حتى ان الاخت ايضا تتفاخر باخيها لانه هو الحامي لها من بعد والدها، الذي (ترفع راسها) به امام زوجها سواء كانت سيدة او آنسة*.
خلال متابعتي لافتتاح بطولة خليجي ٢٥، هالني الابداع في الاستعراض المقدم قبل المباراة،
فكان يفصح عن شكيمة ومودة العراقيين وتطلعهم للسلام، وكأنهم (ينوحون ) نوح الحمام بحثا عن (أخو خيته)، الذي يعيد لهم بسمتهم وزهوهم.
وبلاشك شاهدنا وسمعنا حجم المخالفات والتجاوزات وهذه لها شإن آخر، يتحمل وزره من هو ليس كفأ ولابقدر المسؤولية.
ويكفي أن أهلنا الطيبين الكرام في البصرة، أثبتوا للعالم حقيقة الخلق والكرم الكبيرين لأبناء الرافدين فحق علينا القول انها مدينة المدن.
لقد كان على وسائل الاعلام أن لاتضيع هذه الفرصة التأريخية المبهجة، وأن تفصل بين قيمة افتتاح المهرجان وبين الاخفاقات الحاصلة،
والأخيرة ليست جديدة عليها بإعتبارها رقيب جماهيري.
وان تحافظ على ترسيخ وتفعيل واعلاء المتنفس الشعبي الذي تجسد عبر اللوحات الفنية الجميلة، التي كانت تصدح بحب العراق وصمود شعبه،
وأن تنأى عن ضياع فرحته وطمس نجواه، خاصة انه نادرا مايجد الفرح.
لقد كانت رسالة الاداء مسموعة ومفهومة للأحرار ومحبي السلام.
كانت صرخة مدوية اختلط فيها الحزن مع الفرح صادرة عبر شغاف القلوب للعالم مفادها :
نروم طي صفحة الماضي، وترك الخلافات، ونمتن أخوتنا مع الأشقاء، ونحن مازلنا بخير ولن نثلم، وكل فرد فينا هو (أخو خيته)!!.
*بتصرف ، زين المواسي ، اخو خيتة ماذا يعني هذا المثل ؟ بمن تجسد معناه ؟، درر العراق، ١٧/٨/٢٠١٣