الدكتور محمد العرب يكتب.. العملات الرقمية وقانون الدهشة
ببساطة كلنا من حيث نعلم او لا نعلم نقع يوميا تحت تأثير قانون الدهشة وبمعدلات تأثير متفاوته بحسب ما نملكه من ادوات ومهارات وخبرات ، وقانون الدهشة لا يختلف من حيث الحتمية عن قانون الجاذبية او قانون الفعل ورد الفعل او قانون الأواني المستطرقة ،
العملات الرقمية وقانون الدهشة
هناك مقولة لا يُعرف مصدرها لكنها متداولة وتبدو منطقية مفادها ( ان للقادم دهشة) وهي تشير الى أنه عند وجود الانسان في مكان لم يعرفه من قبل تأخذه رعشة الدهشة لفترة قد تقصر او تطول حسب مواصفات المكان ومقدار استيعاب الْمَدْهُوشُ ولغويا تشير كلمة الْمَدْهُوشُ هو الذاهبُ عقلُه حياء، أو خوفاً، أو غضباً أو هو الذي اعترته حالة انفعال، لا يدري فيها ما يقول، أو يفعل، أو يصل به الانفعال إلى درجة يغلب معها الخلل في أقواله، وأفعاله ،
وتعتبر تلك الفترة الزمنية التحدي الحقيق ليستوعب فيها الوجوه التي حوله ويألف فيها تفاصيل المكان الذي لم يره من قبل ليفهم رموز المعادلة المسيرة للحدث ثم بعدها تأتي مرحلة التأقلم مع الموقف الجديد بحيثياته الزمانية والمكانية ،
اقرأ ايضا:
الدكتور محمد العرب يكتب.. كن عادلا ولا تكن طيبا
وعندها اما ان يصبح جزء من المشهد او يرفض المشهد ، اما ان يشترك في الحديث ويبدأ في النقاش والتواصل والتفاعل او قد يبدأ بالتناحر والعراك والنفور ، المهم والثابت انه في فترة التأقلم يجب أن يتصرف بحذر شديد يتحسس فيها موضع قدمه قبل ان يخطو خطوة واحدة …
هذه المقدمة هي تبرير مقدما لوصف حالة الرفض لدى البعض لتطور المنطقي فلسفة المال والتجارة ، وهو الرفض البشري لما يجهل وفقا لقاعدة الإنسان عدو ما يجهل التي ينسبها البعض للأمام علي رضي الله عنه ،
فقد رفض الانسان قديما مبدأ المقايضة واختلف البشر فيما بينهم في تعريف الالية التي تتم فيها عملية المقايضة ، فراعي الغنم لم يكن مقتنعا ان يمنح خروفا مقابل كيسًا من الشعير او الحنطة والامر نفسه لدى المزارع ،
ثم دخلت البشرية جدلية العدالة المالية بعد ان اصبحت السلع تباع بقطعة من ذهب او فضة او نحاس وهناك السؤال الازلي من اعطى لهذه المعادن قيمتها …؟
اقرأ ايضا:
محمد العرب يعلن عن تعاون بين مؤسسة حزم و simplex التابعة لشركة Nuvei العملاقة
ثم السلع مقابل الاوراق النقدية ثم السلع مقابل مال لا يرى ولا يحس يأخذ من البطاقة البنكية ، وهنا اتحدث عن المراحل وفقا لقانون الدهشة اي عند استعمالها تلك الاليات التجارية في بداياتها ولَك ان تتخيل عمليات الاقناع والترغيب للبائع والمشتري لإتمام عملية البيع والشراء ،
الان نحن نعيش عصر العملات الرقمية وهي ان كانت تأتي في سياق التطور الطبيعي لفلسفة المال والتجارة الا انها قفزة معرفية اوسع من القفزات السابقة وهنا لا اقصد القفزة ببعدها الزمني فما بين التجارة بالمقايضة والتجارة باستعمال المعادن مئات السنوات لكن اقصد القفزة وفقا لقانون الدهشة ،
فالمتداول والمدخر والمستثمر لم يعبروا بعد مساحة الدهشة لهذة المرحلة العميقة والمترامية الاطراف معرفيا وتكنولوجيا لهذا تتعرض العملات الرقمية لهجوم حاد من افراد وحكومات ، افراد يجهلون الامر واخرون يشعرون بخطر ولادة الاثرياء الجدد والحكومات ليس لديها القدرة على المواكبة بسبب تحديات السياسة والاقتصاد والاجتماع ،
في النهاية ستصبح العملات الرقمية الوقع المالي الجديد خلال السنوات القليلة القادمة ولن يستطيع احد ايقافها لكن نصيحة للرافضين او المندهشين حاولوا ان تستوعبوا ان تعاقب الايام وتطور المعارف والعلوم والتعاملات من السنن الإلهية ولكم في بطون امهات الكتب الكثير من الادلة والقرائن.