الدكتور محمد العرب يكتب.. سر الأفق المفقود….!
في الأعماق المحيطة بنا، تتجاذب الأشكال والمفاهيم في عالمنا الفيزيائي المألوف، وهنا لابد أن نسأل: هل يمكن للعقل البشري أن يستوعب الأبعاد التي تتخطى حدود تصوره الحالي؟ هل هناك أبعاد أخرى مخفية تنبض بالحياة خارج إمكانية مداركنا؟
تساؤلاتنا تأخذنا إلى عالم الفلسفة، حيث نحاول استكشاف البُعد الخامس، ذلك الجوهر الغامض الذي يتردد في خيالنا، ويثير فضولنا، فما الذي يمكن أن يكون عندما نتجاوز الأبعاد الثلاثة المألوفة للمكان، والبُعد الرابع للزمان؟ هل يمكن استشعار عوالم موازية أو ربما أشكال حياة غير معروفة لنا؟ قد تكون الإجابات غامضة ومعقدة، ولكنها تلقي بظلال من الضوء على عمق الحقيقة التي لا نزال نكتشفها، ربما يكمن البُعد الخامس في تجاوز الحدود المألوفة للواقع، واكتشاف مستويات جديدة من الوعي، قد يكون له دور في تفسير الظواهر الغامضة مثل الجاذبية السوداء، والطاقة المظلمة التي تهز أسس نظريتنا الحالية للكون.!
– كمصطلح يُستخدم في علوم الفلك والفيزياء النظرية للإشارة إلى فكرة وجود بُعد يضاف إلى الأبعاد الثلاثة المعروفة للمكان (الارتفاع والطول والعرض) والبعد الزمني الرابع، ويعتقد العلماء أن وجود البعد الخامس يمكن أن يساعد في تفسير بعض الظواهر الفيزيائية المعقدة مثل الجاذبية والسرعة الفائقة، لتبسيط الأمر، لنفترض أننا في العالم الواقعي المعروف لدينا، حيث نعيش في ثلاثة أبعاد فقط، ونتخيل أن هناك شخصاً قادراً على الرؤية والتفاعل مع البُعد الخامس..!
يستيقظ هذا الشخص في الصباح ويكتشف نفسه في بقعة داخل البُعد الخامس، حيث يجد نفسه محاطاً بعوالم جديدة مختلفة تماماً عما عرفه في الحياة الواقعية، يمكنه التفاعل مع أشكال وألوان وأصوات غريبة لم يشاهدها أبداً، يجد نفسه قادرًا على المرور عبر الزمن والمكان بطرق لا يمكن تصورها في الواقع العادي، في عالم البُعد الخامس، يشعر هذا الشخص بالحرية الهائلة في استكشاف وتجربة عوالم جديدة ومذهلة، قد يتفاعل مع كائنات غريبة وغير مادية، ويجد نفسه في مواقف لا تتبع قوانين الفيزياء والمنطق التي نحن معتادون عليها، يفتح البعد الخامس له آفاقاً واسعة للاستكشاف والتفاعل والتجربة التي تتجاوز حدود الواقع المعروف…؟
تؤكد العديد من النظريات العلمية وجود هذا البُعد الخامس، وتتراوح التكهنات حوله من توسع مجال الزمن إلى وجود أبعاد إضافية مطوية على نفسها أو متشعبة بشكل ما، يمتلك البعد الخامس العديد من التأثيرات المثيرة، فهو يفتح الباب أمام فهم جديد للمفاهيم العلمية مثل السفر عبر الزمن والعودة في الزمن، وتفسير الظواهر الغامضة مثل الجاذبية والقوى العجيبة التي تؤثر على الكواكب والنجوم.
البُعد الخامس تم ذكره لأول مرة في سياق الفيزياء النظرية بواسطة الفيزيائي النظري الأمريكي فيثلر سابير والفيزيائي البريطاني كالوم مكسويل في القرن التاسع عشر، ومنذ ذلك الحين، تطورت الأفكار والنظريات المتعلقة بالبُعد الخامس على يد عدد من العلماء والفيزيائيين، التي انبثقت عنها نظرية الأوتار العصبية وفيزياء المستقبل وفكرة أن الكون قابل للنمو؟
– ختاما.. التفكير العميق في الكون يفتح آفاقاً جديدة للمعرفة والتفاهم، فقط من خلال استكشاف أعماقه يمكننا أن ندرك جمال وتعقيدات الكون الغامض.!