الدكتور محمد العرب يكتب.. السعودية تروض أشعة الشمس
لا يمكن حجب أشعة الشمس أبدا لكن يمكن ترويضها والاستفادة منها إذا توافرت الإرادة والرغبة، تُعد الطاقة الشمسية واحدًا من أكثر مصادر الطاقة المتجددة والمستدامة شعبية وانتشارا وأهمية في العصر الحديث، حيث يتم الاعتماد على استخدام الأشعة والحرارة المنبعثة من الشمس لتوليد الكهرباء والطاقة الشمسية كبديل نظيف وفعَّال عن الوقود التقليدي ليقدم فوائد بيئية هائلة…!
– تعتمد تكنولوجيا الطاقة الشمسية على الخلايا الشمسية والمعروفة شعبيا بالألواح الشمسية، التي تحول أشعة الشمس إلى تيار كهربائي، وأهم ما يميّز الطاقة الشمسية أنها غير محدودة ووفيرة ومتاحة، فالشمس هي مصدر طاقة قوي يعمل بشكل مستمر، وليس لديها تأثير سلبي على البيئة، بالإضافة إلى أن استخدام الطاقة الشمسية يساهم في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتلوث البيئي وهي من التحديات المصيرية التي يواجهها البشر.. وتشهد صناعة الطاقة الشمسية تطورا مستمرا ويتم تطبيقها بشكل واسع في العديد من المجالات، مثل الأبنية السكنية والتجارية والزراعية والصناعية، كما أن تكلفة تركيب وصيانة أنظمة الطاقة الشمسية تنخفض بشكل مستمر مع اتساع رقعة استخدامها عالميا وهذا يساعد على زيادة سرعة انتشارها مستقبلا مما يوفر فوائد اقتصادية مغرية للمستخدمين…!
– تتمتع المملكة العربية السعودية بمقومات قوية في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح نظرا لموقعها في نطاق (الحزام الشمسي العالمي) وقد عملت المملكة على الاهتمام بهذا المجال بصورة أكبر في السنوات القليلة الماضية، وأنا هنا لا أريد أن يتحول المقال إلى سرد للخطوات والإنجازات والأرقام حتى لا أقلل من التركيز على الفكرة الأم وهي فكرة (ترويض أشعة الشمس)، شخصيا رصدت عدة خطوات عملية منطقية تقوم بها السعودية لتطوير قطاع إنتاج الطاقة النظيفة مثل تعزيز الاستثمار في تكنولوجيا الطاقة النظيفة وتطوير البنية التحتية والتركيز على تحسين كفاءة استخدام الطاقة في جميع القطاعات، بما في ذلك الصناعة والمباني والنقل من خلال تبني تكنولوجيا أكثر كفاءة وتطبيق ممارسات أكثر استدامة وتعزيز البحث العلمي وتحسين تقنيات توليد الكهرباء من مصادر متجددة وتطوير تخزين الطاقة، ويعتبر التخزين تحديا عالميا تنافسيا لتحقيق الاستفادة القصوى، كما أن زيادة الوعي بأهمية الطاقة النظيفة وفوائدها للبيئة والاقتصاد والتعاون الدولي في مجال الطاقة النظيفة بما في ذلك تبادل التكنولوجيا والمعرفة والخبرات يساهم بشكل فعّال في تحقيق الأهداف المنشودة…!
– بالإضافة إلى الطاقة الشمسية والرياح، هناك العديد من مصادر الطاقة النظيفة الأخرى التي يمكن استخدامها لتوليد الكهرباء بشكل صديق للبيئة مثل طاقة الأمواج والمد والجزر وطاقة النفايات واستخدام حرارة الأرض الداخلية والطاقة النووية وأعتقد أنها كلها مشاريع سعودية مستقبلية…
– ختامًا.. يمكن تصنيف الدول حسب قدرتها على توليد الطاقة الشمسية بناء على عدة عوامل مثل السعة التركيبية للطاقة الشمسية والإنتاج السنوي للطاقة الشمسية، وتأتي دول مثل الصين والولايات المتحدة الأمريكية والهند واليابان وألمانيا وأستراليا وفرنسا وإيطاليا وكوريا الجنوبية والبرازيل في مقدمة دول العالم في هذا المجال مع توقعات أن تكون السعودية سنة 2030 في المراكز الثلاثة الأولى في هذا القطاع المهم والحيوي، نظرا لعدة عوامل أهمها وجود قيادة واعية لأهمية دعم إنتاج الطاقة النظيفة لمصلحة الكوكب..