الدكتور عبدالكريم الوزان يكتب.. «سولفها على الدبة»!!
سولفها على الدبة، مثل شعبي عراقي بمعنى اذهب وقصها أو إحكيها للدب. ويراد به الاستغراب وعدم تصديق و معقولية مايروى أو مايتم الوعد به.
وأختيرت مفردة (الدبة) كون الدب حيوان بدين همه الأكل والشرب ولايفقه شيئا.
اليوم نخاطب وسائل الإعلام والقائمين عليها والمصممين لخطاباتها ومن ورائهم الساسة وأصحاب القطاع الخاص المالكين والموجهين لها
ونقول: الآن وفي ظل الوعي الثقافي والانفتاح على عالم اتصالي كوني، وتوفروسائل الاتصال والإعلام، فقد بات المتلقي يفرّق ما بين الغث والسمين.
فلم تعد تنطلي عليه قصص ألف ليلة وليلة وبساط الريح، وأصبح بمقدوره وقد اكتسب فراسة عبر الممارسة الطويلة والمنوعة في مجال الاتصال والإعلام، أن يقيّم السياسات ويستقرئ الأهداف لكل مايتعرض له، ولابد من الالتزام بالتربية الإعلامية والحيادية والنزاهة لتحقيق المصداقية.
لقد قدمنا في السابق بحوثا علمية عديدة أكدنا فيها على تدريس مادة الإعلام في المدارس الثانوية نظرا لخطورة هذا العلم وهيمنته وتشابكه مع بقية العلوم من أجل خلق حصانة فكرية ضد ” البروباغاندا ” الممنهجة والموجهة للشعوب وبخاصة الأقل تطورا، وبالذات للشباب باعتبارهم صلب المجتمع وقادته.
ومن هنا لابد من إعادة النظر باستراتيجيات الإعلام وفق كل ماذكرنا حتى لايستهين المواطن بصانع سياسة بلده ويكون رجع صداه (روح سولفها على الدبة)!!.