الدكتور عبدالكريم الوزان يكتب.. «أخويا هايص وأنا لايص»!!
مثل شعبي مصري تجسد عام ١٩٩٢ من خلال مسرحية عرضت في القاهرة بطولة الفنانين الراحلين سمير غانم ودلال عبدالعزيز.
هايص من (الهيصة): وتعني الفرح والمرح واللعب ولايحمل (الهايص) من هموم الدنيا وجديتها شيئا.
أما (اللايص): فهو على النقيض تماما ، حيث يحمل الشخص المسؤوليات الكبيرة والأعباء الجسيمة ويشقى ويكد.
خذوا مثلا بعض العرب أحدهم يعمل كرنفالات ويستقبل مشهورات ويبذخ المليارات ، في حين أبناء جلدتنا في فلسطين وغزة يذبحون من الوريد إلى الوريد وعلى عينك ياتاجر.
كذلك الجنود والمحاربون يدافعون عن الوطن، وغيرهم يصول ويجول داخل أو خارج البلاد ويستهتر بمال غيره لدرجة الانفلات.
أيضا خذوا الآباء الذين يكدحون والأمهات اللاتي يسهرن الليالي وتترقرق دموعهن حينما يمرض فلذات أكبادهن في حين لايقدر الأبناء ذلك ولايردون الاحسان بالاحسان.
وقس على ذلك أرباب العمل ورؤساء المؤسسات حينما يخطون سياسة حكيمة تتطلب البصيرة والصبر ويؤثرون على أنفسهم في حين معيتهم لايفكرون سوى بجني الأرباح والحصول على المكاسب وياليتهم يخلصون. والأمثلة لاتعد ولاتحصر في هذا الصدد.
إن الالتزام بالثوابت والتربية الأسرية والسياسات الحكومية الحكيمة والمناهج التعليمية ذات النهج السليم والخطاب الاعلامي المحكم كفيل بتحقيق العدالة في كل أشكالها ونواحيها ومناحيها.
وأما اذا ترك الحبل على الغارب فسيحصل ما لايحمد عقباه وينفلت كل اخواننا في البلاد ويصبحون هايصين والقلة منهم لايصين!!.