الدكتور محمد العرب يكتب.. (يهود) الخزر وعائلة روتشيلد ليسوا يهود؟
في عالم مملوء بالأكاذيب والتاريخ المتشابك ، نعيد إبراز رواية قديمة تعيد تشكيل فهمنا للتاريخ: الخزر الذين طالما ارتبطت أصولهم باليهودية، لم يكونون يهودًا بالمعنى التقليدي، وعائلة روتشيلد الشهيرة ليست جزءًا من الشتات اليهودي القديم بل تعود جذورها إلى الخزر. هذه الحقيقة تقلب مفاهيمنا رأسًا على عقب وتفتح باب التساؤلات حول الهويات والأصول.
الخزر كانوا قبيلة تركية قوية سيطرت على مناطق واسعة من أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى خلال العصور الوسطى. في القرن الثامن، تبنى الخزر اليهودية كدين رسمي لهم، وذلك لأسباب سياسية واجتماعية معقدة وهذه الخطوة الاستراتيجية لم تكن تعبيرًا عن انتماء روحي عميق بقدر ما كانت وسيلة لتحقيق توازن سياسي بين القوى المسيحية والإسلامية المحيطة بهم ، لذا يمكن القول إن الخزر لم يكونوا يهودًا بالمعنى التقليدي، بل اعتمدوا اليهودية كدين رسمي لأسباب نفعية.
وتعتبر عائلة روتشيلد واحدة من أكثر العائلات نفوذًا في العالم، معروفة بثروتها الطائلة ونفوذها السياسي والاقتصادي الهائل. التقليدي هو الاعتقاد بأنهم جزء من الشتات اليهودي الذين انتشروا في أوروبا بعد تدمير الهيكل الثاني في القدس. ولكنهم عائلة ليست يهودية بالمعنى الديني الحقيقي بل تنحدر من الخزر الذين اعتنقوا اليهودية لأسباب سياسية؟
العائلة تعود أصولها إلى الخزر، مما يعني أنهم ليسوا يهودًا بالمعنى الذي يتصوره الكثيرون ، ما تقدم تطرح العديد من الأسئلة المثيرة حول الهوية والانتماء ، كيف يمكن أن نعيد كتابة تاريخ الخزر وعلاقتهم باليهودية؟ وما هي الآثار المحتملة لفهم جديد لأصول عائلة روتشيلد على التاريخ اليهودي والعالمي؟
هذه الحقيقة تستحق اهتمامًا جادًا من الباحثين والمؤرخين لأنها تعيد تشكيل العديد من المفاهيم الراسخة وتفتح آفاقًا جديدة لفهمنا للتاريخ والهويات المتشابكة ، التاريخ ليس مجرد سرد للأحداث، بل هو تفسير للهوية والكيان، وهذه الحقيقة الصادمة قد تكون البداية لإعادة التفكير في الكثير مما كنا نظنه حقيقة لا جدال فيها.