عاجل
أهم الأخبارمقالات وآراء

الدكتور ابو خليل الخفاف يكتب.. الازدواجية الاخلاقية للمشرعين الأمريكيين

إنَّ تحرير الكونغرس الأمريكي من أي تأثير، بما في ذلك التأثيرات الصهيونية، هو موضوع معقد ويعتمد على العديد من العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

فالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية تمتد لعقود، وتعتبر السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إسرائيل موضوعًا حساسًا ومثيرًا للجدل، والحديث عن “تحرير” الكونغرس يعني تغيير كيفية إتخاذ القرارات السياسية وتوازن القوى داخل المؤسسة، وهذا يتطلب تغييرات في السياسات ذاتها، وزيادة الوعي العام، وتنظيم الحملات الانتخابية، وتفاعل الناخبين مع ممثليهم.

كما أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لها تأثيرات كبيرة ومتعددة الأبعاد على السياسة العالمية، وتعتبر الولايات المتحدة حليفًا رئيسًا لإسرائيل، مما يؤثر على التوازن العسكري في المنطقة، ويمكن أن يؤدي إلى زيادة التوترات وإسرائيل، ويؤثر على جهود السلام، إذ تُمثل إسرائيل جزءًا كبيرًا من سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مما قد يؤثر على علاقاتها مع دول أخرى في المنطقة، وتعزز الروابط التجارية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مما يؤثر على الأسواق العالمية وتقنيات الابتكار.

وتسعى الولايات المتحدة إلى دعم إسرائيل في منظمات مثل، الأمم المتحدة، مما يؤدي إلى تصاعد التوترات بين الدول الأعضاء ويؤثر على قرارات السياسة العالمية، وتؤثر العلاقات الأمريكية الإسرائيلية على كيفية تناول العالم لقضايا حقوق الإنسان في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، مما يؤدي إلى تباين في الآراء والمواقف الدولية.

نعم، المشرعون الأمريكيون مزدوجي التفكير السياسي مع المجتمع الدولي، حيث يتبنى المشرعون مواقف مختلفة تجاه قضايا معينة بناءً على السياق الدولي. على سبيل المثال، يمكن أن يدعموا حقوق الإنسان في بعض البلدان، بينما يتجاهلون أنتهاكات حقوق الإنسان في بلدان أخرى تكون حليفة لهم.

واستخدام خطاب يتماشى ضد الصالح العام أو معايير معينة عند التحدث إلى الجمهور المحلي، بينما يتم تبني سياسات مختلفة عند التعامل مع الحكومات الأجنبية، ويسعى المشرعون لتحقيق توازن بين المصالح الوطنية والالتزامات الدولية بطرق مختلفة، مما يؤدي إلى مواقف متناقضة أو مزدوجة، وحتما يتأثر المشرعون بمجموعات الضغط أو اللوبيات، خاصةً اليهودية، مما قد يؤدي إلى إتخاذ مواقف تبدو متناقضة مع ما يقتضيه الوضع الدولي، وتتغير تحالفات المشرعين بناءً على الأوضاع السياسية، مما يؤدي إلى إتخاذ مواقف تبدو غير متسقة مع المبادئ المعلنة، ويتبنى المشرعون مواقف معينة بناءً على ما يعتقدون أنه سيؤدي إلى دعم الناخبين، حتى لو كانت تلك المواقف تتعارض مع المبادئ العالمية. كما يعمل المشرعون وفق إستراتيجيات دبلوماسية تهدف إلى تحقيق مصالح قصيرة المدى، مما يؤدي إلى تناقضات في السياسات على المدى الطويل.

وهذه الديناميكيات أدت وتؤدي إلى عدم الاتساق في السياسة الخارجية الأمريكية، مما قد يؤثر على مصداقية الولايات المتحدة على الساحة الدولية، وشراء أصوات المشرعين الأمريكيين هو موضوع حساس ومعقد، ويشمل مجموعة من الممارسات التي يمكن أن تؤثر على العملية السياسية.

وتقدم اللوبيات دعمًا ماليًا للحملات الانتخابية للمشرعين، مما يزيد من فرصهم في الفوز ويجعلهم أكثر انفتاحًا على قضايا معينة، ومن خلال ذلك يتم بناء علاقات قوية مع المشرعين من خلال لقاءات ودعوات ومناسبات اجتماعية قد تؤثر على طريقة تفكيرهم بشأن قضايا معينة.

كما تقوم اللوبيات بتقديم دراسات وأبحاث تدعم وجهات نظر معينة، مما يساعد المشرعين على إتخاذ قرارات تتماشى مع المصالح المحددة، وبعض المشرعين قد يتلقون وعودًا بفرص عمل أو مناصب بعد أنتهاء خدمتهم، مما قد يؤثر على قراراتهم أثناء وجودهم في المنصب.

إنَّ ترويج الأكاذيب أو المعلومات المضللة في أي سياق سياسي، بما في ذلك من خلال لوبيات الضغط، يتعارض مع القيم الأساسية للديمقراطية والشفافية والنزاهة، التي تعززها القيم الأمريكية. ويجب أن يكون هذا التعبير قائمًا على الحقائق والمعلومات الدقيقة، ومع ذلك تكذب اللوبيات الصهيونيه من دون أي مساءلة، وترويج الأكاذيب يؤدي إلى فقدان الثقة في النظام السياسي، وهذا حاليًا ما يحدث في امريكا، علما هناك قوانين تنظم عمل اللوبيات، بما في ذلك متطلبات الإفصاح عن الأموال والمصادر، مما يهدف إلى تعزيز الشفافية وتقليل تأثير المعلومات المضللة.

ويجب أن يتم محاسبة أي جماعة أو فرد يقوم بترويج الأكاذيب، سواء كانت هذه الجماعة تمثل مصالح يهودية أو أي مجموعة أخرى، والمساءلة تعتبر جزءًا أساسيًا من الديمقراطية، وترويج المعلومات المضللة يمكن أن يؤثر سلبًا على السياسة العامة، ويؤدي إلى قرارات غير مستنيرة، مما يضر بالمصلحة العامة، والعلاج لهذا الموضوع يكون بتعزيز التفكير النقدي لدى الطلاب في المدارس والجامعات يعد أمرًا أساسيًا لمواجهة المعلومات المظللة بتوفير برامج حول كيفية تعليم مهارات التفكير النقدي، وتشجيع الطلاب على القيام بمشاريع بحثية تتيح لهم تحليل معلومات متعددة من وجهات نظر مختلفة، مما يعزز قدرتهم على التفكير النقدي، وتنظيم نقاشات حول قضايا معاصرة، مما يسمح للطلاب بممارسة التعبير عن آرائهم والتحليل النقدي واستخدام أدوات التكنولوجيا بشكل مسؤول، بما في ذلك كيفية التعرف على الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة عبر الإنترنت وفحص الحقائق ومقارنة المصادر والتمييز بين المعلومات الموثوقة وغير الموثوقة، ومن خلال تنفيذ هذه الاستراتيجيات تساعد في تطوير جيل من الطلاب المتمكنين من التفكير النقدي، مما يمكنهم من مواجهة المعلومات المضللة بفعالية.
د. ابو خليل الخفاف
٢٠٢٤/٨/٥

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى