الصحافي عبدالله العبادي يكتب.. إلى الزميل مهدي غزار
أولا، لن نجيبك بنفس المستوى الذي تحدثت به، لأننا نكن كل الاحترام للإخوة الجيران، ولأننا تربينا في مملكة لها أكثر من 12 قرن من الوجود، لكن أتساءل فقط كيف تورطت في وحل الجنرالات وأنت تعرف أن طريقهم لايؤدي إلا للهاوية، أم أنك تأكل جيدا من الكعكعة التي فرقها حكام المرادية مند عقود على الميليشيات والمرتزقة وكل من يشتم المغرب أو يتهجم عليه.
كما أذكرك أخي العزيز أنها حملة انتخابية بالجزائر الشقيقة ولا علاقة للمغرب بها، أم أنك تؤمن بالمؤامرات كما يذكركم يوميا عبدالمجيد تبون ورفاقه العجزة، انتخابات جزائرية لا تهم إلا هذا البلد ولا علاقة للجيران بها.
أم من شروط فوز تبون مهاجمة المغرب وتذكير جماهير القطيع التي تحيط به، بأن المغرب هو العدو الكبير لأمن الجزائر. لكن لو فتحت عينيك سترى الحقيقة أمامك، منذ نصف قرن وحكام الجزائر يريدون تقسيم المملكة، آخرها إدخال مرتزق لليايان بجواز سفر جزائري ويرافق الوفد الجزائري وبمحفظته ورقة كٌتب عليها إسم جمهورية وهمية لا توجد إلا في عقول من يحركوك من قصر المرادية.
انتخابات الجزائر هي فرصة لك ولأمثالك من الصحافيين الجزائريين، ان تقفوا على واقع هذا البلد الشقيق، أرض الغاز والبترول، وأن نتظروا لأمثالكم بدول الخليج، ماذا حققوا لشعوبهم وبلدانهم بنفس الإمكانيات، لكنهم لا يصرفون اموالا طائلة على ميليشيات مرابطة بالجنوب، من أجل تقسيم المملكة وإيجاد منفذ على المحيط الأطلسي، حقدا على تاريخ مشرف وحاضر مبهر ومستقبل كبير لمملكة تعتبر من أقدم المملكات بالعالم، سيطرت على بلدان وقارات من جنوب أوروبا إلى أدغال إفريقيا.
ألم يكن حريا بك الحديث عن ملايير الدولارات التي تذهب لميليشيات الجنوب بتندوف، ورحلات ابن بطوش ورفاقه والطائرة الرئاسية والفنادق الفاخرة التي يسكنونها، ألم تجرأ على طرح أسئلة عن طوابير الدقيق والعدس والزيت والحليب في انتظار أن تثمر أشجار “الحليب غبرة” التي زرعها عبدالمجيد تبون. ألم تجد الجرأة للحديث عن أزمة المياه التي تضرب العديد من المناطق بالجزائر، أم أنك تؤمن بمشروع تبون الذي يريد تحلية كل مياه البحر الأبيض المتوسط..
على الأقل زميلي العزيز، إسأل رئيسك ليشرح لنا كيف أصبح الاقتصاد الجزائري ثالث اقتصاد في العالم، لكني لم أتفاجأ من مستواك، بما أنه يقودك رئيس لا يعي ما يقول، والإعلام التابع للنظام لا يجد موضوعا سوى الضرب في المغرب وأهله، ويشككون في كل شيء، لا أعيب عليهم لأنهم داخل سجن كبير لا يرون إلا ما يقوله عجزة قصر المرادية، واتعجب كيف أعطيت رقبتك لحكام أكلوا كل شيء بالجزائر، مروا على الأخضر واليابس، وأنت تعيش بفرنسا وترى أين وصلت دول الجوار بدون غاز ولا بترول، وحكام الجزائر وأتباعهم يرددون شعار المؤامرات والعدو الخارجي.
لا يكفي أن تعتذر زميلي، فالشعب المغربي لا حاجة له بذلك، ووطنا مفتوح لكل الإخوة الجزائريين سواء بالداخل أو المغتربين، وهم خير شهداء على بلد الكرم، على مملكة مضيافة بدون حقد ولا ضغينة ولا كره.
فقط راجع اوراقك وناضل من أجل مستقبل كبير لبلدك، ناضل من أجل الديمقراطية ومن أجل الحق واحمل هموم مجتمعك ودافع عنها، فجماعة قصر المرادية سيرحلون يوما وتنتهي صلاحيتهم، وسيكون مصيرك مزبلة التاريخ كباقي عملاء العسكر والمدافعين عن بقاء هؤلاء العجزة لتقاسم كعكعة أموال الشعب المغلوب على أمره.
تحدثت عن الفساد والدعارة، أذكرك فقط بوجود ثمانمائة منزل دعارة مرخص بالجزائر العاصمة باعتراف الجهات الرسمية، وأذكرك أيضا بأن الفساد والفقر ظواهر اجتماعية موجودة في كل المجتمعات، فأنا بصدق لا أجد متعة في الحديث عن مجتمع آخر لا يعنيني من قريب، لأن له أبناؤه يتحدثون عنه ويدافعون عن مشاكله، وهذا هو الفرق بيني بينك، بين تربية الملوك وتربية قطاع الطرق.
بقلم عبدالله العبادي الكاتب الصحافي
المختص في الشؤون العربية والإفريقية