الدكتور عبدالكريم الوزان يكتب.. «طائفيون برداء وطني»
أفرزت كثير من الوقائع والأحداث المحلية والدولية عبر عقود طويلة، حقائق عن سبات الطائفية وتمددها في نفوس وقلوب وعقول وسلوك البعض مهما حاولوا إخفاءها أو الباسها رداء الوحدة والوطنية والثقافة والدين .
والطائفية كما عرفتها بعض المواقع والمنصات الاعلامية بأنها : ” انتماء لطائفة معينة دينية أو اجتماعية ولكن ليست عرقية فمن الممكن أن يجتمع عدد من القوميات في طائفة واحدة بخلاف اوطانهم أو لغاتهم” .
ويبين موقع ” اسلام ويب” أن ” لفظ الطائفية يطلق في هذا العصر بكثرة ويراد به التعصب والولاء لجماعة معينة – لرابط عقدي- دون غيره، والواجب على المسلمين جميعاً أن يعتصموا بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وينبذوا ما خالفهما من الطائفية التي مزقتهم وفرقت جمعهم وجعلتهم شيعاً وأحزاباً.
وقد قال الله تعالى : وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَآئِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ اللّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ {الأعراف:87}، أي جماعة آمنوا وجماعة لم يؤمنوا.
العراق أكثر بلد مزقته الطائفية لأسباب سياسية ومذهبية في ظل حروب وعدوان دولي وإقليمي، ساهما في تأجيجها وبخاصة خلال عامي 2005- 2006 .
وكان نتيجة ذلك تشقق النسيج الإجتماعي وإزدياد الضغينة والكراهية بين فئاته ، حتى انه فارق بين الأزواج والأشقاء والأحبة، وكان ثمنه ضحايا لاعد لهم ولاحصر، وتوقف عجلة التنمية في البلاد.
لكن اليوم والحمد لله بفضل مرارة التجارب الزمنية، والتطور التكنولوجي الكبير في وسائل الاعلام والاتصال، والحاجة لوحدة المصير، إستطاع العراقيون تجاوزها ونبذها ومن يقف خلفها أو يروج لها.
الخطير في الموضوع أن هناك مثقفين ومتعلمين ومنهم أساتذة واعلاميون وأدباء لايستطيعون فصد الدم الفاسد للطائفية والقبلية من أجسادهم .
فتجدهم يعطون آراء متطرفة في كل مناسبة حدث محلية أو عربية كما يحصل في النزاعات المسلحة وتأخذهم العزة بالإثم ، فتراهم يصطفون الى جانب الفئة الباغية، لكن بلسان معسول مليء بسم الطائفية المقيتة.
وهؤلاء ” الببغاويون ” هم الأدهى والأمر. فلايغرنكم الألقاب والعناوين وإعلموا ” إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم”.
بتقديري إن التخلص من ” وباء ” الطائفية لايتم إلا بفهم أحكام الدين ، وحب الوطن والايمان بكل مكوناته ، وبإدراك الأخطار المحدقة به ، وبالإستفادة من التجارب المريرة السابقة.
وعلى الصفوة وقادة الرأي تحمل مسؤولياتهم أمام الله والوطن والشعب. وأختتم مقالي بقصيدة شعبية لأحد أبناء العراق تعبر عن وحدة أرضه وتلاحم أهله.
تبجي كربلاء لو طاحت الانبار
واحس كلب النجف مشمور بديالى
مشت بابل تعزي البصرة عالصار
وتكلهة شلون فاوج عطشت اطفاله
سمعت القادسية بصوت عالي تصيح
يا بغداد ليش دموعي همالة
اثاري ابن المثنى بذاك اليوم زعلان
جي كَرصة خبز ما عنده لعياله
بمضيف الناصرية مسيرة تكريت
وعند هور العمارة دهوك وجبالة
واذا كركوك صاحت حيهم اهل الزود
كل الكوت تفزع بهمة ارجالة
والموصل وكف يتغزل بأربيل
يالخصرج قضية والنظرة كتالة
هذا احنة العراقيين وهاي اطباعنه للموت
والي يندك نحرك اجداده..