مني النمر تكتب: عندما تكون أنت السلعة!!
يستخدم مليارات من البشر على سطح الكرة الأرضية، مواقع التواصل الإجتماعى واتساب وفيسبوك؛ والتي انتشرت بصورة هائلة منذ نشأتها، وغيرها من البرامج التي على نفس النسق، حقاً.. من الجميل أن تطوي المسافات ويصبح العالم قرية صغيرة؛ و أن يكون لك نافذة على العالم، تستطيع منها ؛أن ترى.. وتعرف.. وتتعرف.. وتتطلع على كل ما يستجد من أحداث من أدنى الأرض إلى أقصاها، وأنت فى مكانك بدون مجهود؛ أو أى أعباء مالية، والأكثر روعة أن يستطيع أى إنسان أن يجد المتنفس الذي يتحرر فيه من جميع قيوده؛ وأن يحيا كما يريد ويتمنى؛ حتى لو فى عالم افتراضي !!؛ نعم !! ولكن يا عزيزي لا شيء مجاناً، وإنها لمنتهى السذاجة؛ أن تعتقد ذلك؛ إنه البزنس و دنيا المال و الأعمال؛ إنها الصفقات المعلنة وغير المعلنة، هذا هو الواقع بدون أى رتوش؛ أصبحت أنت السلعة المراد ترويجها، وإنه لثمن عظيم !!؛ ولنحلل الوضع الذي أصبحنا عليه الآن؛ لنجد ليس منا من لا يمتلك حساب على واتساب أو فيسبوك، و كان من نتائجه أننا أصبحنا كالغرباء تحت سقف واحد، فقدنا دفء الحوار ما بيننا !!؛ وإنه لثمن عظيم !!؛ من منا لم يلاحظ بمجرد البحث عن سلعة أو رحلة أو كتاب أو … أى شئٍ كان؟؛ فتجدها أمامك فى كل لحظة عندما تتصفح الصفحة الخاصة بك على الفيسبوك؛ وكمية الإعلانات الخاصة بالسلعة أو المنتج الذي تبحث عنه، سوف أروي قصة صغيرة ، حدثت لصديقة لى؛ عندما لاحظت وبمجرد الحديث عن أى شئ وهى فى بيتها تصلها الإجابة والرد عليه عبر رسائل التليفون الخاص بها !!؛ ليس هذا حديث عن خيال علمي؛ بل حدث بالفعل، مما دفعها لتغيير الهاتف والرقم الخاص بها؛ أرأيتم كم نحن مُختَرقين حتى فى بيوتنا؛ وأدق أدق تفاصيل حياتنا !!؛ هذا ما يحدث إذا ما اتحدت المصالح؛ رأس المال والأعمال وليكتمل الثالوث بالسياسة، إنه اللعب على احتياجات البشر؛ إنه ذكاء البيزنس عندما تكون أنت السلعة، فكل شيء له مقابل،لا شئ مجاناً !!؛ و مع ذلك.. نحن سعداء و مبهورون بالضوء الأزرق الذى أمامنا على الشاشة!!
يا سادة اختلفت البرامج و المتجسس واحد !؛ فلنقرأ ما بين السطور؛ والهدف من قرار حفظ بيانات المستخدمين لتطبيق واتساب لمنطقة الشرق الأوسط والدول العربية دون تطبيقه على أوروبا، و المملكة المتحدة، و الولايات المتحدة الأمريكية؛ وعندما هدد رأس المال بالانسحاب وتراجع أعداد كبيرة من المستخدمين التطبيق، قررت واتساب تعليق تحديث سياساتها بشأن حفظ بيانات المستخدمين؛ وهو ما دفع العديد من المستخدمين بالتخلي عن التطبيق؛ ولجوء الملايين إلى التطبيقات البديلة، كتطبيق سيغنال الذي احتل المرتبة الأولى على متجر آبل وجوجل بلاي هذا الأسبوع !!؛ و كذا تطبيق تيليجرام .. الذى جذب أكثر من 25 مليون مستخدم فى أقل من 72 ساعة !؛ حيث أعرب العديد من المستخدمين عن مخاوفهم بشأن سياسات الخصوصية في ” واتساب “؛و التي يتم جمعها ومشاركتها مع شركة فيسبوك – الشركة الأم – وطبعا لهذه الشركة سمعة سيئة فيما يتعلق باستخدام بيانات المشتركين، لصالح سياسات معنية؛ والتي وصلت فى بعض الأحيان إلى حجب الخدمة عن هؤلاء المستخدمين !؛ فهل نقول وداعاً ” واتساب ” و “الفيسبوك ” أم مازلنا لم نستوعب ما يحدث .