عاجل
مقالات وآراء

أحمد النحاس يكتب: أحذيتنا جميعاً فوق رأس بونابرت

في الوقت الذي تستعد فيه مصر للاحتفال بمرور 200 عام على فك رموز اللغة المصرية القديمة – بعد اكتشاف حجر رشيد- ، وفتحت جميع المتاحف للزائرين مجاناً احتفاءً بهذه المناسبة؛ ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بحالة من الهياج والاستهجان الشديد بعد تداول صورة تمثال العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون، واضعا قدمه فوق رأس الملك تحتمس الثالث، أحد أعظم ملوك قدماء المصريين ، وصاحب أعظم وأكثر الغزوات في التاريخ المصري القديم.

واشتد الغضب برواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد علمهم بتجاهل باريس لسخطهم فأطلقوا حملة شرسة ضد فرنسا بعنوان: “وقاحة من جامعة السوربون في فرنسا”، وأشاروا إلى أن التمثال متواجد في مدخل جامعة السوربون في باريس، معبرين عن استنكارهم لهذا التطاول، ومطالبين بإزالته فورا ؛ واعتذار رسمي فرنسي للشعب المصري.

ولكن المفاجأة – التي لا يعلمها كثيرون – هي أن تمثال شامبيليون موضوع بالفعل منذ قرابة قرن ونصف من الزمان، وأن الجالية المصرية في فرنسا طالبت عام 2011 بإزالة التمثال، وهذا الأمر ليس بالجديد، وإنما تداول الصور أشعل نيران الغضب الشعبي مرة أخرى.


 وتمثال شامبليون – العالم الفرنسي الذي فك رموز حجر رشيد – نحته الفنان الفرنسي فريديريك أوجست بارتولدي،عام 1875 وهو عبارة عن تمثال من الرخام يصور شامبليون واقفًا ويضع بقدمه اليسرى على رأس فرعون مصري أقرب للملك تحتمس الثالث،  وتم عرضه في حديقة ” Parc Egyptian ” التي أنشأها عالم المصريات الفرنسي أوغست مارييت، وشارك في المعرض العالمي لعام 1877 الذي كان يحتفي آنذاك بنهاية الحرب بين فرنسا وألمانيا ؛ وكان من المفترض  نقل التمثال إلى مسقط رأس شامبليون، لكن التمثال لم يجد الدعم المادي المطلوب لذلك ظل منصوبًا في باريس؛ وفي عام 1878 تم وضع التمثال في موقعه الحالي بساحة كوليج دو فرانس، أو الكلية الفرنسية ” Collège de France ” في وسط باريس، وهي أحد أهم مراكز التعليم العالي بالعاصمة الفرنسية.

والحقيقة أن حالة الغضب والاستهجان والاستنكار هذه حق مشروع لكل مصري – وأنا منهم – لكن كيف نرد علي هذه الوقاحة الفرنسية ؟! هل بالشجب والإدانة ؟!؛  أم بالسخرية من فرنسا علي مواقع التواصل الإجتماعي؟!؛ أم سيكون لمصر رد حاسم – كما عودتنا في الآونة الأخيرة – ؟!

أنا شخصياً واثق من أن الرد الرسمي المصري سيكون قوياً وموجعاً كما عهدنا مؤخراً؛ ولكن يجب أن يتوافق ذلك مع رد شعبي أكثر إيلاماً؛ وأتفق تماماً مع اقتراح الصديق والكاتب الصحفي أحمد رفعت في ضرورة تكاتف الجميع لنحت تمثال مصري يطأ بقدمه رأس نابليون ؛ وأزيد من البيت شعراً وأقترح نحت تمثال لأم مصرية تضع حذاءها الطاهر فوق رقبة القاتل واللص الفرنسي نابليون بونابرت.

إننا شعب نحترم الآخر ولكننا أيضاً جُبلنا علي رفض المهانة ؛ وليتحمل – من تجرأ وتطاول واستهان بمصر وشعبها وغضبها ورد فعلها – علي تبعات ما غرر به شيطانه تجاه مصر والمصريين.  

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى