أحمد النحاس يكتب: الأقصي ..والراقصون علي الدماء
مصر عادت دولة الفعل وليس الكلام فقط؛ والكل صار متيقناً الآن أن مصر إذا قالت فَعَلَت؛ وإذا صَمّمت أنجزَت؛ خاصة بعد خطوطها الحمراء التي رسمتها للطامعين فيها ولم يجرؤ أحد علي كسرها؛ أو حتي مجرد الاقتراب منها؛ فها هي آخر الأنباء تتوالي لتؤكد حقيقة واحدة ألا وهي أن مصر رمانة الميزان وكبيرة الشرق الأوسط؛ وبالفعل والقول أصبحت مصر العظمي.
- “وفد مصري يصل تل أبيب لطرح مبادرة تنفيذ هدنة فورية لمدة عام؛ علي أن تتولي القاهرة التنسيق بين الطرفين”.
- “الصهاينة يرفضون المبادرة المصرية والوفد المصري ينسحب من مفاوضات الهدنة غاضباً “.
- “مصر ترد علي العنجهية والرفض الصهيوني بدراسة تجميد ملفات عدة بين القاهرة وتل أبيب ؛ وأنباء عن تصعيد مصري محتمل إذا إستمر التعنت الصهيوني” .
- ” مصر تفتح معبر رفح لنقل المصابين إلي المستشفيات المصرية لعلاجهم؛ وإرسال مساعدات طبية ومعيشية فورية إلي قطاع غزة رغم رفض الصهاينة؛ وتحفظ الأمريكان” .
- ” سيارات الإسعاف الفلسطينية التي تنقل الجرحى تحت الحماية المصرية ؛ وتلويح مصري للصهاينة بالرد الفوري حال المساس بها”.
- الخارجية المصرية تحذر الصهاينة من مغبة اجتياح غزة برياً؛ وتل أبيب تتراجع فكرة الاجتياح البري أمام صلابة الموقف المصري”.
- “القاهرة تطالب تل أبيب بوقف الاستيطان وعدم دعم المتطرفين الصهاينة ؛ وإيقاف عمليات الاغتيال التي تتم ضد قيادات غزة فوراً” .
- ” الأزهر الشريف يطالب الحكام العرب بإنشاء قوة ردع عربية للوقوف أمام الصهاينة ويصفهم بشذاذ الأرض؛ موكداً خلال خطبة الجمعة التي بثها التلفزيون الرسمي المصري أن ما أُخذ بالقوة لا يُسترج إلا بالقوة”.
- ” رئيس أركان جيش الصهاينة ” الموقف المصري الأخير غير مبرر؛ ويحمل ضدنا تصعيداً غير مفهوم؛ وأتمني ألا تتطور الأمور أكثر من ذلك ؛ فاستمرار عملية السلام أمر ضروري لكلا الجانبين”.
مصر تحركت على الأرض عملياً؛ ووقفت بالفعل بجانب الحق؛ وما يُمليه عليها ضميرها الإنساني؛ وواجبها الإسلامي؛وقَدَرُها العربي؛ ودعمت الموقف الفلسطيني أمام همجية كلاب صيهون؛ ولم تكتفِ بالكلمات الجوفاء؛ والشعارات البراقة؛ والخطب الرنانة؛ والوعود الزائفة؛ مثل المتاجرين بدم إخوتنا؛ والراقصين علي جثثهم؛ ومجاهدي الشاشات؛وضاربي الصاجات؛ ومروجي الشائعات؛ وأصحاب الياقات البيضاء والقلوب السوداء؛ والضمائر القذرة والعقول العَفِنة؛ وبهلوانات الحبال المهترئة.
مصر أسقطت الأقنعة الزائفة عن وجوه الأفّاقين والمنافقين والنصابين والكذّابين والدجّالين وتجار القضايا المصيرية؛ وصارالبسطاء يتساءلون الآن:
أين الدواعش والنوافش ؛ أين القاعدة والواقفة؛ أين جُند الشام وعنب اليمن؛ أين أنصار بيت المقدس وجبهة النصرة والحَسرة مما يحدث في غزة؟!
أين المجاهدين النشامى وأفاقين دولة الخلافة مما يعانيه أهلنا العُزّل في فلسطين؟! أين حُمرة الخجل يا أهل الكذب والدجل؟!
لماذا لم يذهب هؤلاء لنصرة الأقصى؟! لماذا لم نسمع منهم أو من شيوخهم دعوةً للجهاد ضد الصهاينة والفوز بالجنة والحور العين؟! لماذا لا يحملون السلاح ضد طغاة تل أبيب ويوجهونه فقط للجيوش العربية والبلدان الإسلامية والمواطنين العُزّل؟!
الأقصى يناديكم فإن كنتم كما تزعمون هُبّوا لنجدته؛ أطلِقوا ولو حتي صاروخاً واحداً يُثبّت الأقنعة علي وجوهكم المشوهة؛ هدّدوا – فقط – بعمليات إستشهادية أو ضربات في العُمق كي يظل الواهمون والمغيّبون سائرون في ركابكم؛ كونوا رجالا ولو مرة واحدة في حياتكم؛ أم أنكم لا تعرفون عن الرجولة سوي فتوحات المضاجع!!