تطهير صفوف الثوار العراقيين يزيدهم البركة
مقالات ـ حسين داعي الإسلام ـ بوابة العرب الإخبارية
ثورة تشرين هي ثورة شعبية بامتياز هدفها تحرير البلد السليب من سطوة الأحزاب الفاسدة التابعة للنظام الإيراني.
منذ عام 1979 كان نظام الملالي يعمل على فرض سلطته على العراق وكان يترصد من أجل تحقيق ذلك حتى سنحت له الفرصة بعد احتلال القوات الأمريكية للعراق عام 2003 حيث بدأ بإدخال 32000 من عملائه ومرتزقته للبلد ممن كانوا يحملون الجنسية العراقية من أمثال هادي العامري وأبو مهدي المهندس ومئات آخرين من آذياله وبدأ احتلالًا مبطنًا لأرض الرافدين.
وقدّمت أمريكا بعد احتلال العراق، البلد مع الأسف للنظام الإيراني واكتملت عملية الاحتلال في عام 2009 بعد خروج القوات الأمريكية، حيث توغل الملالي في جميع مفاصل الدولة ووضعوا يدهم على جميع الأجهزة والمؤسسات العراقية وخيرات البلد وتحكموا بمقدرات العراقيين وبدأوا نهب أموالهم وجعلوهم يكتوون بنار الفقر والعوز.
دارت الأوضاع لينتفض جيل ضد الحكام الفاسدين وهو واع بحقيقة مصدر الشر والمحن، لذلك يطالب بتحرير بلده من احتلال النظام الإيراني. ولهذا السبب الشعار الرئيسي لهذه الثورة هو «نريد وطن» مقابل احتلال نظام الملالي الحاكم في إيران لبلده.
وبعد زوال قاسم سليماني الهالك وأبو مهدي المهندس النافق، وتزعزع موقع عملاء النظام الإيراني في العراق، خطّط خامنئي لحرف الثورة العراقية وقمعها من خلال استغلال مقتدى الصدر والميليشيات المجرمة ليتستر على احتلاله للعراق.
المظاهرات التي دعا إليها مقتدى الصدر يوم 24 كانون الثاني بشعار طرد أمريكا، جرت بأمر من خامنئي ولكنها فشلت في تحقيق حرف القضية الرئيسية لثورة العراقيين.
وعقب ذلك، انسحب أفراد مقتدى الصدر من ساحات الاعتصام وهاجمت القوات الأمنية الثوار في مختلف المدن، لتكون تكملة لصفحة أخرى من خطة خامنئي – الصدر للقضاء على الثورة.
وها هو يوم الفصل لكي تتطهر ثورة الشعب العراقي وتتنزه صفوفها في هذه المرحلة المباركة من الانتفاضة من الخونة الذين يطعنون الثوار ويريدون الإجهاض على الهدف الرئيسي لهذه الثورة أي إنقاذ العراق من مخالب ولاية الفقيه الدموية. هؤلاء الخونة ليسوا إلا عناصر من هذه الأحزاب الفاسدة أذيال النظام الإيراني في العراق.
وكان وجود هكذا عناصر في ساحات الاعتصام، يسبب الانشقاق والضعف والاختراق والطعن من الخلف.
لذلك خروج هؤلاء من ساحات الثورة والاعتصام، يعزّز صفوف الثوار وإحكامها، رغم التلاطمات الوقتية التي قد تطرأ فيها. وهنا لابد من الاعتماد على الشباب الذين يعرفون خير معرفة بالعدو الأول لهذه الثورة. إنهم رأسمال هذه الثورة حقًا، لا منافع لهم سوى تحرير بلدهم وهم مستعدون للتضحية بالغالي والنفيس من أجل العراق. إذن، لا مكانة في ساحات الاعتصام، للمتحالفين والمتعاقدين مع الأحزاب الفاسدة والنظام الإيراني.
هذه العملية تجعل المترددين بين الحق والباطل أن يحسموا أمرهم وإذا كانوا حقًا مع الشعب ومصالح العراق يبقون مع الثورة..
فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ