للبالغين الراشدين حصرياً.. ضمير الكافرين أقوى من دين المؤمنين والخمينيين
مقالات ـ بوابة العرب الإخبارية
من سنة 1980 إلى سنة 1998 أيام الإيمان والتقليد الأعمى كنا نعتقد بأن الإنسان حينما يؤمن بالله ويبدأ بالصلاة والصيام سوف يتحول تلقائيا أوتوماتيكيا إلى إنسان أمين وصادق وعادل ، وبأن نور الإيمان سيمشي بين يديه وسيجعله من أهل الحكمة والفطنة والعلم والتقوى والخشية من نيران غضب الله وسخطه ، وسيرى الحق حقاً بلا غموض والباطل باطلاً بلا لَبْسٍ والتباس فينحاز للحق دائما ويخذل الباطل دوما ولو قاده الحق لمواجهة مع أبيه وأمه وأخيه وَوُلْدِه ( وحزبه وفقيهه وإمام مسجده ) لأنه إنسان مؤمن ميزانه الحق فقط لا تأخذه في الله لومة لائم ، وأيضاً أيام التقليد والإيمان الأعمى أيضا كنا نعتقد بأن الإنسان المغضوب عليه من الله تعالى والذي تنتظره نار جهنم لِتَصْهَرَ عظامه وتشوي لحمه هو ذلك الإنسان الذي لا يؤمن بالله تعالى ، أو يؤمن بالله لكنه مُقَصِّر وكسول ومُهْمِل بعبادة الله ، فلا يصلي ، ولا يصوم ، ولا يجتنب محرمات الشريعة ولا يُقَلِّد فقهاء الحوزات ويعتقد بأن الدين يَتَجَسَّد عنده بممارسة القيم الإنسانية الفطرية كالصدق ، والأمانة ، والوفاء للناس ؛ وبنصرة المظلومين وخذلان الظالمين ؛ والدفاع عن كل قضية عادلة ، وكنا نعتقد بأن هذا النوع من البشر هم إما كفار ، وإما فاسقون ، وعلى كلا التقديرين هم من أهل جهنم ! ! ! وإنَّ أعمالهم الحسنة وأفعالهم الصالحة وسعيهم بالخيرات لصالح عباد الله كلها سوف تذهب هباءً منثوراً وهي كرماد اشتد به الريح في يوم عاصف فلم تترك الريح له عيناً ولا أثراً ! ! !
وكنا نعتقد بأن الضمير في كيان الإنسان شيءٌ وهميٌ لا وجود له ولا واقع طالما الإنسان لا يؤمن بالله أو يؤمن لكنه لا يقوم بعبادة الله بالصلاة والصيام وتقليد فقهاء الدين والإلتزام بخريطة فتاواهم وأحكامهم التي كنا نعتقد بأنها تُجِيب على كل سؤال ! ! ! وتَفِكُّ كل سِرِّ ! ! ! وتَحِلُّ كل مشكلة ! ! ! وتعالج كل أزمة ! ! ! حينما نستلم مقاليد السلطات في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وإيران وستمنحنا السعادة بأرقى صورها والعدالة بأجمل حُلَلِها إلى حد ستحسدنا عليها سويسرا ، واليابان ، وكندا ، وألمانيا ، والسويد ، والنروج ، والدنمارك ، وفرنسا ، وأوستراليا ، وأميركا ! ! ! !
وبعد 18 سنة أي من سنة 1980 إلى سنة 1998 قضيناها بالأوهام والخيال والأحلام والشعارات الجوفاء المُحَنَطة المُشْبَعَة بالحُقَن وبالأفكار المحفوظة حِفْظاً ليس مسموحا لنا أن نفكر في أي سطر منها ، وكنا نحسب معها أورامنا السرطانية صحة وعافية وبركة ، وكنا نحن وفقهاء الدين وأحزاب الدين نجهل بأننا أجهل خلق الله بعلوم العدالة ، وقوانينها ، وآلياتها ، وأبحاثها ، وكتبها وكنا نسخر ونستهزئ بجامعاتها في الغرب لأننا مُصَابون بِوَهْمِ المعرفة وهو أخطر من الجهل بألف مليار مرة ! ! ! إلى أن اكتشفنا أننا مؤمنون لكننا من جنس المؤمنين الحمقى الأغبياء الذين قال عنهم نبي الإسلام محمد (ص) { المؤمن الأحمق بحمقه يصنع فظائع أشد مما يصنع الفاجر بفجوره } وقال الإمام علي (ع) { وَرُبَّ عالمٍ قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه } وليت فقيهنا قتله جهله ؟ ! فلقد قتلنا بجهله . . .
وقتل شعوبنا ودولنا بجهله وحمقه . . . كالخامنئي وحسن نصر الله ) . . .
وأستطيع القول بيقين تام وإطمئنان كامل بأنَّ دين الإسلام قد تَمَّ تزويره وتحريفه منذ قرون على أيدي فقهاء الدين وأحزاب الدين تماماً كما حُرِّفَتْ سائر الأديان السماوية السابقة وذلك بتفسيرات وبروايات عجيبة وغريبة ومريبة وبتفسيرات قذرة قبيحة تستند إليها [ وبفتاوى جاهزة وأحكام شرعية مُعَلٌبَة ] ومستحيل معها أن نعرف مدخل الطريق نحو العدالة وسبيل الدولة العادلة وأن نذوق حلاوتها .
فتاوى فقهاء الحوزات وشريعتهم من المستحيل أن تصنع مجتمعا راشداً ورشيداً بأدمغة نظيفة من الأساطير والخرافات والأكاذيب ومن المستحيل أن تؤمن بمبادئ حقوق الإنسان بقوانين العدالة الإنسانية الفطرية ومبادئ الديمقراطية العظيمة التي أنتجت أفضل دول وشعوب على وجه الأرض في كل جوانب الحياة .
……………….
الشيخ حسن سعيد مشيمش