موسى افشار: خامنئي وحظر حزب الله اللبناني والترهات الناجمة عن تلقّي هذه الضربة القاصمة
خامنئي وحظر حزب الله اللبناني والترهات الناجمة عن تلقّي هذه الضربة القاصمة
حزب الله اللبناني في قائمة الإرهاب الألمانية
موسى أفشار
عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
منذ أن أعلنت الداخلیة الألمانیة حظر أنشطة حزب الله اللبناني وصنّفته منظمة إرهابیة، لجأت العناصر المضطربة التابعة لخامنئي إلى التفوّه بترهات وخزعبلات لا یعرف رأسها من ذیلها.
ومن المتوقع أن یستمر إطلاق الترهات المضطربة حتى إشعار ضربة أخری سیتلقّاها النظام قریباً. ففي وقت سابق، صنفت بریطانیا حزب الله اللبناني منظمة إرهابية بشکل رسمي. والآن، مع قرار ألمانيا الهام، تدرك حكومة الملالي جيداً أنّ دولاً أوروبیة أخری ستتخذ القرار نفسه لحظر حزبه الشیطاني.
الارتباك الناجم عن الضربة
بإجالة النظر في ردود أفعال عناصر النظام إزاء هذه الضربة، یتّضح حنق الملالي الشدید من جهة، ویأسهم وعجزهم الواضحین من جهة أخری.
ابتداء من موقف حسن نصر الله، أمین حزب الشیطان، وصولاً إلی مواقف المسؤولین والمنظرين في نظام الملالي، الكل يصرّح ویحلل القرار من تلقاء نفسه.
حتی المواقع ووسائل الإعلام الحکومیة الناطقة باسم خامنئي والتي عادةً ما تردد “مقطوعة واحدة” مشترکة، هذه المرة لم تستلم المقطوعة الجاهزة وبالتالي غرّدت خارج السرب!
على بعد أميال من “الخطأ الاستراتيجي” إلى “العرض الدعائي”!
نقلاً عن وکالة أنباء فارس المتحدثة باسم قوات الحرس، ندّد مساعد رئيس مجلس الشوری للشؤون السیاسیة، أمیر عبداللهیان، وهو أحد مرتزقة خامنئي، یوم الخمیس 30 أبریل، بقرار ألمانیا، وبلهجة الديبلوماسيين الإرهابیین لنظام الملالي المصحوبة بالتهدید والوعید، وصف القرار بأنه “خطأ استراتيجي”.
وقال إنّ «خضوع ألمانيا للسياسات الأمریکیة-الصهیونیة القذرة سيعرّض مصالح برلين في المنطقة إلی الخطر» علی حد تعبیره.
من جانبه ادّعی شمخاني، أمین المجلس الأعلی للأمن القومي للنظام في تغریدة له عبر تويتر، أن إرهابيي ”حزب الله“ منعوا داعش من الوصول إلى أوروبا قائلاً: «داعش لم یصل إلی أوروبا لأنه عجز عن اجتیاز جدار المقاومة»!
ووصف الحرسي محمد صادق كوشكي، القرار بأنه «الحرب الألمانية ضد حزب الله» وقال باللهجة الإرهابية الخاصة بقوات الحرس:
«في المستقبل، إذا تم القبض على أحد الصهاينة من قبل قوات حزب الله، فلن يكون من الممكن استخدام ألمانيا كوسيط كما كان الحال في السابق، وسيتعيّن على الصهاينة إيجاد حلّ»(موقع مشرق الحکومي، 1 مايو 2020).
لكن قوات الحرس وبعد يومين من الحادث، کشفت عن موضع ألمها الرئیسي عندما اشتکت وتأوّهت عبر وکالة فارس للأنباء، من أنّ منظمة مجاهدي خلق تعمل ضد النظام في أوروبا وألمانيا منذ سنوات عديدة. ثم في خطوة خرقاء عرجت الحرس على موضوع تألم النظام وفتح قضية “الانتقام الصعب” علی اغتیال الحرسي قاسم سليماني!
في 3 مايو ، جاء دور صحيفة ”صراط“ للسلطة القضائية لتنكأ جرح اعتقال إرهابي من قوات الحرس لبس لباس-الدبلوماسية- وألقي القبض عليه أثناء قيامه بارتكاب مؤامرة إرهابية في ألمانيا وهو الآن في سجن ببلجيكا. في غضون ذلك ، عبر تلفزيون ”آفق“ الحكومي يوم 3 مايو ، بينما كان يتأوه ويبدي تألمه حول أنشطة المقاومة ومجاهدي خلق، عبر صراحة عن قلق خامنئي الرئيسي قائلا: “هذه مقدمة لبقية أوروبا لمواصلة هذا الطريق”.
وأما ”شفقنا“، أحد مواقع نظام الملالي ، فقد وضع لبنان إلى جانب واعتبر فة تصنيف حزب الله بأنه نتيجة لانخفاض سياسة المساومة مع نظام الملالي وعامل مؤثر في علاقات النظام مع ألمانيا وأوروبا. (3 مايو 2020)
رد زعيم حزب الله بنفسه مؤخراً في 4 مايو ، معلناً أن هذه القضية “كانت متوقعة” ووصفها بأنها استسلام ألماني للولايات المتحدة. ولكن صحيفة ”وطن امروز“ ، وجهت في اليوم نفسه ، دعوة غبية إلى “رد فعل حاسم” تجاه السفير الألماني في إيران لمحاسبة الجانب الألماني!
ومن مجلس شورى النظام، كان رد فعل رئيس اللجنة القانونية القضائية من في وسائل الإعلام في 5 مايو. يبدو أن رحيمي جهان آبادي يمر بمرحلة أخرى ، وبغض النظر عن النداءات المعادية لأميركا من قبل عناصر النظام، فإنه يقدم تحليلا آخر ويعتقد أن الولايات المتحدة بدأت تتراجع. ولذلك يزعم بأن خطوة ألمانيا هذه جاءت لملء فراغ السلطة الناجم عن تراجع الولايات المتحدة.
مأزق خامنئي وحظر حزب الله
في هذا الخضم، وبغض النظر عن التصریحات العشوائیة لعناصر النظام ووسائل إعلامه حول قرار حظر أنشطة حزب الشیطان اللبناني في ألمانیا وتصنیفه منظمة إرهابیة، فإن الظاهرة المؤکدة والمتفق علیها من قبل الجمیع، هي الضغط المتزايد والمستمر الذي یتحمّله خامنئي.
لأنّ “حزب الله” هو أكبر میلیشیا إرهابية طوّرها الملالي، کما أنه بمثابة عكازيد یعتمد علیه النظام لتحقیق حلمه بتشکیل “الإمبراطورية الإسلامية” أو “الهلال الشيعي” وجعله واقعاً. لکن قرار ألمانيا کان ضربة قوية علی هیکل هذه الإمبراطورية الزائفة.
الآن یواجه “العمق الاستراتيجي” للنظام تحديات جسيمة من قبل الشعوب المضطهدة في تلك البلدان. الیوم تشكل الانتفاضات الشعبية من العراق إلى لبنان تهديداً خطيراً لحکومات الملالي بالوکالة.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ بیت خامنئي العنكبوتي في إيران، بات مرمی لنیران غضب الشعب الإيراني وکراهیته العمیقة للنظام خاصة بعد أزمة كورونا. هذا وقد أخذت رائحة الإطاحة بالنظام تتصاعد وتملأ الأجواء مداعبةً أرنبة أنف خامنئي المستأصل أكثر من أي وقت مضى.