مثنى الجادرجي يكتب.. سقوط النظام الايراني يفتح الطرق کلها
مقالات ـ بوابة العرب الإخبارية
عندما کان النظام الايراني في أفضل حالاته وأوضاعه وکان ممسکا بزمام الامور ومسيطرا على الاوضاع، کان المجلس الوطني للمقاومة الايرانية وفي تلك الايام العصيبة حيث کانت أغلب بلدان العالم وبشکل خاص البلدان الغربية تتبع سياسة مسايرة ومماشاة ومهادنة النظام، يرفع لوحدهشعار إسقاط النظام ويدعو الشعب الايراني للنضال من أجل ذلك ويطالب المجتمع الدولي بدعم وتإييد نضال الشعب الايراني ونضال المقاومة الايرانية من أجل تحقيق هذا الهدف.
رفع شعار إسقاط النظام، لم يکن شعارا تکتيکيا ومرحليا وانما کان شعارا إستراتيجيا رفعته المقاومة الايرانية عن قناعة تامة بعد أن تدارست الاوضاع في إيران من کل الجوانب، ولاريب فإن المقاومة الايرانية کانت کما يبدو ترى ماسيحدث اليوم وکيف إن هذا النظام سيقود إيران والاوضاع فيها وفي المنطقة الى طرق مسدودة لايمکن فتحها إلا بإسقاط النظام.
مشکلة الشعب الايراني الاساسية هو هذا النظام والاوضاع البائسة التي تسبب بإختلاقها، مشکلة المنطقة هو هذا النظام بسبب من تدخلاته السافرة فيها من مختلف الجوانب ومشکلة العالم هو ظاهرة التطرف والارهاب الذي يمکن إعتبار هذا النظام بٶرته ومرکزه الاساسي، ولذلك فإن بقاء هذا النظام المشبوه يعني بقاء معظم المشاکل والازمات والاوضاع السلبية والتهديدات والاخطار المحدقة بسببه، ولذلك فإن شعار إسقاط النظام والذي کان الکثيرون يرون فيه الکثير من المبالغة والتهويل، جاء اليوم الذي صار الجميع يٶمنون ويثقون بهذا الشعار.
إسقاط النظام الايراني الذي صار اليوم بمثابة مطلب ملح جدا على أکثر من صعيد، تبرز أهميته أکثر عندما نجد أن کافة شرائح وأطياف الشعب الايراني صارت تطالب به وتجده الحل الوحيد لکافة مشاکلها، لأن هذا النظام وکما أکدت المقاومة الايرانية هو بنفسه أساس المشکلة ومن دون التصدي للأساس فإن أي جهد أو عمل آخر يعتبر ثانويا ولن يغير من واقع الامر شيئا.
إنکشاف وإفتضاح هذا النظام شر فضيحة أمام العالم کله وظهوره على حقيقته البشعة والکريهة، إنما هو حاصل تحصيل نضال مرير تخوضه المقاومة الايرانية منذ 41 عاما بلا هوادة ودونما توقف، وإن کل ماقد دعت إليه المقاومة الايرانية وطالبت به وحذرت منه، فإن الاحداث والتطورات قد أکدت مصداقيتها الواحدة تلو الاخرى، وهذا أكبر دليل على إن المقاومة الايرانية تعمل وتناضل وتفکر باسلوب وطريقة تجعل فيه من مصلحة الشعب الايراني فوق کل إعتبار، وهذا هو السر الذي جعلها الطرف السياسي الوحيد الذي بإمکانه أن يقول وبکل ثقة بأنه بديل النظام.
وإن المٶتمر الدولي الاخير الذي عقدته المقاومة الايرانية في ال20 من حزيران2020، بمناسبة الذکرى الاربعين لتأسيسها عبر شبکة الانترنت من خلال 2000 نقطة حول العالم، جسد مدى ومستوى الدور والاعتبار الذي باتت المقاومة الايرانية تمثلها في الواقع کطرف أساسي في المعادلة الايرانية کما إن التجمع العام السنوي للمقاومة الايرانية والذي سيعقد هو الآخر في 17 تموز2020، والذي يثير قلقا لدى النظام الايراني، سيثبت هو الآخر الدور والثقل الذي ستمثله المقاومة الايرانية في داخل وخارج إيران بالنسبة للملف الايراني.