ما الذي تعانيه المرأة الأحوازية داخل السجون الإيرانية؟
ما الذي تعانيه المرأة الأحوازية داخل السجون الإيرانية؟ وكم عدد الأسيرات الأحوازيات في سجون الاحتلال ؟
سوء المعاملة وانتهاك أبسط الحقوق مثل الوضع الصحي والنفسي للسجناء والسجينات هي صفة عامة موجودة في جميع السجون الإيرانية. لكن كون السجين أو السجينة ينتمي إلى شعب مختلف غير الشعب الفارسي تزداد هذه الانتهاكات حسب التوجه العام لسياسة الاحتلال تجاه الشعوب غير الفارسية. وبناء على ما هو واقع من ممارسات يتضح أن الأحوازيين لهم النصيب الأكبر من القمع والتعذيب والاهمال المتعمد للوضع الصحي والنفسي و الكثير من الحقوق التي من المفترض أن يتمتع بها السجين أو السجينة.
وما قد جعل معاناة السجينة الاحوازية مضاعفة انتمائها لمجتمع لايزال يتمسك بالكثير من صفاته القبلية. وبناء عليه فكون المرأة تصبح سجينة قد تتعرض لظلم من قبل مجتمعها قبل الاحتلال حتى بعد خروجها من السجن ما عدى السجينات السياسيات اللائي قد يختلف الوضع لديهن حيث يتعرضن لانتهاكات اكثر من قبل الاحتلال لكن بالمقابل هناك من ينظر لهن باحترام باعتبارهن تعرضن للاعتقال والسجن بسبب دفاعهن عن الشعب الاحوازي وبسبب نضالهن ضد الاحتلال.
بشكل عام وحتى هذه اللحظة لا توجد نشاطات ملموسة من قبل الأحوازيين مؤسسات أو أفراد لتوعية المجتمع الأحوازي تجاه هذه القضية الهامة. قد أجزم أنه لا يوجد ولا موضوع واحد ولا مناسبة واحدة طالب أحد من الاحوازيين أو أرشدهم على ضرورة احترام السجينة الأحوازية بصفتها انسانة بمثل الاحترام أو التعامل الذي يحظى به السجين الأحوازي بعد خروجه من السجن. وهذه ثقافة عامة لدى الكثير من شعوب الشرق الاوسط حيث يجردون السجين من صفاته الانسانية وبالتالي من حقوقه كبشر حتى قبل الحكم عليه، لهذا حين يتعرض للانتهاك قد يرى البعض صعوبة في الدفاع عنه او الحديث عنه عكس المجتمات الغربية التي لا تجرد السجين من صفاته الانسانية ولا تحرمه من حقوقه كإنسان وإن كان قد ارتكب جريمة فهو يبقى يتمتع بحقوقه كاملة لطالما كان على قيد الحياة.
لهذا نحن لا نستطيع الحديث فقط عن ممارسات الاحتلال القمعية والتعذيب الجسدي والنفسي داخل المعتقلات والسجون و مجتمعنا بكل فئاته بما فيهم الفئات المثقفة والمتعلمة لا ننصف المرأة السجينة بعد خروجها من السجن، وحتى لا نسأل اذا كانت مظلومة أم ظالمة، بريئة أم مذنبة؟
أما عدد الأسيرات الأحوازيات في سجون الاحتلال الايراني، المعلومات حول الارقام شحيحة جدا والنظام الايراني يتكتم عن المعلومات حول الأسيرات وما يصل لنا من معلومات هي مسربة لكن هناك أكثر من 6000 امرأة أحوازية سجينة باتهامات واهية لا اساس لها، وهذه الإحصائية حصلنا عليها بعد جهد كبير بجمع معلومات حول السجون في إيران قامت بها مجموعة من الشباب نتواصل معها بشكل سرى للغاية، طبعا المعتقلات يتعرضن للضرب والتعذيب المستمر جسديا ونفسيا بهدف كسب اعترافات قسرية ضد أزواجهن وأقاربهن، الأجهزة الأمنية تستخدم هؤلاء النساء كرهينات بهدف إجبار أزواجهن أو أقاربهن المطلوبين تسليم أنفسهم للسلطات.
يتجاهل الاعلام العالمي والعربي أوضاع المعتقلات والسجينات الأحوازيات ما هي الأسباب ؟
ما يتداوله الإعلام العالمي والعربي هو الشكل العام للوضع الايراني أي ما يتم تداوله من قبل جهات ايرانية معارضة لها علاقات جيدة مع المؤسسات الاعلامية الغربية أو ما يظهر في الاعلام الايراني الداخلي بنيّة حرف الرأي العام او نتيجة تسريب قد يحدث بين الحين والأخر. لكن لا يوجد حتى اللحظة تركيز على الوضع الخاص بالشعوب غير الفارسية ومن بينهم الشعب العربي الاحوازي. وفي هذه الجزئية لا نستطيع ايضا مطالبة الاعلام الغربي والعربي بمتابعة الشأن الأحوازي خاصة حقوق الانسان وحقوق السجناء والمعتلين وقضايا المرأة السجينة وغير السجينة وحقوق الطفل وغيرها ونحن لحد الآن لم نستطع بناء علاقات مع المؤسسات الاعلامية ولا توجد لدينا مصادر حقيقية تزودنا بالأخبار عن الانتهاكات التي يتعرض لها المواطن الاحوازي، او حتى مبادرة الانسان الأحوازي الذي يتعرض للانتهاك بالحديث عما تعرض له من انتهاكات.
كما يجب أن لا نهمل دور الاحتلال في التعتيم على الأوضاع داخل الأحواز ومحاولة فصل الأحوازيين عن محيطهم واعتقاله لنشطاء وسائل التواصل اللذين يحاولون التطرق لقضايا هامة يرى الاحتلال أنها تعرض الأمن القومي الايراني للخطر. ففي هذه الحالة من الصعب أن تجد من يرغب في الولوج في هكذا مخاطرة الا القليل ممن قرروا ان يتحدوا سلطات الاحتلال. لذا قد لا ترى اي تركيز في الاعلام العالمي او العربي على القضية الاحوازية بشكل عام وليس قضية السجينات وتعرضهن للانتهاكات من قبل سلطات الاحتلال.
كيف يزعم النظام الإيراني نصرة المستضعفين بينما ينتهك حرماتهم في سجونه؟
نصرة المستضعفين شعار سياسي استخدمه الاحتلال للترويج وللدعاية وبالرغم من تأثيره على الكثير ممن ليس لديهم اطلاع كاف عن الاوضاع داخل ايران اما داخل إيران فلم يعد أحد يصدق هذا الشعار. وحتى في دول الجوار ما بقى الا المستفيدون من الدعم الايراني من الميليشيات التي تقاتل حكومات بلادها يروجون لهذا الشعار لانهم المستفيدون الوحيدون المتبقون. أما دخل ايران فهذا النظام لم تعد له تلك الهيبة والاحترام اللتان كان يتمتع بهما في بداية الثورة ولا احد يصدق شعاراته، لهذا فلا غرابة أن تمارس سلطات الاحتلال التعذيب والقتل والتهجير وانتهاك حقوق الانسان خاصة ضد الأحوازيين حيث لا يريد الاحتلال سوى ثرواتهم النفطية والزراعية وارضهم لاستخدامها منصة انطلاق تجاه العالم العربي المجاور لتنفيذ مشروعه التوسعي.
ما هي مقومات الصمود لدى السجينة الأحوازية؟
قد يكون الايمان بالله والصبر والتمتع بالصلابة مقومات اسياسية يجب ان يتحلى بها كل سجين لاسيما المرأة الاحوازية السجينة.
وايصال الصوت الى خارج السجون والحديث عن الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة السجينة يفيد كثيرا في هذا المجال. فبدون معلومات دقيقة عن نوعية الانتهاكات ومرتكبيها واسبابها لا يستطيع أحد جعلها قضية مهمة وتحت الضوء. لهذا يجب أن تبادر المرأة السجينة بالحديث والكشف عن الممارسات اللا انسانية التي تمارسها سلطات الاحتلال سواء في المعتقلات او بالسجون حتى وهي في السجن إن استطاعت أو بعد خروجها وتتولى هي اولا الدفاع عن نفسها ولا تبقى حبيسة وضعها النفسي. في هذه الحالة قد تجد من يتحدث عنها سواء داخل الاحواز او خارجها. مما قد يساهم في رفع البعض من الظلم الانتهاك التي تتعرض له.
طه الياسين نائب رئيس المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان