أهم الأخبارمقالات وآراء
أحمد النحاس يكتب: دونالد ترامب..بداية النهاية!
- “الفوضي تجتاح الشارع الأمريكي”؛ “محاولة فاشلة لعزل ترامب”؛” الجيش الأمريكي في الشوارع ..وإعلان حالة الطوارئ في واشنطن”؛”أنصار ترامب ينذرون بكارثة حال تقلد بايدن السلطة”.
- عنواين مثيرة ؛ وأنباء صادمة؛ تأتينا كل لحظة من أمريكا؛ قبلة الحرية في العالم؛ قلعة الديمقراطية؛ وحصن حقوق الإنسان؛ تمثال الحرية في نيويورك صار مقيداً؛ وبلد الحريات يُصَادرُ فيها الرأي المخالف!!؛ أمريكا علي حافة الهاوية؛ فهل يسقط الكابوي الأمريكي في وحل الفوضي الخلاقة الذي هو صَانعُهُ ومُرَوجُهُ ومَالكُهُ الحَصري؟!
- هل تتذكرون ميخائيل جورباتشوف؟!؛ إنه آخر رئيس لما كان يُسمي الإتحاد السوفيتي؛ إنه الرجل الذي هدم قلعة الشيوعية المرعبة بمعول العدالة الزائف؛ وأسقط بعبع أمريكا الأول تحت زعم الحرية الواهي؛ الرجل الذي فتّت دولةً عظمي؛ تأسست عام 1922؛ وحوّلتها ” البيروسترويكا ” إلي 15 دويلة عام 1991؛ حتي تنفرد أمريكا بحكم العالم؛ وينتهي صراع القطبين؛ ولهاث الاستقطاب؛ وتصير بوصلة العالم باتجاه واشنطن؛ كقطبٍ أوحد للقوة علي الأرض!!؛ الكل يخطب ودّها؛ ولا أحدُ يقوي علي الوقوف بوجهها؛ أو تعكير صفوها؛ رغباتها أوامر؛ وطلباتها – حتما – واجبة التنفيذ!!؛ إذا رضيَت عن أحدٍ مَلّكَتُه؛ وإذا خرج أحدهم عن خطها المرسوم له زلزلت الأرض من تحت قدميه؛ وإما عزلته؛ أو أعدمته؛ أو احتلت أرضه؛ أو أشعلت نيران الفوضي في ربوع دولته!!؛ أصبحت بلطجي العالم وراعي الإجرام الأول؛ ولكن بمهارةٍ واحترافٍ؛ مهارة الاستقطاب.. واحتراف الكذب!!؛ دولة دأب ساستها وإعلامها علي التشدق بالحريات؛ ومحاربة العنصرية؛ ودعم العدالة؛ والمحافظة علي حقوق الإنسان والحيوان؛بل وأيضاً البيئة؛ فصارت كالعاهرة عندما تتحدث عن الشرف والفضيلة!!
- لا أدري لماذا أتذكر ميخائيل جورباتشوف – الآن – كلما رأيت وجه دونالد ترامب!!؛ فسذاجة كلاهما واضحة تماماً في تصرفاتهما وتقديرهما الخاطئ للأمور؛ بل وعلي ملامحهما أيضاً؛ كلاهما لم يدرك قيمة ومكانة دولته؛ فألقاها في جحيم مستعر؛ كلاهما غَلّب قناعاته الشخصية على مصالح ومقدرات بلده؛ كلاهما راهن بمستقبل وطنه؛ كلاهما لم يدرك طبيعة شعبه؛ كلاهما وجهين لعملة واحدة.. ولكنها عملة رئاسية زائفة؛ كلما رأيت ترامب تذكرت كلمات جورباتشوف الرعناء عن إعادة الهيكلة في المجتمع؛ تذكرت كيف إنفرط عقد دولة كانت قوية متماسكة؛ وكيف تحولت إلي دويلات متناثرة متناحرة.
- كلما رأيت ترامب تأكدت أن اللاعب بالنيران لابد يوماً ستحرقه؛ وأن جورباتشوف موسكو ربما استُنسِخ في واشنطن؛ وربما ينفرط عقد الولايات المتحدة الأمريكية وتصبح عدة دويلات متصارعة؛ لا قيمة ولا تأثير لها؛ وربما يكون دونالد ترامب هو آخر رئيس فعلي لأمريكا التي كانت عظمي؟!؛ فهل هي بداية النهاية للسوبر مان الأمريكي؟!؛ هل هي بداية السقوط للأقنعة الزائفة؟!؛ هل هي بداية إندثار وهم السيطرة المُطلقة؟!؛ وظهور حقيقة الأكاذيب المحترفة؟!؛هل يسقط الكابوي الأمريكي من فوق حصانه الخشبي؟! أنا شخصياً أتمني أن يُعيد التاريخ نفسه .