مرثا محروس لمنتدى مجموعة العشرين لحوار الأديان: أشعر بالفخر لانتصار مصر للإنسانية من خلال “الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان”
كتب: نوفل البرادعي
قالت مرثا محروس، عضو البرلمان الدولي للتسامح والسلام، إن السلام هو أقصى ما تسعى إليه الشعوب والدول للتعايش بينهم بعيدا عن الحروب والصراعات.
وأضافت “محروس”، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، في كلمتها، خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى مجموعة العشرين لحوار الأديان، المنعقد خلال الفترة من 12 و13 سبتمبر الجاري، في مدينة بولونيا الإيطالية: “نطمح للعودة لما خلقه الله فينا من محبة ومودة وسلام”.
وتابعت مرثا محروس، قائلةً: “الله ميز الإنسان بالعقل، ووهبه الاختيار والإرادة، وجعل الحرية درة تاج الإنسانية، ليصبح الحب لنا شرعًا ودينًا، بلا تطرف لدين أو عرق أو جنس أو لون”.
وقالت: “لعل ما شهده العالم في السنوات الأخيرة من صراعات بين الدول وحروب الهوية، كانت تحت ستار أحلام الحكم الذاتي، فرأينا بعض الثورات التي تسببت فيها الجماعات الإرهابية باسم الدين، متجاهلين الطبيعة الداخلية للشعوب، و متاجرين بأحلام البشر واستهداف أمانيهم بغية مكاسب زائفة، وانتصارات زائلة، بنوها على “تفسيرات وهمية للمجهول” و”حلول وهمية للمعضلة”، مغلفين بضاعتهم بالغموض والحكمة المصطنعة لينجروا للقتل باسم الرب المعبود وسفك دماء خلقه محتكرين جنته وناره، وتوزيع “صكوك الغفران” لمن يؤيدهم وكلاء لله في الأرض”.
وواصلت كلمتها أمام المنتدى بالقول:” الله هو العدل والسلام، حذرنا في رسالاته و بمنطوق رسله في كتبه المقدسة من هؤلاء “المستأجرين بالدماء” في رسائل متنوعة في التوراة والإنجيل والقرآن لنستطيع أن نفرق بوضوح أن الطريق إلى الحق المطلق لا يحتاج وسطاء أو أوصياء، إنما هو سبيل تسلكه القلوب حبًا وعشقًا وسعيًا لجلاله”.
واستشهدت، قائلة: هذا هو المسيح عليه وبه السلام يتوعد أولئك التجار واصفًا حالهم في إنجيل مَتَّى (ويل لكم أيها الفريسيون ومعلمو الشريعة المراؤون فأنتم تغلفون أبواب ملكوت السماوات أمام الناس، فلا أنتم تدخلون، ولا تسمحون للذين يحاولون الدخول بأن يدخلوا.. “واليوم نتساءل هل من المعقول أن الذي وسعت رحمته الأكوان يغلق أبوابه أمام خلقه؟!!).
وأضافت: “القرآن الكريم يجيب بآيات كثيرة تؤكد أن الله قريب من عباده، رحيم بهم، فهو القائل سبحانه في سورة البقرة “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).
ولفتت مرثا محروس، إلى أنه مع هذا الحدث الإنساني العظيم أطلقت مصر “الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان”، معتبرة أنها أول استراتيجية ذاتية متكاملة طويلة الأمد في مصر تعزز من قيم المواطنة واحترام وقبول الآخر متوافقةً مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وأعربت عن شعورها بالفخر بمصر والرئيس السيسي، حيث أنها نفس الرسالة التي نجتمع اليوم من أجلها، ليصبح العالم كله له صوت واحد يدعو لانتصار الإنسانية.
وأكدت، أن “نشر قيم التسامح والإيمان بالآخر واحترام العقائد وفهم الخصوصيات الثقافية لكل شعب ولكل أمة وإقامة جسور التفاؤل، هو الحل والأمل الوحيد نحو تعزيز قيمة التسامح والمحبة والمواطنة الإنسانية، والطريق الآمن للتخلص من العنصرية الطبقية المتسببة في جميع الأزمات الاجتماعية والسياسية لتصحيح الفهم الخطأ لجوهر الأديان وتعميق معنى الفلسفات الإنسانية”.
ونوهت إلى أن مصر تنادي بهذا عبر دعم حوار الأديان، ولا سيما المؤسسات الدينية المصرية من الكنيسة القبطية المصرية والأزهر الشريف وغيرها من الملتقيات الحوارية التي تسمح لأنصار الفكر والإبداع الالتقاء مع العالم لمساعدته في الفهم الصحيح للدين، مثل ملتقيات شباب العالم التي أصبحت بوتقة دولية للشباب لنشر روح التسامح والأخاء.
واختتمت كلمتها قائلة:” انتصار الإنسانية يحتاج منا لتضافر الجهود الدولية، وهذا ما يسعى إليه البرلمان الدولي للتسامح والسلام، الذي اتشرف بتمثيل البرلمان المصري به”.
وقالت:”نواب برلمانات من 86 دولة تسعى لتقريب وجهات النظر وتحديد الاولويات الإنسانية ونشر مفاهيم التسامح والسلام بينهم حالمين بعالم آمن خال من الصراع”، هادفين إطلاق حملات تبادلية بين الدول من أجل إيقاف التشاحنات يعمل على التقريب بين الأجيال الجديدة لبناء ثقافات مشتركة من أجل السلام الإنساني والمشاركة المجتمعية البناءة.