أكتب إليكم اليوم بقلق عميق حول الأوضاع الراهنة في العراق، البلد الذي عانى من آثار الغزو من دون قرار أممي، والذي أدى إلى فقدان آلاف الأرواح وتدمير البنية التحتية واستقرار البلاد. إن التاريخ سيذكر بأن هذا التدخل كان مبنيًا على مبررات باطلة، مما أسفر عن تداعيات كارثية ما تزال تؤثر على الشعب العراقي.
لقد قدمتم تضحيات هائلة، حيث فقد الآلاف من أبنائكم حياتهم، بينما يعاني عشرات الآلاف من الجرحى والمرضى النفسيين نتيجة لاحتلال العراق وصرفتم أكثر من ترليوني دولار، وهذه الأزمة لا تتعلق بالخسائر الإنسانية وحسب، بل تتعلق بتدمير مؤسسات الدولة أيضًا، وترك العراق في حالة من الفوضى، مما أسفر عن هيمنة قوى طائفية وفاسدة، أبرزها النفوذ الإيراني الذي يهدد وحدة واستقرار العراق.
إن واجب المجتمع الدولي هو دعم العراق والعراقيين في استعادة سيادتهم وحريتهم، والمساعدة في تحرير العراق من الهيمنة الطائفية والفساد، ويجب أن تكون أولوية لجميع الدول التي تهتم بالسلام والاستقرار في المنطقة. نحن بحاجة إلى دعم حقيقي يتجاوز الكلمات، لدعم الشعب العراقي في بناء دولة قوية ومستقلة وديمقراطية.
أدعوكم إلى أتخاذ خطوات عملية لدعم العراق في هذه المرحلة الحرجة، بما في ذلك تقديم المساعدة العسكرية والإنسانية، للمقاومة الوطنية العراقية، وتعزيز الحوار الوطني بين كل الأطياف العراقية، ودعم جهود إعادة الإعمار. إن استقرار العراق هو مفتاح استقرار المنطقة بأسرها.
نتطلع إلى دعمكم ومساندتكم في هذا الجهد العظيم.
مع خالص التقدير،
الدكتور سمير خليل الخفاف
٢٠٢٥/٥/٢٧