الدكتور عبدالكريم الوزان يكتب.. «الحياء بين الحشمة والتعري»
كان الناس يستغربون التعري ويفغرون أفواههم من مشاهدة أجزاءٍ من الجسد وهي عارية. لكن الغريب اليوم مشاهدة النساء محتشمات ويعد ذلك تخلفا لدى البعض!!.
كذلك ما إنفك التقليد الأعمى لصرعات الموضة القادمة عبر الحدود، ومن ذلك خرم السراويل بأحجام مختلفة لكلا الجنسين!!. في حين كان المتعفف يرقع ثوبه ستراً وحياءً، وقس على ذلك قصات الشعر الغريبة، ومشاهد عجيبة ما أنزل الله بها من سلطان. حتى بات الحياء نفسه موضة قديمة بنظرالغير!!.
الانترنت بدوره أضعف دور الأسر في لجم أبنائها من التوغل في التقليد والسلوك الأعمى. بل إن ادارات المدارس هي الأخرى جابهت تصرفات مستهجنة لم تكن مألوفة.
بتقديري إن الأسرة لن تتمكن لوحدها من ضبط سلوك الشباب والمراهقين، مالم يكن هناك تناغم وتنسيق مع الجهات التعليمية والتربوية، الى جانب وجود إعلام هادف، في ظل قوانين وضعية تتلاءم مع حال الانفتاح الاتصالي، وانفلات سلوك البعض، بعد التراجع عن الثوابت ومنها الدين، والتغافل عن احترام العادات والتقاليد الحميدة.
وبدوري أتساءل: نحن منبع الخلق الرفيع والدين الحنيف والخصائل الموروثة الراسخة، لماذا نجري خلف الأجنبي ولايجري خلفنا؟!، على الأقل في المظاهر المعتدلة المتعلقة بالملابس !!.
والأنكى من كل ذلك أن التقليد للغرب فيه مبالغة وهوس، وهذا وذاك لاعلاقة له بالثقافة والتطور والحداثة كما يتوهمون، بل هو فراغ وتخلف وانقياد أعمى .
أخيرا أدعو للتمسك بالحياء، فهو الفيصل في كل شيء، وبخاصة للفتيات. ومن موروث الشعر العربي أبيات منسوبة لبشار بن برد وأبوتمام حبيب بن أوس :
يَعِيش المَرْءُ ما استحيَى بِخَيرٍ
ويبقى العودُ ما بقيَ اللحاءُ
فلا واللهِ ما في العيشِ خيرٌ
ولا الدُّنيا إذا ذَهبَ الحَياءُ
إذا لم تخشَ عاقبة َ الليالي
ولمْ تستَحِ فافعَلْ ما تَشاءُ.