عاجل
أهم الأخبارمقالات وآراء

الدكتور محمد العرب يكتب.. بعوض «غيتس» الخطير

هكذا وبكل ببساطة ودون أن يستأذن أحدًا أو يناقش الخطوة مع أحد، وكأن الكوكب مزرعة ورثها من عائلته، قام بيل غيتس، من خلال شركة Oxitec، بنشر البعوض المعدّل وراثيًّا في أنحاء العالم، تحت شعار فانتازي لم تثبت جديته العلمية، مفاده القضاء على مرض الملاريا.

غيتس وجَّه جيشه من علماء الجينات للقيام بتعديل وراثي لذكور البعوض حتى تلقح الإناث، وينتج نسل إناث ميتة وذكور لا تلدغ البشر، هذا ما يروّج له عبر إعلام يحتفي به وكأنه المنقذ للبشرية، إعلام مدفوع الثمن يروّج لفكرة أغرب من الغرابة، ويطالب البشر بشراء هذا البعوض المعدّل وراثيًّا ووضعه في المنازل كمضاد للملاريا، تخيّل معي عزيزي القارئ تذهب للسوبر ماركت وتشتري ألف بعوضة لتقاسمك فضاء منزلك أو ربما سيبيعه بالكيلو…!- إعلام مموَّل يردد أسطوانة مشروخة بأن جيش غيتس الملياري من البعوض لا يشكّل أي خطر على البشر، نعم جيش بعوض ملياري فقد صرّح بكل صلافة قائلًا: لقد أطلقنا بالفعل أكثر من مليار بعوضة في أنحاء العالم حتى الآن دون أي آثار سلبية، أطلقها دون أن يناقش تبعات الأمر مع أحد ودون أن يشارك المعلومات البحثية والخارطة الجينية الجديدة مع أحد، وانطلق ينتج 30 مليون بعوضة معدّلة وراثيًّا أسبوعيًّا، إطلاقها في 11 دولة وهي البرازيل، كولومبيا، المكسيك، إندونيسيا، سريلانكا، فيتنام، أستراليا، فيجي، كيريباتي، كاليدونيا الجديدة وفانواتو….!

اقرأ ايضا:

الدكتور محمد العرب يكتب.. سر الأفق المفقود….!

المشروع يعتمد على تقنية تسمى «المسح الجيني» (Gene Drive)، والتي تسمح بنقل صفات محددة من جيل إلى جيل بنسبة أعلى من الانتقال الوراثي الطبيعي حيث يتم تعديل البعوض المذكور لحمل جين يؤدي إلى تحطيم الأنظمة الوراثية لديهم، بعوض غيتس لم يخضع إلى أي إطار قانوني او أخلاقي صارم لتنظيم استخدام تقنية المسح الجيني، وضمان سلامة البيئة، وصحة البشر؛ حيث انطلق المشروع على مسؤوليته الخاصة لكن أعذار مستر غيتس هذه صحة البشر، وليست برامج شركة مايكروسوفت التي تملكها…!

– يجب أن نتعامل مع هذه التقنية بحذر وتأنٍّ؛ لأنها تثير العديد من القضايا الأخلاقية والبيئية، فقد تكون لها تأثيرات غير متوقعة على النظم البيئية والتنوّع البيولوجي، وقد تعرّض للخطر الحشرات الأخرى والكائنات الحية الأخرى، يجب أن نتبنّى نهجًا متوازنًا ومسؤولًا في استخدام هذه التقنية وينبغي على القائمين عليها تقديم ضمانات أن هناك دراسات شاملة ومستقلة تحدد تأثيراتها البيئية والصحية والاجتماعية قبل تطبيقها على نطاق واسع، ويجب أن يكون لدينا نقاش عام وشامل حول ما إذا كانت التعديلات الجينية على البعوض هي الحل الأمثل للتصدي لمرض الملاريا أو غيره من الأمراض، إنها قضية تستحق التفكير العميق والبحث المستمر لتحقيق التوازن الصحيح بين الفوائد المحتملة والمخاطر المحتملة لهذه التقنية الغريبة…!

– لمحة أزالت أي مخلوق من السلسلة الغذائية يضر ولا ينفع، اختلال التوازن هدم وليس بناء.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى