عاجل
أهم الأخبارالصحة و الجمالمقالات وآراء

الدكتورة هند ياسري تكتب.. مافيا التجميل التجاري ‎

مقالات ـ بوابة العرب الإخبارية

‎لم تعد زيارة المرأة إلى عيادات التجميل ترفا معيشيا وإنما اصبحت من متطلبات العصر وربما من ضرورياته التي تدور في فلك الجمال لتطل المرأة بوجه جميل وقوام ممشوق ، وأصبح سوق التجميل من اهم الأسواق التجارية المزدهرة والمتجددة الذي يرضخ لقوانينها اطباء التجميل وزبائنهم في زمن تزايدت فيه التقنيات والابتكارات والمهارات في حقن الوجه والتعامل مع جغرافيته ، مثل تقنية سحب العين وعمل غمازات الخدين وغيرها كثير ، ومع اتساع عالم التجميل وتطوره إزداد قلق اطباء التجميل بسبب اتساع رقعة عمل شريحة ممارسي الحُقن التجميلية والذين لايحملون شهادات علمية من كليات الطب لكنهم يحملون شهادات في مجال التمريض او شهادات غير متقدمة في العناية بالبشرة عبر دورات سريعة في معاهد التجميل ، هذه الشريحة تتسع يوميا مما اثار حفيظة اصحاب التخصص بسبب ارتكاب الممارسين للأخطاء العلاجية وعدم القدرة على تلافيها او معالجة مضاعفاتها ،
‎ببساطة العالم الافتراضي يزخر بهم وخصوصًا على مواقع
‎التواصل الاجتماعي ، وهم يستقطبون يوميا الكثير من الراغبين والرغبات بالسفر الى كوكب الجمال بوخزة ، وإمعانا بالتضليل هذة الشرائح يضعون قبل اسمائهم القابا تجارية مثلًا وحش البوتوكس او ملكة الحقن وغيرها
‎ورغم الأخطاء الجسيمة التي يقع بها هؤلاء الممارسين الا ان سوق التجميل الافتراضي يؤثث جنباته بممارسين يمتلكون إيادي ماهرة تقدم الخدمات بأسعار رخيصة مما يسهل مهمتهم في اقتناص الزبائن ، ولانهم يفتقرون للمعرفة الطبية الكافية في طب التشريح والأمراض الجلدية وعدم مقدرتهم على علاج المضاعفات المحتملة اصبحوا مصدر تهديد لصحة وجمال الوجه كونهم يجهلون طريقة تذويب الفيلر او علاج التفاعلات التحسسية الآنية التي قد تسبب اضرارا للزبون جسدية ونفسية .

‎يقول طبيب التجميل الإنكليزي لي ووكر ( كلما تعمقت اكثر في تشريح وجه الانسان كلما ازدْدت خيفة في العلاج ) ويقصد بهذا ان وجه الانسان هو اكثر مكان ملئ بالأوعية الدموية والأعصاب والعضلات كما انه الجزء الأثمن في عالم الجمال ، ولهذا نحتاط ونحذر كأطباء تجميل في حقن الوجه بسبب معرفتنا اللازمة بطب التشريح اما الذين يمارسون مهنة الحقن قد يمتلكون أيادي ماهرة ترسم شفاه جميلة ممتلئة لكن مع الكثير من الأضرار المحتملة ، واغلب وسائل الاعلام تطالعنا دوما بقصص ضحايا التجميل التجاري مثلا توثيق اول حالة فقدان بصر بسبب مضاعفات الحقن التجميلي مما تسبب بضجة اعلامية كبيرة في وقتها دفع الأكاديمية الأمريكية لطب التجميل لسن قوانين صارمة تحصر ممارسة الطب التجميلي غير الجراحي بالأطباء فقط ، اما في بريطانيا فتمارس كوادر التمريض التجميل غير الجراحي لكن تحت رقابة الأطباء ، علمًا ان احدث دراسة حول مدى خطورة مضاعفات الحقن التجميلية أظهرت نتائجها بوجود 17 حالة مسجلة اصيبت بفقدان البصر بسبب ترسب المواد المالئة ( الفيلر) وانسداد شريان العين مما ادى إلى فقدان البصر .

‎وهناك مشاكل أخرى نشهدها يوميا بسبب افتقار الممارسين للدراسة العلمية والخبرة التي تؤهلهم لمعالجة المضاعفات في الوقت المبكر ، ناهيك عن مسلسل التشوهات نتيجة الحقن السريع او الحقن المباشر الخاطئ في الأوعية الدموية ، واستخدام مادة حقن غير امنة او منتهية الصلاحية ، مما يؤدي إلى التهاب بكتيري وقد يتسبب الامر إذا لم يتم العلاج الصحيح من قبل طبيب مختص بحدوث مضاعفات متقدمة يطول شرحها كالتكتلات والنزيف وتلف الأعصاب..

ختاما
‎كل ما تقدم يجعلنا امام مسؤولية إنسانية متمثلة بتوجيه النصيحة للراغبين في خوض تجربة التجميل غير الجراحي بمراجعة الأطباء المختصين والابتعاد عن مافيا التجميل التجاري تلافيا للأضرار الجسدية والنفسية .

‎‏Www.drhindora.co.uk
‎عضو الجمعية الملكية البريطانية للجراحين / ادنبرة
‎اختصاص طب تجميل / جامعة كوين ماري /لندن

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى