عاجل
أهم الأخبارمقالات وآراء

الشيخ حسن سعيد يكتب.. إحرق باسم ربك الذي خلق

مقالات بوابة العرب الإخبارية

الشيخ حسن سعيد مشيمش

 

نحن منذ قرون وما زلنا أُمَّة إحرق باسم ربك الذي خلق ، ولسنا أُمَّة { إقرأ باسم ربك الذي خلق } حينما تكون إنساناً صالحاً سيحبك الأخيار والأشرار وأما إذا عزمت على أن تكون مصلحاً حينها سيحاربك الأشرار ويتركك أغلب الأخيار لأن الفقهاء الدينيين والزعماء السياسيين سيشعرون بخطر ما تكتب وتقول للناس عن فساد سيرتهم وفساد فتاواهم ومعتقداتهم التي بها سلبوا أموال الناس وعقولهم وقذفوا الرعب في قلوبهم وسفكوا دماءهم وجعلوا أوطانهم أفقر بلدان الأرض وأجهلها .

فهل تعلمون أنّ فقهاء الدّين هم الذين أحرقوا كلّ كتب الفيلسوف إبن رشد المسلم ! ؟

وهل تعلمون أنّ إبن سينا العالم المسلم الفذ العبقري لقبه فقهاء الدين بإمام الملحدين أو شيخ الملحدين ! ؟

وهل تعلمون أنّ الشيخ الرّازي المسلم أعلن كفره بكلّ مذاهب شيوخ الدّين وكان يسخر منهم في كلّ مجالسه ؟

وهل تعلمون أنّ العلامة التّوحيدي أحرق كتبه بنفسه بسبب القهر واليأس من فقهاء الدين الدّين في عصره !؟

وأنّ المعرّي فرض السّجن على نفسه لنفس الأسباب ! ؟

وهل تعلمون أنّ العلامة ابن المقفّع مات مقتولاً وهو لم يتجاوز الثّلاثينات من عمره ؟

وهل تعلمون أنَّ علماء وفلاسفة إخوان الصّفاء كانوا لا يذكرون أسماءهم بسبب الخوف من إهدار فقهاء الدين لدمائهم ! ؟

وهل تعلمون أنّ فقهاء الدين وفي مقدّمتهم الإمام الشّافعيّ كانوا يعتبرون أنّ بعض علوم الطّبيعة والكيمياء والفلسفة من المحرّمات مثلها مثل التّنجيم والضّرب بالرّمل والسّحر ؟ !

وهل تعلمون أنّ الإمام الغزالي والذّهبي وابن القيّم وابن الجوزي ( وابن تيمية ) وغيرهم من “كبار” فقهاء الدّين أفتوا بتكفير وهدر دم كلّ من يمتهن أنواع العلوم العقليّة الّتي قد تَتَسَبَّب في كفر المسلمين وابتعادهم عن دينهم الحنيف ! ؟

وهل تعرفون أنّ الغزالي الذي كَفَّر الفلاسفة لقد تَمَّ تكفيره هو الآخر في عهود متأخرة ؟

وهل تعرفون الطّبري ؟ طبعا تعرفونه ومن لا يعرف الطّبري صاحب أشهر كتاب تفسير للقرآن ، وصاحب أشهر كتاب تاريخ كتبه المسلمون فهل تعلمون كيف مات الطّبري ؟

ج : الطّبري مات كمداً وقهراً بعد أن رجمه الحنابلة واتّهموه بالكفر والإلحاد بسبب اختلافه مع مذهب الإمام ابن حنبل ! ! ! الحنابلة رجموا منزله بالحجارة إلى درجة أنّ باب منزله لم يعد يُفتح بسبب أكوام الحجارة المتراكمة عليه .

وهل تعلمون من قتل المتصوف الكبير الحلاج ؟

هل تعلمون من اغتال المفكر المصري فرج فودة؟

هل تعلمون لماذا هرب المفكر المسلم نصر حامد أبو زيد من مصر في عصرنا منذ 10 سنين تقريباً ؟

وهل تعلمون أنَّ الطبري قد قُتِلَ ، والحلاج صُلِبَ ، والمعري الضرير حُبِس ، وسُفِكَ دم ابن حيان ، ونُفِيَ ابن المنمر ، وأُحْرِقَت كتب الغزالي وابن رشد والأصفهاني والفارابي والرازي وابن سيناء والكندي والغزالي اضطهدوهم وكَفَّرُوهم وهدروا دمهم وربما لا تعلمون إنّ السهروردي مات مقتولاً  و قطعوا أوصال ابن المقفع ، ثم شُوِيَت أمامه ليأكل منها قبل أن يلفظ أنفاسه بأبشع أنواع التعذيب ، وأنَّ الجعد بن درهم مات مذبوحاً وعلقوا رأس أحمد بن نصر وداروا به في الأزقة ، وخنقوا ( لسان الدين بن الخطيب ) وحرقوا جثته, وكَفَّرُوا ( العلامة ابن الفارض ) وطاردوه في كل مكان .

لذلك أقول : أي شعب بالأرض لن يذوق حلاوة الدولة العادلة والحرية الفكرية والسياسية إنْ لم ينجح بشنق فقهاء الدين بأمعائهم وعمائمهم ولَفَّاتِهِم قبل شنق الزعماء السياسيين لأن استبداد حُكامنا السياسيين وأحزابنا السياسية مصدر قوة استبداداهم من بركة فقهاء الدين وفتاواهم وعلومهم وخطاباتهم ومحاضراتهم ونباحهم على منابر المساجد والحسينيات والقاعات .

……..

الشيخ حسن سعيد مشيمش

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى