بعد إعلان أثيوبيا بدء الملئ الثاني لسد النهضة.. هل انتهى الحديث عن الحلول السلمية؟
سادت حالة من القلق والتوتر بعد اعلان اثيوبيا بدء عملية الملئ الثاني لسد النهضة، وعدم احترام القوانين والأعراف الدولية.
وأصبح الحديث عن إيجاد حلول سلمية أو مفاوضات، أمر منتهي بعد تعنت الجانب الأثيوبي، والتفرد بالقرار دون الرجوع لدول المصب.
لغة القوة هي الحل
وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لغة استخدام الحل العسكري مع أثيوبيا لانهاء الأزمة بضرب سد النهضة، قبل عملية الملء.
ولكن الأمر ليس بهذه السهول، فهناك مجتمع دولي وقوانين دولية، وطرق سلمية لإنهاء الأزمة بتدخل المجتمع الدولي بعيدا عن السلاح.
نواب : اثيوبيا تتعمد تأجيج الأزمة
وفي هذا الصدد، شن عدد من أعضاء مجلسى النواب والشيوخ هجوما حادا على إثيوبيا، واتهموها بتعمد تأجيج الأزمة.
وقال النائب أحمد فؤاد أباظة، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، إن الملء الثاني لـ سد النهضة في موعده
بدون الوصول إلى اتفاق ملزم مع دولتى المصب «مصر والسودان» يعنى الاعتداء على السيادة المصرية.
وأضاف: المجتمع الدولى بجميع دوله ومنظماته أصبح شاهداً على أن إثيوبيا استمرت لسنوات طويلة في
سياساتها الرافضة للوصول إلى اتفاق ملزم لأزمة سد النهضة مع دولتي المصب، وتتعنت وتُطيل أمد التفاوض
لتفرض سياسة الأمر الواقع، مؤكدًا أن اللجوء إلى مجلس الأمن هو آخر تحرك سلمى من مصر، التي تصر على
الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها وتفضل التفاوض مع إثيوبيا تحت رعاية الاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن.
عفت السادات: ماتفعله اثيوبيا يعد انتهاكاً للقوانين والأعراف الدوليه
وقال عفت السادات وكيل لجنة الشؤون الخارجية والعربية والافريقية بمجلس الشيوخ ان ماتفعله اثيوبيا يعد انتهاكاً
للقوانين والأعراف الدوليه التي تحكم المشروعات المقامة على الأحواض المشتركه للأنهار الدولية، بما فيها نهر
النيل، الذي تنظم استغلال موارده اتفاقيات ومواثيق تلزم إثيوبيا باحترام حقوق مصر ومصالحها المائية، وتمنع الإضرار
بها.
ووصف السادات ماحدث بأنه تطور خطير يكشف مجددا سوء نية اثيوبيا، مشيدا في الوقت نفسه بإرسال وزارة
الخارجية للخطاب الموجه من وزير الموارد المائية والري للوزير الإثيوبي إلى رئيس مجلس الأمن بالأمم المتحدة
لإحاطة المجلس- والذي سيعقد جلسة حول قضية سد النهضة الخميس 8 يوليو- بهذا التطور، وإصرار اثيوبيا على
اتخاذ إجراءات أحادية لفرض الأمر الواقع، وملء وتشغيل سد النهضة دون اتفاق يراعي مصالح الدول الثلاث، ويحد
من أضرار هذا السد على دولتي المصب.
وحذر وكيل لجنة الشؤون الخارجية والعربية والافريقية بمجلس الشيوخ، من ان مافعلته اثيوبيا يزيد من حالة التأزم
والتوتر في المنطقة، وقال: سيؤدي إلى خلق وضع يهدد الأمن والسلم، على الصعيدين الإقليمي والدولي.
أمل رمزي: نطالب المجتمع الدولي التدخل العاجل
وطالبت النائبة أمل رمزي عضو مجلس الشيوخ، المجتمع الدولي بضرورة التدخل والتحرك العاجل للمساهمة في
إيجاد حلول ترضي كافة الأطراف لإنهاء أزمة سد النهضة حفاظاً على أمن واستقرار المنطقة، مؤكدة أن مياه نهر
النيل بالنسبة للمصريين مسألة حياة أو موت، ولا يمكن لأي أحد أن يساومهم عليها .
وحذرت النائبة أمل رمزى، من الخطوة الأحادية التي أقبلت عليها أثيوبيا بإعلانها بدء عملية الملء الثانى لـ سد
النهضة، مؤكدة أن هذه الخطوة ستزيد من حالة التوتر والإحتقان وعدم الإستقرار في المنطقة .
فيما قال الدكتور حسام المندوه عضو مجلس النواب أن الإعلان الإثيوبي ببدء عملية الملء الثاني لـ سد النهضة
يؤجج الأزمة مما سيكون له تداعيات كثيرة قد تصل إلى تهديد الأمن والسلم الدولي والأقليمي، مضيفًا أن هناك
معاهدات وقوانين تنظم استخدام مياه الهضبة الإثيوبية ومبادئ عامة تنظم استخدامات الدول للأنهار في غير
الشؤون الملاحية وهي مبادئ عرفية، استقرت في وجدان الدول، وأصبحت مُلزمة للدول كافة، فضلا عن اتفاقية
الأمم المتحدة بشأن الأنهار الدولية في 1997 والتي يأتي من مبادئها الاستخدام المنصف والعادل للمياه
المشتركة، والإخطار المسبق قبل إقامة أي منشأ على المجاري المائية المشترك، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي
عليه أن يتحلى بمسؤوليته تجاه الأزمة التي ستؤثر على الأوضاع في المنطقة والتي قد يمتد مداها لتلحق آثار
سلبية بالاقتصاد العالمى.