بعد زيارة الوفد السوري لموسكو.. رامي الشاعر يكشف ماذا طلب بوتين وكيف ستكون علاقة البلدين الجديدة؟

admin3 أغسطس 2025آخر تحديث :
بعد زيارة الوفد السوري لموسكو.. رامي الشاعر يكشف ماذا طلب بوتين وكيف ستكون علاقة البلدين الجديدة؟

في زيارة هي الأولى له إلى موسكو منذ توليه منصبه، قاد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني وفدًا رفيع المستوى إلى العاصمة الروسية، وسط مؤشرات متزايدة على تحولات في العلاقة بين البلدين، في ظل التغيرات السياسية والميدانية على الساحة السورية.

تأتي هذه الزيارة في توقيت حساس، حيث تسعى دمشق موازنة علاقاتها خارجياً، فيما تؤكد موسكو على مركزية علاقتها التاريخية مع سوريا، رغم انشغالها بملفات دولية ضاغطة، أبرزها الحرب في أوكرانيا.

ملفات ثقيلة على طاولة موسكو

الزيارة، التي جرت بدعوة رسمية من الخارجية الروسية، ناقشت بحسب المصادر الرسمية الروسية، مجموعة واسعة من الملفات، أبرزها: التعاون الاقتصادي الثنائي، مستقبل التواجد العسكري الروسي في سوريا، إعادة الإعمار، وسبل دعم سوريا سياسياً.

وفي تصريح خاص أدلى به المستشار السياسي الروسي المقرب من الخارجية الروسية، رامي الشاعر، لوكالة “ستيب نيوز” وصف اللقاءات بأنها “إيجابية جدًا”، موضحًا أن روسيا كانت دائمًا مدافعة عن “حقوق الدول واحترام سياداتها وحق الشعوب في اختيار طريقة حياتهم”. وأكد أن موسكو دعمت تاريخيًا حركات التحرر، واحترمت ميثاق الأمم المتحدة وقراراته، مضيفًا: “روسيا بنت علاقاتها الدولية على أساس المنفعة المشتركة”.

وأوضح الشاعر أن الوفد السوري الذي لبّى دعوة موسكو “يدرك تمامًا عمق العلاقات الروسية السورية، والدور الذي لعبته روسيا عبر عشرات السنين في بناء العديد من المشاريع الرئيسية في مجال الطاقة وغيرها، فضلًا عن دعم الاقتصاد السوري”.

الاستراتيجية السورية – الروسية: تأكيد على الثوابت

مصادر سورية رسمية أشارت إلى أن الوفد السوري شدد خلال لقاءاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزيري الخارجية والدفاع، على الرغبة في الاستمرار بتطوير العلاقات التاريخية، واعتبرها علاقات استراتيجية بالنسبة لسوريا ومستقبلها.

وفي السياق نفسه، قال الشاعر إن القيادة الروسية “أبدت استعدادها لتقديم الدعم والمساعدة لسوريا في مختلف المجالات”، معتبرًا أن لقاء بوتين مع الوفد السوري يؤكد هذا الحرص الروسي، “مع التأكيد على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ووحدة شعبها بجميع مكوناته”.

وأضاف الشاعر أن “روسيا، من جهتها، تتعاون وتعترف بشرعية القيادة الحالية المؤقتة، وتثق بقدرتها على تلبية طموحات غالبية الشعب السوري”، مشيرًا إلى أن القيادة الروسية أصدرت تعليمات إلى كل المؤسسات المعنية لتفعيل الاتصالات مع الجهات السورية، بهدف “المساعدة والتعاون الفعّال بين البلدين”.

وتابع: ” لا يمكن إغفال أن آلاف الكوادر من أبناء الشعب السوري تخرّجوا في الجامعات الروسية والسوفييتية سابقًا، في مختلف الاختصاصات، إلى جانب التعاون العسكري وتجهيز الجيش السوري، وهو ما أكّد عليه الوفد السوري في بداية المحادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، ووزير الدفاع الروسي”.

التعاون العسكري وقاعدة حميميم

ملف التعاون العسكري احتل حيزًا مهمًا من النقاشات، لا سيما في ظل التجاذبات الإقليمية والدولية المتزايدة حول مستقبل التواجد الأجنبي في سوريا. وأكد الشاعر أن الإدارة السورية الجديدة “تحترم طبيعة التعاون القائم في ملفي قاعدة حميميم وميناء طرطوس”، مشددًا على أن العلاقات “تُبنى على أساس تعاون مؤسسات رسمية، وليس على علاقات بين أفراد”.

وكان لافتًا تأكيد الشاعر أنه “لا توجد أي خلافات جوهرية بين البلدين”، بل إن “التعاون العسكري بينهما سيستمر بل وسيتوسع، رغم المتغيرات الحاصلة في المشهد السوري”، في إشارة إلى ما يثار حول احتمالات التفاهمات بين موسكو وتل أبيب أو أنقرة حول مناطق النفوذ في سوريا.

وقال: ” أبدت القيادة الروسية استعدادها لتقديم الدعم والمساعدة لسوريا في مختلف المجالات. وجاء لقاء بوتين مع الوفد السوري ليؤكد هذا الحرص الروسي على العلاقات التاريخية بين البلدين، واستعداد موسكو لدعم سوريا كي تتعافى من أزمتها، مع التأكيد على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ووحدة شعبها بجميع مكوناته”.

هل هناك فتور في العلاقات؟

في رده على تساؤلات حول تأخر الزيارة، نفى الشاعر وجود أي تباين سياسي، موضحًا أن الدعوة لزيارة الوزير الشيباني إلى موسكو “تم توجيهها منذ فترة”، وأن التأخير “كان لأسباب تتعلق بانشغال الوزيرين، وليس نتيجة أي فتور أو توتر في العلاقات”.

وتابع قائلًا: “العلاقات بين سوريا وروسيا تستند إلى أسس صداقة متينة، رغم التغيرات السياسية التي طرأت مؤخرًا”، مؤكدًا أنه “لا يوجد أي خيار آخر سوى تعزيز هذه العلاقة”.

خلفيات وتقديرات

وفقًا لوكالة “تاس” الروسية، فإن اللقاءات عكست رغبة مشتركة في تفعيل التعاون الثنائي على الصعيدين السياسي والاقتصادي. فيما ذكرت صحيفة “كوميرسانت” أن موسكو مهتمة بضمان استقرار الوضع في سوريا للحفاظ على مكتسباتها الجيوسياسية هناك، خاصة في ظل عودة التوترات في مناطق الجنوب السوري وشرق الفرات.

كما نقلت قناة “روسيا اليوم” عن مصادر في الخارجية الروسية أن موسكو ترى في الحكومة السورية الحالية شريكًا موثوقًا، وأنها ستواصل تقديم الدعم السياسي والإنساني، مع السعي إلى إطلاق مشاريع اقتصادية جديدة بالتعاون مع القطاع الخاص الروسي.

وتؤكد زيارة وزير الخارجية السوري إلى موسكو أن التحالف بين البلدين لا يزال قائمًا على أسس استراتيجية رغم التحديات، وأن دمشق تسعى لإعادة التموضع ضمن المعادلات الإقليمية والدولية عبر بوابة موسكو. وفي المقابل، تبدي روسيا تمسكًا بسوريا كشريك تاريخي، وورقة مهمة في توازناتها الإقليمية.

كما تعكس التصريحات الصادرة عن شخصيات قريبة من دوائر القرار الروسي، كرامي الشاعر، أن موسكو لا تزال تراهن على استقرار الشراكة مع دمشق، وتُولي أهمية خاصة للعلاقات مع الإدارة الجديدة، حيث يتوقع الوصول لتفاهمات جديدة خلال زيارة مرتقبة للرئيس السوري أحمد الشرع إلى موسكو خلال شهر أكتوبر المقبل.
موقع “Step News”

الاخبار العاجلة