عاجل
أهم الأخبارثقافة وفنونمقالات وآراء

ثنائية الموت والانبعاث.. حوارية بين الأديبتين الفلسطينيتين عالية وأروى الشاعر

في حوارية أدبية بين الأديبتين الفلسطينيتين / الشاميتين عالية وأروى الشاعر؛ وفي غمرة الألم والانقسام الفلسطيني تشرع رايات الأدب النسوي الفلسطيني كساريات عالية، تؤرخ لنا جانباً آخر من مخاضات الولادة الفلسطينية وبنوع جديد لم يسعف النقاد تدوينه بعد، ألا وهو عذابات المرأة في الأدب الفلسطيني الحديث، حين تضفي على الحدث الفلسطيني قوة ناعمة تعجز عن فعلها دبابات الاحتلال، مقدمةً عاملاً آخر من الصمود، فكانت الشهيدة قبل أن تكون أم الشهيدة وأخته وابنته في سياق تاريخي من الأحداث لعوائل من الشهداء والأدباء والسياسين والمقاومين.

من هنا يُحسب للقضية الفلسطينية وحدها بروز ظاهرة العائلة الفلسطينية المقاومة في كل المجالات والشهيدة في الميدان فأصبحت العائلة الفلسطينية جدلية حاضرة في سياقات تاريخية ممتدة من الأجداد فالآباء فالأبناء والأحفاد، وهي الميزة التي دونت القضية الفلسطينية في كل فلسطيني، ما أهلها لأن تكون حاضرة في ضمير التاريخ الإنساني كقوافل من الشهداء وقوافل من الأدباء وقوافل من السياسين، مؤرخة بذلك ثنائية الحضور رغم الغياب عن الوطن الأم ، فاصبحت مائلة كثنائية الموت والانبعاث.

الثنائية ذاتها نقرأها اليوم في كتابات الشقيقتين الأديبتين الفلسطينيتنن المعاصرتين عالية وأروى الشاعر، والمنحدرتين من عائلة فلسطينية من يافا امتلكت رصيداً أدبياً وسياسياً ومقاوماً، فكتبت اسمها بحروف من ذهب في صفحات النضال الفلسطيني، وهي العائلة التي – وبالرغم من الشتات- مازالت تحتفظ بمفاتيح بيتها في سياق نضالي تاريخي منذ نضالات الأب محمد إبراهيم الشاعر كأحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية وأول سفير للمنظمة في موسكو، قبل أن يشغل المنصب من بعدة ابنه الكاتب والمحلل السياسي المعروف رامي الشاعر، كما الأديب وفيق محمد الشاعر مؤسس أول مركز ثقافي فلسطيني في موسكو ، وأول رئيس للجالية الفلسطينية في موسكو و كان له دور كبير في ايصال صوت القضية الفلسطينية إلى الجاليات الأوروبية.

مروراً بمنجزات الأم الكاتبة المعروفة وفيقة حمدي الشاعر صاحبة كتاب ” نضال المرأة العربية” وثاني إمرأة عربية تحصل على دبلوم الدراسات العليا في الادب الروسي، والمعروفة بالدفاع عن القضية الفلسطينية وقضايا التحرر العالمي، وتقديراً لجهودها حين وفاتها عرضت القيادة في روسيا أن تدفن في مقبرة العظماء ولكن العائلة قررت أن يتم نقلها من موسكو الى الأردن بالقرب من فلسطين وأن تدفن في مقبرة الشهداء في عمان بالقرب من زوجها محمد الشاعر والذي طلب في وصيته أن يدفن في أقرب منطقة إلى فلسطين وتم ايضاً نقل جثمانه من موسكو الى الأردن، حيث ولد حبهما في يافا والآن يرقدون بالقرب من بعضهما بالقرب من فلسطين. كما منجزات الفارسة الدولية ديانا الشاعر التي دونت اسم فلسطين ورفعت العلم الفلسطيني – لأول مرة في التاريخ- في المحافل الدولية الرياضية، وانتهاءً بأدب وكتابات أروى وعالية الشاعر اللتين دونتا صرخة المرأة الفلسطينية وصمودها، وهو الصوت الذي تعالى أكثر وأكثر منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على أهلهم في غزة.

في قصيدتها ” مناجاةُ القلب لشآم” تشرع الشاعرة عالية الشاعر في استحضار الألم الفلسطيني، وهو الألم الذي يتمايز عند الفلسطينين عن غيرهم، إذ يبدو الألم الفلسطيني في نصوص عالية تحدياً وإصراراً والإصرار ورؤية حاضرة لنصر آتٍ لمحالة من تحت الأنقاض.

في مقدمة قصيدتها ” مناجاة القلب لشآم” تؤرخ عالية لفلسطين/ الشام، في محاولة منها لاستنهاض عزيمة العرب، ففلسطين هي عروسة الشام وقدسيتها، وهي بذلك تستعيد ذاكرة الجغرافيا والتاريخ بدءاً من بلاد الشام والحجاز، في استحضار قدسي حين كانت شعائر الحجاج العرب لاتكتمل إلا بـ ” التقديس” كشعيرة كانت متممة لشعائر الحج.

تقدم عالية لقصيدتها بالقول، واجهت صعوبة في استحضار التفاؤل وسط هذا الكم من مآسي وأحزان التراجيديا النازفه ، لكن إذا فقدنا الأمل يذوي القلب، تخبو الروح ، تنطفئ جذوة العطاء فينا ، أعني بهذه المناجاة كل بلاد الشام ( سوريا ، لبنان ، الأردن وفلسطين ) هذه المنطقة كانت تسمى ( سوريا الكبرى ) قبل اتفاقية سايكس وبيكو المشؤومة ، يرى بعض المؤرخين أن الموصل العراقية وصولاً الى تبوك الحجازية كانتا تقعان ضمن محيط بلاد الشام .بهذه المناجاة أعبر عن انتمائي ، ولائي وحبي ليس فقط لبلاد الشام بل لكل بلداننا العربية التي ستنجو بالتعاضد والوحدة التي نرنو إليها جميعا ، أملين أن تعايش أجيالنا الشابة الآنية واللاحقة الأفضل والأجمل .

ياشام واسينا، حزننا كحزنكِ شكله واحد

لونه أثقلَ الليلَ سواداً ، لوعةً على فراقِ الأحباءِ

لكّن الظلامَ لن يبسطَ حلكتهُ عليكِ

الشمسُ تحجبهُ والقدرُ يخّبئ خلودكِ

في قلوبِ أطفالٍ رحلوا إلى المحبه

يسألون لنا المغفرة ، زادهم السماحُ والعفه

ولجوا الجنةَ أحياءً شاهدينا

يا شامُ ، يا أماً رؤوماً أغيثينا

وفي استجابة لمناجاة الشاعرة عالية ترد شقيقتها أروى في حوارية فلسطينية، وكصوت يأتي من عذابات غزة وكأنها تردد أصدائها بين أروقة قمة المنامة المنعقدة الآن قائلة:

القصيدة ترتحل عبر الزمن والمكان، مستخدمة الصور والرموز، مستدعية أصداء الحضارات التي تعاقبت على الشام، من الكنعانيين إلى الفينيقيين، مرورًا بعظمة تدمر وزنوبيا وأيقونات تاريخية وأسطورية وأحداث غنية بالدلالات الثقافية والحضارية، تُظهر كيف تعتبر الشام مهدًا للحضارات وملاذًا للروحانيات.

تضيف أروى: تُعلي القصيدة من شأن الشهداء والتاريخ الطويل للنضال والمقاومة في الشام، مؤكدةً على أن الأرض المباركة هذه لن تنسى أبناءها الذين ضحوا من أجلها. كما تلمس سرديتك العمق الديني والروحي، مُشيرةً إلى القدس والأماكن المقدسة التي تشكل النسيج الروحي للمنطقة.

ثم تنتقل الأديبة أروى في تأكيد لثنائية الموت والانبعاث الفلسطيني مخاطبة أختها عبر القصيدة:

بطريقة ما تُحول قصيدتك الحزن والدمار إلى رمز للنهوض والأمل، مُعتبرةً أن الأحزان التي عصفت بالشام هي أيضًا بذرة لمستقبل مُزدهر يُمكن أن ينبت من جديد من تربة هذه الأرض الطيبة، يبرز في النص كيف يمكن للتاريخ والحضارة أن يكونا مصدر إلهام للأجيال الحالية والمستقبلية، وكيف يمكن للذكريات الجميلة والتراث أن يوفرا دافعًا للتجدد والبناء. إنها دعوة للتأمل في الماضي والاستفادة من دروسه لبناء مستقبل يُجسد الوحدة والسلام والازدهار لكل بلاد الشام والدول العربية، فتجيبها عالية:

لاتدعي الفاجعةَ تغوصُ في دماءِ الآنامِ

علَّ الآلام تطفو فوقَ سطحِ الجسمِ

ويذهب كالزبدِ جُفاءً ما ترسَّبَ في قعرِ الفؤادِ من أحقادٍ ونقمِ

عسانا نُلملمُ من شواطئكِ قواقعاً وأصدافاً وشوشاتها تُنبئ

بأن مدنكِ تصحو إذا غفتْ في حضنِ الوئامِ

وأرضكِ تعمرُ إذا أعدنا زَهو ماضيكِ ملك حاضركِ

وعبرنا غدكِ آمنين ، ورجعنا إلى مستقبلنا سالمين

مودعينَ أجيالنا هانئينَ مطمئنين

حينها ستهطلُ سماؤكِ رُطباً من عليين

يا شامُ هوّني علينا ، دعينا نبكي

لو يَسألْ الصبرُ الدمعَ أن يكفكفَ دمعهُ

لغرقت العيونُ في محاجِرها من فيضِ بحارِ الأحزانِ

لو يُسألْ الصمتُ عن بَوحهِ لأفصحَ مخترقاً جدارَ الصوتِ معلناً

الشهداءُ في بلادنا أجدرُ برثاءِ الأحياءِ

وهاهم ينادوكِ ، ينكسرُ الصدى من تزاحمِ الأصواتِ بين المجراتِ

تربط الكاتبة أروى عبر قصيدة أختها عالية بين ألم الفلسطيني اليوم ومناجاة عالية للتاريخ والاساطير والثقافة الشعبية في بلاد الشام حيث أبجدية التكوين، وكأنها تعيد أسطورة طائرة الفينيق المنتفض صموداً وقوة من تحت الرماد فتقول:

مناجاتك لبلاد الشام هذه تمثل فسيفساء سردية إبداعية وتحفة أدبية، تستحضر موسيقى التاريخ والأساطير وتجمع بين الإلقاء الشعري والعمق العاطفي، تنسجين من خلال هذه السردية الرائعة نسيجًا شعرياً رقيقًا يحتضن روح بلاد الشام، بصور بلاغية تمثل الغنى الثقافي لهذه الأرض والذي تملكينه. تبدأ بتصوير الألم المشترك، معبرةً عن الحزن العميق الذي يخيم على الأرواح كغطاء الليل الدامس، لكنها سرعان ما تنقلب إلى الإيمان بأن هذا الظلام لن يستطيع أن يخفي نور الأمل الذي يبزغ من تحت رماد المعاناة. وهي السردية التي تضمنتها قصيدة عالية التي استحضرت التاريخ والأسطورة والجغرافيا كوحدة بنيوية متكاملة في قصيدة عالية:

تستفيقُ النسوةُ الكنعانيات ، الفينيقيات

تحملنَ في أياديهن أبجديةً أحرفها النوتات

ينطقُ الأطفالُ كلَّ اللغات

يشكلُ لهم أدونيس من شقائق النعمان أجمل الباقات

ومع انسكابِ الشعاعِ في الضحى

والرحابُ تتمطى حتى ما وراءَ المدى

على الخيطِ الرفيعِ الفاصلِ بين الحُلمِ والحقيقة

تتهادى إمرأة بالورودِ مكللةً بالشموخ متوجةً

تعكسُ رِفعةَ جلالها عظمةَ تدمر على الفيافي والصحارى

تصدحُ من حنجرتها سمفونيةَ الحضارة

وتغني زنوبيا ملكة كل الأماكن والأزمنة

ينسابُ شدوها نقياً على الأعمدة الرخامية

يتردد صداهُ في أرجاءِ المعابدِ عذباً قوياً

يا شامُ ضمينا إليكِ إذا قصدناكِ جمعاً جميعاً

وأوصدي أبوابكِ لاتغفري ، إذا خطونا على دروبِ الفتنِ

وبعثرتنا رياح تناحرِ المذاهبِ والمللِ

تُبحر الأديبة الفلسطينية أروى الشاعر في النص الأدبي لأختها عالية في حوارية عائلية فريدة لشقيقتين عاشتا معاً وجع الغربة وألم الفراق والحنين في أسلوب أدبي أشبه بحديث نسوة من يافا على مدفأة في شتاء بارد يدفئه القصيد والذكريات، تقول أروى في قصيدة عالية، يتميز أسلوبك الشعري بكونه غنائياً ورمزياً، يتدفق بسلاسة من فكرة إلى أخرى، مما يخلق تجربة قراءة مؤثرة وملهمة. القصيدة ليست فقط تعبير عن انتماؤك القوي وحبك للمدن العربية ، بل هي دعوة للأمل والتفاؤل في مواجهة الصعاب، وتعبير عن الرغبة في الوحدة والسلام.

بذلك ترى أروى أن أدونيس يُذكر في النص كما لو أنه ينثر الورود والجمال، وهو كما قرأت عنه أحد ألقاب الآلهة في اللغة الكنعانية – الفينيقية، فالكلمة أدون تحمل معنى سيد أو إله بالكنعانية مضاف إليها السين (التذكير باليونانية) وهو معشوق الإلهة عشتار.

انتقلت أسطورة أدونيس من الحضارة والثقافة الكنعانية للثقافة اليونانية القديمة وحبيبته صارت أفروديت. يجسد الربيع والإخصاب لدى الكنعانين والإغريق. وكان يصور كشاب رائع الجمال.

وزنوبيا: ملكة تدمر التي تُعتبر رمزاً للقوة والاستقلالية في التاريخ السوري، تُستحضر هنا كمظهر من مظاهر العظمة والكبرياء، ملهمةً الناس عبر العصور. وخالد بن الوليد:

يُشار إليه كرمز للشجاعة والفتوحات الإسلامية، حيث دفن في مدينة حمص السورية، ويُعتبر من الشخصيات البارزة في الفتح الإسلامي.

والقدس: تمثل مركزًا روحيًا وتاريخيًا هامًا في بلاد الشام .وكنيسة القيامة ومسجد الأقصى: هذين المعلمين الدينيين في القدس كرموز للتعايش والوحدة الدينية.

وبيروت، عمّان، بغداد اليمن دول الخليج : هذه المدن العربية تُستحضر كرموز عن الوحدة الحضارية والثقافية في العالم العربي.

والحروف الأبجدية والنوتات و أطفال يتحدثون كل اللغات: يُمكن أن يشير هذا إلى الأمل في مستقبل تعليمي وثقافي غني للأجيال القادمة في بلاد الشام وكل الدول العربية.

أما أدونيس فشخصية من الميثولوجيا الإغريقية ، تقول الأسطورة أنه كان شاباً فائق الجمال ، قتله خنزير بري في الغابة ، سال دمه وأنبت شقائق النعمان .

إذ ترى أروى أن ” تداخل هذه الرموز والشخصيات التاريخية يوفر للقارئ تجربة ثقافية غنية”.

شآم بين ثناياكِ فلسطين ، تعززي لاتهني

في سويداءِ قلبكِ القدس ، لاتألمي لن تعجزي

سوريا فى ثراكِ يرقدُ خالد بن الوليد ، تأهّبي لا تَجزعي

علّقي السنينَ فوقَ قِممِ الجبالِ ، هرولي صعوداً

يتقهقرُ العجزُ خائباً ، يدحرجُ الأملُ اليأسَ إلى الهاويه

تبين الرؤى مُبشّرةً ، بآياتِ الرحمن الرحيمِ مُضّمخةً

دمشقُ توهّجي أغدقي ألقاً فيضي علينا قِدَماً

من إرثكِ تنبتُ الحداثةُ في عقولنا مثمرةً ، تتبدّى الحلكةُ نوراً

من بحرها الأزرق تطلي بيروت سماءَ عمَّان

تتلألأ نجوم بغداد كريستاليةَ الثريا

تتجلى القدسُ بكنيسةِ قيامتها ومسجدها الأقصى لُجيناً

تَغزِلُ الشمسُ من أشعتها الربانيةَ حروفاً ذهبيةً

إنّا قدّرناهُ خليجاً عربياً ، مشربهُ إسلامياً

يكونُ الوصالُ بين مشرقنا ومغربنا أمراً مقضياً

شآم ، والبَدءُ منكِ وعداً مأمولاً والعَودُ إليكِ فعلاً محموداً

يارحلةَ قريش تسيرُ القوافلُ إليكِ وإلى يمننا الطيبِ الأصيلِ ، تباعاً إيلافاً

بُوركتْ أرضكم ربيعاً ، خريفاً ، شتاءً وصيفاً

شآم ، يا مَعقِلَ الفروسيةِ لأنبل الفرسانِ

يا وعدَ الله لأهلكِ بالرباطِ وصدقَ البيانِ

أوقدي من عراقتكِ جذوةَ انبعاثكِ ، تتّوجُ الديمومةُ مجدكِ

إنسجي للفصولِ سجادةَ الياسمين

يفرشها الجمالُ بين حواريكِ وعلى طرقاتكِ

اليومَ نسمعكِ تطئينَ فوقها رويداً رويدا

الآن نراكِ تعانقينَ فجراً وردياً ندياً

في نهاية قرائتها تقول الأديبة أروى الشاعر في قرائتها لنص عالية، يبهرني براعة قلمك وقدرتك على نسج الكلمات بطريقة تأسر القلوب وتستثير العقول. إن بلاغتك لا تُعبّر فقط عن عمق فكرك ورهافة حسك، بل تُظهر أيضًا روعة انتمائكِ لثقافتنا الغنية والتراث العريق الذي نحمله. كل قصيدة تكتبينها هي بمثابة لوحة فنية .أشعر بالامتنان لأنني شاهدة على هذا الإبداع المتفرد، وأنا متحمسة دومًا لرؤية كيف تتفتح موهبتك أكثر فأكثر مع كل عمل جديد تخلقينه. أحتفي بكِ وبكل إنجازاتك، وأتطلع دائمًا بشغف لقراءة كل ما تكتبينه في مسيرتك الأدبية. استمري في إلهامنا وإثراء العالم بكلماتك الرقيقة والقوية.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى