د. أبو خليل الخفاف يكتب: إذا الشعبُ يومًا أراد الحياة.. فلا بدَّ أن يستجيب القدر

بيتُ الشعر أعلاه أحد أشهر الأبيات لأبي القاسم الشابي، التي أرتبطت بالثورات والحركات الشعبية في الوطن العربي، أذ يعكس إرادة الشعوب في التغيير والسعي نحو حياة حرة كريمة، إنه تعبير عن الأمل والطموح، وتسلط الضوء على القوة الكامنة في الإرادة الجماعية للشعوب، والإرادة الشعبية هي المحرك الأساسي لأي تغيير سياسي أو اجتماعي، فعندما تتحد الجماهير حول هدف مشترك تصبح قادرة على تجاوز العقبات وتحقيق المطالب، والشعوب التي تطمح إلى الحرية والعدالة تدرك بأن التغيير لا يأتي من فراغ، بل هو نتيجة جهد مستمر وتضحية، وفي كثير من الأحيان، تكون هذه الإرادة مدفوعة بالظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تعاني منها الشعوب.
وتاريخ الشعب العراقي مليء بالأمثلة، التي تثبت أن إرادة الشعب يمكن أن تؤدي إلى التغيير، فمن ثورة العشرين إلى ثورة رشيد عالي الكيلاني، نجد أن الشعب العراقي أراد الحياة والكرامة واستطاع أن يفرض إرادته على الحكومات المستبدة. وكذلك في العالم العربي شهدنا حركات شعبية انطلقت من منطلق عدم الرضا عن الأوضاع المعيشية والسياسية وحققت اهدافها.
وبالرغم من قوة الإرادة الشعبية العراقية، إلا أن هناك تحديات كبيرة تواجهها من بينها القمع السياسي والفساد والطائفية والطغيان والقتل على الهوية. ولقد حاولت الأنظمة الولائية الاستبدادية قمع هذه الإرادة عبر أستخدام القوة أو التضليل الإعلامي، لكنَّ التاريخ يثبت بأن إرادة الشعب العراقي تبقى قوية، وأنها قادرة على أستعادة زمام الأمور مهما كانت الظروف.
أمّا عن “استجابة القدر”، فإنها تشير إلى الفكرة القائلة بأن هناك عوامل خارجة عن إرادة البشر تلعب دورًا في مسار الأحداث، وقد تتجلى هذه العوامل في الدعم الدولي أو التحولات الاقتصادية، أو حتى الأزمات العالمية، لكنْ يبقى على الشعب العراقي أن يكون مستعدًا لاستثمار هذه الفرص عندما تظهر.
إنَّ القول “إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر” ليست مجرد شعار، بل هي دعوة للتفاؤل والإيمان بقوة الإرادة الشعبية العراقية، وإن التغيير حتمي بإذن الله، ويبدأ من كل مواطن يسعى لتحقيق حياة أفضل لنفسه ولأبناء وطنه، وإذا اجتمع المواطنون على هدف مشترك، فإن القدر سيتجاوب مع تطلعاتهم، وستُكتب صفحات جديدة من التاريخ وان غدا لناظره قريب.
د. أبو خليل الخفاف
٢٠٢٥/٤/٢٠