صفوت العربي يكتب: كلنا فاسدون !!
” كلنا فاسدون.. كلنا فاسدون.. لا أستثنى أحدا.. حتى بالصمت العاجز الموافق قليل الحيلة؛ سيدي الرئيس: كل ما أطالب به أن نصلي جميعا صلاة واحدة، لإله واحد، إله العدل الواحد الأحد القهار؛ لست صاحب مصلحة خاصة، وليست لي سابق معرفة بالشخوص الذين أطلب مساءلتهم، ولكن لدي علاقة ومصلحة في هذا البلد، لدي مستقبل هنا أريد أن أحميه، أنا لا أدين أحد بشكل مسبق، ولكنى أطالب المسئولين عن هذه الكارثة بالمثول أمام عدالتكم لسؤالهم واستجوابهم .. فهل هذا كثير ؟؛ أليسوا بشراً خطائين مثلنا !؛ أليسوا قابلين للحساب والعقاب مثل باقي البشر !؛ سيدي الرئيس: أنا ومعي المستقبل كله نلوذ بكم، ونلجأ إليكم؛ فاغيثونا.. اغيثونا.. والله الموفق” كلمات صادمة تنكـأ الجرح وتجسد المعاناة قالها المبدع الراحل أحمد زكى في مشهد عبقري من فيلم “ضد الحكومة” تنطبق حرفياً علي كارثة القطارات في سوهاج التي أدمت قلب مصر وأبكت عيونها.
هل تتذكرون ظاهرة القطارات المشتعلة التي أبتلينا بها في أواخر عهد ميارك؟!؛ هل تتذكرون عدد الذين لقوا حتفهم في حوادث الطرق وعلي قضبان السكك الحديدية في آخر 10 سنوات؟!؛ هل تعرفون كم الملايين المهدرة والمنهوبة في هيئة السكة الحديد خلال العقدين الأخيرين؟!؛ كلنا تفاءل خيراً بعد تولي كامل الوزير مهام وزارة النقل وتأكيد الرجل علي محاربة الفساد والإهمال المستشري في هيئة السكة الجديد؛ وبالفعل بدأ – وبخطوات متسارعة – في تطوير منظومة النقل في مصر؛ ولكن الفساد والإهمال مازال يمارس هوايته في حصد أرواح الأبرياء!؛ البعض يري أن ما حدث في سوهاج كان مدبراً لعرقلة جهود التطوير والتنمية؛ والبعض يراه راجعاً لسرطان الإهمال؛ وآخرون يرون أنه لا أمل في شئ طالما لا توجد ضمائر متيقظة.
سكة حديد مصر هي ثاني أقدم سكة حديد في العالم بعد المملكة المتحدة؛ تحولت بسبب الإهمال والرعونة والفساد من ناقل للبشر إلي قاتل لهم !!؛ لماذا لا يتولي أمرها متخصص مبدع ذو ضمير مستيقظ وما أكثرهم في مصر ؟!؛ أنا لا أدين أو أتهم وزير النقل بالتقاعس أو الإهمال؛ فالرجل علي النقيض تماماً من ذلك؛ ولكن أنا أتحدث هنا عن متخصص في هذا الأمر؛ فالحسم والنشاط ليسا كافيين لعلاج المرض المزمن لسكة حديد مصر؛ بل يجب أن يضاف إليهما الخبرة والتخصص والإبداع.