عاجل
أهم الأخبارتحقيقات وتقارير

محمد العرب المحاضر الخليجي الوحيد في اجتماع وزراء الداخلية العرب

يتحدث عن مجابهة الطوارئ بتقنيات المستقبل

في إطار أشغال الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب التي انعقدت في تونس يوم 17 فيفري الحالي، شارك مدير مركز العرب للرصد والتحليل والخبير الدولي في الذكاء الاصطناعي، محمد العرب، في ندوة علمية حملت عنوان “إدارة الطوارئ والمخاطر ومجابهة الأزمات والكوارث الطبيعية”، حيث قدَّم ورقة بحثية حول “مجابهة الطوارئ بتقنيات المستقبل”.

وأكد العرب في مداخلته أن العالم يواجه اليوم تحديات غير تقليدية، تتجاوز الكوارث الطبيعية المعتادة مثل الحرائق والفيضانات والجفاف، لتشمل قضايا حيوية مثل الحفاظ على استمرارية الطاقة الكهربائية وضمان عمل خطوط الإنترنت، بالإضافة إلى المخاطر الناجمة عن الأسلحة غير التقليدية، سواء النووية أو البيولوجية أو البيئية.

 

 

وأوضح محمد العرب في تصريح خاص لموزاييك أن الندوة جمعت نخبة من الخبراء من روسيا والعالم العربي وأوروبا، حيث تم تقديم أكثر من 25 ورقة بحثية، غالبيتها تناولت سبل مواجهة تحديات المستقبل.


كما أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي بات عاملاً حاسماً في مجابهة هذه التحديات، لكنه أبدى قلقه من التفاوت الكبير بين الدول العربية في حجم الاستثمارات بهذا المجال، مشيرًا إلى أن السعودية خصصت 100 مليار دولار لتطوير الذكاء الاصطناعي، في حين أن بعض الدول العربية الأخرى لا تتجاوز ميزانياتها مليون دولار فقط.

ودعا العرب إلى إدماج الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية، لتمكين الأجيال الجديدة من التعامل بفعالية مع التقنيات الحديثة، محذرًا من أن العالم سيشهد تحولًا جذريًا بفعل الذكاء الاصطناعي، حيث سيتم تقسيم التاريخ إلى ما قبل الذكاء الاصطناعي وما بعده.

حجم الرهان العالمي

كما لفت إلى أن الطفرة الكبيرة في الذكاء الاصطناعي جاءت نتيجة تسريع الأبحاث خلال جائحة كورونا، حيث تم الاستعانة بالخوارزميات الذكية لتسريع التجارب السريرية على اللقاحات.

وأضاف أن أكبر خمس شركات تكنولوجيا في العالم خصصت تريليون دولار لتطوير الذكاء الاصطناعي، مما يعكس حجم الرهان العالمي على هذه التقنية.

وفيما يتعلق بالاستثمار الأمثل في الذكاء الاصطناعي، شدد العرب على ضرورة التركيز على العقول والكفاءات المحلية بدلًا من الاعتماد على الخبرات الأجنبية، معتبرًا أن ربط السيادة الوطنية باستراتيجية محلية للذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة حتمية.

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يؤثر فقط في المجالات التكنولوجية والاقتصادية، بل يمتد إلى إعادة كتابة التاريخ، حيث يمكنه إعادة تقييم شخصيات تاريخية وتحديد مدى واقعيتها بناءً على البيانات المتاحة.

المنافسة بين القوى العظمى

وفي ختام مداخلته، تطرق العرب إلى احتمالية وقوع زلازل قوية في العالم العربي بين عامي 2025 و2026، مؤكدًا أن الاندماج السريع مع تقنيات الذكاء الاصطناعي قد يساعد في التنبؤ بالكوارث الطبيعية والتقليل من أضرارها، خصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه العديد من الدول العربية بعد الربيع العربي.
وعن المنافسة بين القوى العظمى في مجال الذكاء الاصطناعي، أكد أن الولايات المتحدة لا تزال تتربع على عرش هذه التكنولوجيا بفضل استثماراتها الضخمة في التعليم العميق والذكاء الاصطناعي التوليدي والحوسبة الكمية، مستبعدًا تفوق الصين على أمريكا في هذا المجال في المستقبل القريب.
وختم محمد العرب حديثه بالتأكيد على أن الاستثمار في العقول هو المفتاح الحقيقي لضمان مستقبل أكثر استقرارًا وتطورًا في العالم العربي، داعيًا إلى رؤية استراتيجية تجعل الذكاء الاصطناعي وسيلة للنهوض بدلًا من أن يتحول إلى خطر يهدد مستقبل الأجيال القادمة.

رسم ملامح المستقبل

لم يقتصر حديث محمد العرب، مع موزاييك على المخاطر والتحديات فحسب، بل تناول أيضًا الفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي للدول التي تستثمر فيه بشكل صحيح.

وأشار العرب إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة فاعلة في تحقيق التنمية المستدامة من خلال تحسين الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم والنقل.

وأوضح أن العديد من الدول بدأت بالفعل باستخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين استجابتها للكوارث الطبيعية، عبر أنظمة تنبؤ متقدمة تقلل من الأضرار المحتملة وتساهم في اتخاذ قرارات سريعة وفعالة.

وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تحسين الإنتاجية الزراعية، خاصة في ظل تزايد التحديات المرتبطة بالتغير المناخي وشح الموارد المائية.

 

 

وفي سياق متصل، شدد العرب على ضرورة وضع أطر قانونية وأخلاقية تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي، بحيث يتم تجنب استخدامه بطرق قد تضر بالمجتمعات.

وأشار إلى أن غياب التنظيم قد يؤدي إلى استخدامات خطيرة مثل التجسس والتلاعب بالمعلومات ونشر الأخبار الكاذبة.

وأكد أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية، بل هو أداة يمكن أن تكون إيجابية أو سلبية بحسب كيفية توظيفها، داعيًا إلى تعاون دولي لوضع سياسات تضمن استخدامًا آمنًا لهذه التقنية بما يخدم الإنسانية.

هل سيصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا للبشرية؟

اختتم العرب مداخلته بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي سيصبح أكثر من مجرد أداة مساعدة، بل قد يتحول في المستقبل إلى شريك للبشرية في اتخاذ القرارات وحتى في الإبداع.

لكنه حذر من أن عدم ضبط تطور هذه التقنية قد يجعلها تخرج عن السيطرة، مما قد يؤدي إلى مشكلات غير مسبوقة في التاريخ البشري.

وأشار إلى أن السؤال الأهم الذي يجب أن تطرحه الدول اليوم ليس ما إذا كانت ستتبنى الذكاء الاصطناعي، بل كيف ستتبناه بشكل يضمن الاستفادة منه دون الوقوع في مخاطره؟.

وختم قائلاً: “الذكاء الاصطناعي هو الأسد الذي يجب أن نروضه، فإذا استخدمناه بشكل صحيح، سيكون أعظم أداة لتقدم البشرية، وإن أهملنا ضبطه، فقد يصبح أكبر تهديد لنا جميعًا”.

نقلا عن موقع موزاييك

محمد العرب: مستقبل الدول مرهون بمدى استثمار الذكاء الاصطناعي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى