تعتبر منطقة الشرق الأوسط مسرحًا لصراعات تاريخية معقده، حيث تتداخل فيها المصالح السياسية والدينية والاقتصادية. في ظل هذه الظروف، تم الحديث عن إمكانية وقف إطلاق النار وتوقيع اتفاق سلام بين إسرائيل وإيران، ولكن من المؤكد أن هذه الخطوة لن تستمر طويلاً بسبب الاختلافات الجوهرية بين الطرفين.
تتمتع إسرائيل وإيران بأسس فكرية وسياسية متباينة تجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق دائم. فإسرائيل، التي تسعى للحفاظ على أمنها واستقرارها، ترى في إيران تهديدًا مباشرًا، خاصةً في ظل دعمها للمليشيات الارهابيه في المنطقة. من ناحية أخرى، تعتبر إيران نفسها المدافع عن المستضعفين وهذا كلام غير صحيح من خلال مواقفها بينما تسعى لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط، مما يخلق صراعًا دائمًا في الاهداف.
تتجلى التوترات بين إسرائيل وإيران أيضًا في التنافس على الهيمنة الإقليمية. فكل طرف يسعى لتعزيز موقعه في الشرق الأوسط، وهو ما يؤدي إلى تصعيد التوترات. على سبيل المثال، تسعى إيران لتوسيع نفوذها عبر دعم الجماعات مثل حزب الله في لبنان وحماس في غزة، بينما والحوثين في اليمن والمليشيات الارهابيه في العراق. بينما تسعى إسرائيل لتعزيز تحالفاتها مع الدول العربية المعتدلة لمواجهة هذه التهديدات.
تتباين الطموحات السياسية بين الطرفين، حيث تتمسك إيران بموقفها الرافض للتطبيع مع إسرائيل، بينما تسعى إسرائيل لتحقيق سلام مع الدول العربية والخليجية. هذا التباين في الطموحات يعكس عدم وجود أرضية مشتركة للتفاهم، مما يجعل أي اتفاق سلام هشًا ومعرضًا للانهيار.
يبدو أن أي جهود لوقف إطلاق النار أو توقيع اتفاق سلام بين إسرائيل وإيران ستظل مجرد مساعٍ مؤقتة. فاختلاف الرؤى والمفاهيم، والتنافس على الهيمنة الإقليمية، والطموحات السياسية المتناقضة تجعل من الصعب تحقيق سلام دائم. يبقى الأمل في أن يتمكن المجتمع الدولي من لعب دور فعال في تحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة، ولكن حتى ذلك الحين، ستبقى الأوضاع متوترة ومليئة بالتحديات.
د. ابو خليل الخفاف
٢٠٢٥/٦/٢٥