عاجل
مقالات وآراء

الدكتور محمد العرب يكتب.. كن عادلا ولا تكن طيبا

الطيبة في زماننا هذا صفة غبية … نعم غبية …ولا تستعجل بالحكم على كلامي …!

شرعا وعقلا ليس المطلوب منك ان تكون طيبا بل ان تكون عادلا..

طيبا بالمعنى المتعارف عليه (لا يسيء الظن بالآخرين، ودائما ظنه خير وحسن ولا يدخل في نزاعات أو خصومات مع الآخرين )

وهذا كلام مرسل عاطفي فكل شخص تعرض للاذى من الاخرين كان لا يسيء الظن بهم وكل الذي يسمح للاخرين بدخول مجاله الخاص وحياته الخاصة يجد نفسه في نهاية المطاف منتهكا ومنهكا…!

إن عالم اليوم يتطلب من الانسان أن يخلق توازنا في تعاملاته مع الآخرين، بمعنى أن يعامل كل فرد من حوله بالطريقة التي تليق بأخلاقياته وسلوكياته.

 

 

عندما يلتقي انسان بآخر يحمل سلوكا عدوانيا تجاهه، عليه ألا يتعامل معه بسلبية، بل عليه أن يكون حذرا حتى لا يأذي نفسه وأن يتوقع ما قد يكون سلبيا من ذاك الذي يتعامل معه.

زماننا هذا أصبح الناس ينظرون إلى الشخص الطيب نظرة الضعف وانه المسكين فهو طيب من الممكن فعل أي شيء بحقه، لأنه في نهاية المطاف ومهما حصل سيسامح ويصفح ومع الاسف الموازين والأصول والأعراف هي التي تغيرت،

فالانسان الطيب يتصرف كما يمليه عليه ضميره وقلبه الابيض، ودائماً الانسان الطيب يتمتع بصفاء القلب وخلوه من الحقد والكره والبغض، ولا يقوم باستغلال طيبته إلا شخص لايمتلك صفاته وأخلاقه الطيبة مطلوبة مع الناس الذين يستحقونها مع من نحن متيقنين بسمو أخلاقهم ورقتهم، مع الذين لا يبخلون علينا في التعامل بود ورحمة والإنسان الطيب يعرف متى يتكلم ومتى يصمت ويعرف متى يأخذ بحقه في الوقت المناسب.

 

الشخص الطيب، وهو الذي يحب الناس جميعا، والذي يتمنى الخير لكل الناس، وهو الذي يستعد أن يقوم بأي تصرف لمساعدة الاخرين، ولكن بالأخيـر يلقى الغدر والخيانة والاستهزاء من الآخرين، لأنه طيب القلب.

قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ, قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ, فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ لَا إِثْمَ فِيهِ وَلَا بَغْيَ وَلَا غِلَّ وَلَا حَسَدَ. رواه الترمذي.

في زماننا هذا اختلفت المعايير واختلت اذا اعتقد جازما ان يعود الانسان نفسه على العدل بتصرفاته افضل بكثير من احتراف الطيبة في زمن يُقتل الطيبين دوما بنيران صديقة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى